صدر عن دار ميريت رواية «ديجافو نمرة تسعة» للكاتب الدكتور أحمد يوسف شاهين، تستعرض الرواية في ما يزيد عن الخمسمائة صفحة من القطع المتوسط، حياة «مصطفى» الطبيب الناجح في عمله والذي يستفيق من غيبوبة طويلة ليجد مصر بعد خمسة عشر عاما من ثورة يناير. ويرصد الكاتب التغيرات التى طرأت علي مصر بعد أن فاق من الغيبوبة، وانعاكس ذلك على علاقاته بأولاده، وعائلته وأصدقائه والكثيرين ممن شاركوا في ثورة يناير معه.
تتعرض الرواية لمصر تحت حكم الإسلام السياسي في المستقبل وتحمل صفحاتها العديد من المفاجآت التي أجاد الكاتب صياغتها بأسلوب شيق وإطار يتراوح بين الحكي المحكم والطرفة المبكية والدراما المجسمة لمشاهد أقرب لمشاهد سينمائية متلاحقة.
شاهين، الذي صدر له عملان تحليليان من أنجح الأعمال عن الثورة المصرية هما «خلع ضرس مصر» من دار اكتب، و«ثورة تقفيل مصري» عن دار ليلى، يشارك هذا العام بمعرض القاهرة بعمله الثالث.
الذي يواصل فيه وضع تصوره عن الثورة المصرية، لكن بشكل غير مباشر وفي إطار أدبي منمق وينجح في عرض أفكاره في إطار روائي مسلي يدفع للتفكر في مغزى الهوية المصرية والدينية في توازن لا يخلو من جرأة ولا يفتقر إلى الحكمة.
«ديجافو نمرة تسعة» عمل روائي ملحمي أجاد الكاتب صياغته ليكون رسالة إلى الذين صدعت رءوسهم أحاديث الإعلام عن الثورة ولم يعودوا يبحثون إلا عن السلوى في روايات تخرج بهم إلى عالم أرحب .
فإذا بالرواية تنجح في الأمرين معا: تخرج قارئها من دائرة الغم والهم المتصلتين بالأحداث السياسية في مصر، كما توصل رسالة بالغة القوة عن المصير المشرق الذي تصل إليه الثورة والبلاد، لكن بعد سنوات نحتمل فيها الكثير مما تفتق عنه خيال الكاتب المرعب في روايته.