أطلقوا على نفسهم اسم الكتلة السوداء...لا يعتبرون نفسهم جماعة أو حركة ولكن يدعون أنهم فكرة، أما عن سبب ظهورهم فهو غياب العدالة. قررت مجموعة من الشباب أن تحقق العدالة بنفسها وأن تقتص لنفسها بنفسها وأن تبحث عن الحقوق بنفسها، خاصة بعدما حدث لهم على يد ميليشيات الإخوان -على حد تعبير أحد افرادهم - في فض اعتصام الاتحادية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا في أي دولة نحن؟ يراهم البعض شياطين متحركة على الأرض ويراهم البعض الآخر فرسان نبيلة شجاعة...أما أنا فأرفض وجودهم ولو كانوا ملائكة يحمل كل فرد منهم خلف ظهره جناحين. كيف يمكن أن تقوم دولة أو أن تتقدم دولة في ظل ميليشيات أيا كان اسمها ومهما بلغ نبل أهدافها .....هل قامت الثورة لتهدم دولة المؤسسات؟ بدأ الأمر بضياع هيبة الشرطة التي ظننا واهمين أنها مسالة وقت ليس ببعيد حتى تستعيد عافيتها بعد أن يتم إعادة هيكلتها والعمل على إعادة بناء عقيدتها فجاء الرئيس المنتخب ولم تعاد هيكلتها بشكل حقيقي ولم يتم العمل على تغيير عقيدتها ولم يتم بث روح الثقة فيها...وها هم شباب الشرطة وكيانها معصورين عصرا بسبب الخلافات السياسية بين حزب الإخوان الحاكم وبين أحزاب المعارضة....وكل منهم يغني على ليلاه ونسى مصر. وتأتي بعدها مؤسسة القضاء التي أوشكت لعبة السياسة أن تعصف بها والتي شدد الرئيس محمد مرسي في خطابه الأخيرعلى وجوب احترام أحكامها على الرغم من أن الإعلان الدستوري المشؤوم كان أول من ضرب بأحكام القضاء عرض الحائط.
لا أرغب في وجود بلاك بلوك ولا وايت بلوك ولا أي كتلة أو حركة أوهيئة كانت تخرج عن شكل المؤسسية، بل وإنني أرفض ما تطلق على نفسها هيئة للأمر عن المعروف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفسها ولن أنسى شاب السويس الذي قتل تحت هذا الشعار النبيل وهو في ريعان شبابه دون ذنب ...أرغب في دولة مؤسسية وشرطة قوية وعادلة ذات كيان محدد تحفظ أمن المواطنين وسلامتهم وتخدم الشعب ...ولن أرضى بغير المؤسسة الشرعية بديل.
يا شباب البلاك بلوك الكرام....هل تدركون كم الجرائم التي يمكن أن ترتكب خلف أقنعتكم السوداء وتنسب لكم؟ هل تدركون كيف يمكن بسهولة بالغة تشويه سمعتكم؟ هل تدركون السلاح الذي تقدمونه للبلطجة باسم هذا القناع الأسود؟ سخرتم من أمر النائب العام بإلقاء القبض على أفرادكم نظرا لأنكم تعبرون عن فكرة لا عن جماعة ذات قيادة محددة...ولكن هل يمكن أن تستقيم الدولة على هذا الوضع، نعم العدل غائب والعدل هو أساس الملك، نعم لم يحاسب الكبار الذين تسببوا في تخلف هذا البلد وفقر وتجويع وتهميش شعبه، نعم لم يحاسب مسؤل واحد عن جرائم القتل والتعذيب حتى وقتنا هذا وأصبح الاستشهاد لقب يطلق على أفراد تضمهم قائمة طويلة ...يصرف لهم بدل استشهاد لا أكثر، نعم أصبح الدماء والشهداء سلعة يتاجر بها الجميع حكومة ومعارضة لتحقيق مصالحهم الشخصية ولكن إذا كنتم تبحثون عن مصلحة الوطن فمصلحة الوطن تقتضي بالتوقف. ولا تجعلوا من أنفسكم سلم ينزل عليه سلطان ليصعد سلطان آخر فليس هناك من يستحق النزول أو الصعود على أجساد شباب مصر، مصر في حاجة لشبابها ليبنوا مستقبلها لا ليكونوا حطبا يضرم النيران فيها ليعتلي في النهاية واحد من العواجيز السلطة ويتصدر نخبة العواجيز المشهد ....فقد انتهى أيها "الفرسان السوداء" زمن الفوارس......
وقالوا لنا فى الحواديت إن البطل فارس راكب حصان أبيض ولأمته حارس وف حدوتتنا اليوم دورت ميت مرة وف كل مرة انتهى مالقيش بطل خالص