إزاي تسكت وكيلو اللحمة بقي ب 70 جنيه؟! اضغط على الصورة لمشاهدة المقال «لو مش هتحلم معايا، مضطر أحلم بنفسي، لكني ف الحلم حتي، مش هقدر أحلم لنفسي»، هو ده مربط الفرس وحجر الزاوية في الحكاية كلها، الاقتناع أن الحلم من حقنا، وتعريف الناس اللي الدنيا لاهياها وواخدها وشاغلاها وساحلاها في ألف ألف سكة إن الحلم من حقهم، وقبل الحلم لازم نعرف ويعرفوا إن الحقيقة والواقع المعاش كمان بتاعنا ومن حقنا، لازم يفضل بينا صوت يفكرنا إن الوطن وطنا والبلد بلدنا والوجع وجعنا والفرح فرحنا والتاريخ تاريخنا والحاضر حاضرنا، لازم يفضل فينا حتة صوتها عالي وواضح، حتة حتي لو مش لاقيه أكل نضيف ولا ميه نضيفة ولا أي حاجة نضيفة تقدر تشغل مصنع الأحلام، ولما تلاقي الحاجات النضيفة تحلم أكتر، لازم يفضل فينا ناس بتحاول ترمَّ حيطان البيت المشرخة وناس تعلق ورق الأحلام الزينة في سقف البيت، لازم يفضل فينا ناس تقدر تبكينا علي حالنا علشان نصلحه بدل ما تضحكنا وتلون الدنيا ف عنينا وف الآخر نطلع كنا لابسين عدسات ملونة مش أكتر، لازم الناس المش مهتمة تهتم والمش فاهمة تفهم والمش واعية توعي وكمان المش فاكرة تفتكر. بلد قامت في يوم وزعقت وهي بتقول «سيد بيه يا سيد بيه، كيلو اللحمة بقي بجنيه» ما ينفعش تسكت وكيلو اللحمة بسبعين جنيه، بلد قامت بعد ست سنين وردت قلم خدته من بلد تانية «أو شبه بلد» وعلمت عليها ما ينفعش يتكتب علي حيطانها دلوقتي.. «وكام ذليل يا نيل وصبحك عشا، وكام بليد الحس يا ملطشة، ضرب القفا وركل الجزم أدمنت»، بلد كان فيها إمام ونجم بيحرضوا الناس ويحركوهم بالمزيكا من أربعين سنة، ما ينفعش يفضل كلام إمام ونجم بس هو اللي موجود برضه دلوقتي يحرك ويحرض وباقي الناس بتغني «في الهايف يافننس»، بلد فتحت اقتصادها من أربعين سنة ما ينفعش النهارده تكتشف إن اقتصادها اتفتح ع الآخر لحد ما اتفشخ وبرضه ما تتعلمش الدرس الأهم في الدنيا «اللي يحضر عفريت يصرفه، ما عرفشي يصرفه يتحمل أذاه»، بلد «السينماتية» اللي فيها لما لقوا الشعب متكحرت من أربعين سنة بسبب الحرب اشتغلوله في أفلام اللحمة علشان يطروا عليه، ما ينفعش النهاردة يفضلوا يطروا علي الشعب لحد ما يطروه هو نفسه وينسي السينما الحقيقية بتبقي إزاي، بلد من أربعين سنة شبابها اتمردوا علي الواقع ظاهريًا واللي ربي شعره ربي شعره واللي لبس شارلستون لبس واللي شاف الخلاص في الهيبز شاف واللي ضرب جزمة شيروكي ضرب واللي قال إن الخطيب أحسن لاعب في العالم رغم إننا ماشفناش كأس العالم قال واللي اتلهي في الفتنة الطائفية بتاعة الزاوية الحمرا اتلهي، ودارت الأيام - زي ما قال البرنس - ورجع الشباب يتمرد بتربية شعره أو حلاقته علي الزيرو وتغيير شكل البنطلون من شارلستون ل«ليجيز» والانحداف في عالم مزيكا الميتال وانتعال الكونفرس والتأكيد علي أن أبوتريكة أحسن لاعب في العالم رغم إننا برضه مش عارفين نوصل كأس العام والاهتمام بأحداث الفتنة بتاعة نجع حمادي، يعني التاريخ بيلف لفاته والأسامي هي هي والوشوش اتغيرت. بشر وشباب بيتخربأوا من زمان قوي، لازم حد يرفعلهم سكينة الأحلام علشان تنور فوقيهم حتي لو جابتلهم ضربة شمس، وبلد بتتفحت من زمان قوي قوي قوي لازم حد يصحي الصبح يصبح عليها ويغنيلها مع الخال «لو مش هتحلم معايا..» بس علشان ما تتخضش وتقول صوت الغنا ده جي منين، لازم نخبطلها علي الباب كل يوم وكل أسبوع ونقولها «دصطور».