تعرية المواطن وإهانته نقطة سوداء فى تاريخ الداخلية واعتداء صارخ على مصر كلها سرى: قيام بعض رجال الشرطة بتعرية مواطن عند الإتحادية عاد بنا للوراء 100 عام قمحاوى: ندين الحادث أخلاقين وقانونيا ودينيا ويعد نقطة سوداء فى تاريخ الداخلية قطرى: ليس حادثا فرديا ولكنه فكر وعقيدة راسخة تؤمن بها الداخلية والوزير يريد أن يثبت لمرسى أنه جدير بالوزارة البدينى: انحطاط أخلاقي لم يحدث فى ظل ديكتاتورية مبارك
حادث تعرية أحد المواطنين وسحله أمام قصر الإتحادية من جانب ضباط ومجنين الأمن المركزى، لم يكن أمرا مزعجا فقط للمتظاهرين والمواطنين العاديين ولكنه أصبح كابوسا يؤرق جميع العاملين بوزارة الداخلية، الذين أدانوا هذا الفعل واعتبروه نقطة سوداء فى تاريخهم، وأنه عاد بهم للوراء وهدم كل محاولاتهم لإعادة الثقة بينهم وبين الشعب، ورأى بعض رجال الأمن أن مثل هذا الحادث الغير إنسانى من شأنه أن يجعل وزير الداخلية يتقدم باستقالته.
المقدم طارق سرى المتحدث الرسمى باسم نادى ضباط الشرطة تحت التأسيس، أدان ما حدث من سحل وتعرية أحد المواطنين أمام قصر الاتحادية مساء أول من أمس الجمعة، موضحا أنه مهما كان الضغط على الضباط والأفراد وقيام هذا الرجل بإصابة أحدهم فإن هذا لا يبرر رد الفعل، فهناك قانون ولا يصح أن يتجاوزه رجال الشرطة فى التعامل مع المواطنين ويضعوا أنفسهم تحت طائلة القانون ويذكروا المواطنين بممارسات سيئة سابقة جعلتهم لا ينظرون إلى الجهود والدماء المبذولة من ضباط الشرطة فى عملهم.
سرى أوضح أن ما حدث ناتج عن عدم وعى وقلة خبرة من ضابط ذو رتبة صغيرة أو مجندين محدودى الثقافة، ولكنه لا يعبر عن الأداء العام لجهاز الشرطة مؤكدا أن جميع الضباط يدينون مثل تلك الممارسات وأنه من المفترض أن تقوم وزارة الداخلية بإحالة الضابط والمجندين للتحقيقات، قائلا "ما حدث من تعرية وسحل للرجل من بعض رجال الشرطة عاد بنا للوراء 100 عام".
أحمد قمحاوى ضابط أمن مركزى، قال ل "الدستور الأصلى" إنه بالرغم من وجود علامة استفهام حول ما حدث من سحل وتعرية المواطن إلا أنها نقطة سوداء فى حق وزارة الداخلية ولابد من محاسبة المسئول عن تعرية المواطن وإهانته، موضحا أن رجال الشرطة كانوا قد وصلوا فى المرحلة الأخيرة إلى مرحلة جيدة فى علاقتهم بالمواطنين ولكن مثل هذا التصرف هدم كل شئ وأنتقص من رصيد الشرطة لدى الشعب، رافضا استخدام الشرطة للعنف مع المتظاهرين السلميين مؤكدا أنه يدين الموقف دينيا وأخلاقيا وقانونا شكلا وموضوعا.
العميد محمود قطرى الخبير الأمنى قال ل " الدستور الأصلى " إن المسئول عن سحل وتعرية المواطن وإهانته فى محيط قصر الإتحادية هو الرئيس مرسى واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية، لأن ما حدث ليس تجاوزا فرديا ولكنه فكر وعقيدة أمنية مترسخة فى الداخلية ولم تتغير حتى بعد الإطاحة بالعادلى، موضحا أن امتناع رجال الشرطة عن التعذيب والتلفيق فى بعض الأماكن الشرطية هو ضعف بعد ثورة يناير، ولكن إذا أتيح لهم الفرصة وعادت قوتهم كسابق عهدهم سيعودون لنفس الأساليب القديمة، موضحا أن الإعتداء على المتظاهرين بهذه الطريقة يعنى أن وزير الداخلية يريد أن يثبت للرئيس مرسى أنه جدير بالوزارة، وذلك من خلال الإطاحة بخصومه من المتظاهرين، مشيرا أنه على وزير الداخلية أن يقدم استقالته بعد هذا الحادث.
اللواء عبد اللطيف البدينى الخبير الأمنى وأستاذ إدارة الأزمات، أوضح أن حادث السحل والتعرية عاد بجهاز الشرطة إلى مربع الصفر، مؤكدا أن الحادث لم يسئ فقط إلى وزارة الداخلية ولكنه أساء إلى الحكومة ورئيس الجمهورية، وأنه على وزير الداخلية أن يتقدم بإستقالته لأن ما حدث من ضباط وجنود الأمن المركزى من تعرية المواطن وإهانته يعنى أن معهم ضوء أخضر من الوزارة بالتعامل بعنف، لافتا أن هذا الحادث فى منتهى الخطورة بعدما بدأت قوات الشرطة استعادة الثقة ما بين الشعب والشرطة ومحاولة ترسيخ فكرة أن الجهاز يحمى حقوق الشعب، مؤكدا أنها نقطة فارقة فى تاريخ الداخلية فهذا التصرف العنيف والقاسى يدلل على ضرورة هيكلة الجهاز من جديد، قائلا "ما حدث ليس تعاملا أمنيا ولكنه انحطاطا أخلاقيا واعتداء صارخا على مصر وليس على مواطن" مؤكدا أن هذا التصرف لم يحدث أثناء ديكتاتورية مبارك ولم يحدث فى أكثر الأنظمة ديكتاتورية فى العالم.