الأصعب من الكتابة للطفل هو العثور علي دار نشر متحمسة لنشر كتب الأطفال أصلا!، لكن كتاب - للدقة كتيب- «ليلي ترتب غرفتها» يجمع بين الحسنيين، كتابة راقية للأطفال تقدم لهم قيمة ومعلومة في إطار تشويقي جذاب ورسوم تعيش في ذاكرتهم الصغيرة، ودار نشر- نهضة مصر- تتعامل مع الكتيب باحترافية واهتمام حقيقيين. «ليلي فتاة بسيطة ومرحة تضفي علي بيتها الفرحة. تحب أفراد أسرتها لكن هناك مشكلة واحدة! هي لا تريد أن ترتب غرفتها!»، هكذا تبدأ القصة، منطلقة من تفصيلة صغيرة ربما يشترك فيها عدد كبير من الأطفال ويعاني منها عدد كبير من الأمهات، وهكذا ستتابع باقي الصفحات ليري القارئ- الطفل أو والديه- كيف ستكتشف ليلي أن ما تفعله ليس أمرًا جيدًا لأن والدها ووالدتها سيرفضان اللعب معها إلا قبل أن ترتب غرفتها، وهي ترفض ذلك، لكنها لا تيأس «ليست هناك مشكلة. ليلي أحضرت المفكرة اتصلت بمريم وسلمي ونيرة: أحضرن حالا يا صديقاتي، غرفتي حقا كبيرة وعندي ألعاب كثيرة"، لكن حتي هذا لن يكون حلا مثاليا لأن صديقاتها لن يعثرن علي أي لعبة كاملة في غرفتها غير المرتبة قبل أن يسقط عليهم العصير وهي تقدمه لهم، لأنها ارتطمت ببعض الأشياء المتناثرة في غرفتها!هكذا ستكتشف ليلي أن المشكلة الحقيقية ليست في أن لا أحد يريد أن يلعب معها وإنما في أن غرفتها غير مرتبة. المؤلفة «سمر طاهر» كتبت القصة بروح ومنطق الأطفال فخرجت حقيقية صادقة، كما ابتعدت عن المباشرة والوعظ والنصح المباشر،آفة العديد من قصص الأطفال، أما الرسام «هشام رحمة» فوضع ملامح حميمية ل «ليلي» - شعر شبه مكنوش وبلوفر أخضر وعيون ضيقة مليئة بالشقاوة-، ونجح في رسم تفاصيل غرفتها بريشة شقية بدورها، والكتيب هو الأول ضمن سلسلة «حكايات ليلي» التي يمكن أن تصبح بطلة محببة للعديد من الأطفال قريبًا.