دماء الشهداء والعنف المفرط والوحشى من قوات الشرطة تجاه المواطنين وصل البورصة المصرية، حيث أنهت تعاملاتها، أمس، على تراجع جماعى للمؤشرات، متأثرة بالاشتباكات الدائرة فى بعض محافظات الجمهورية وعلى رأسها القاهرة وبورسعيد والسويس، خلال وبعد احتفالية الذكرى الثانية للثورة، وعقب الحكم فى قضية بورسعيد. المؤشر الرئيسى «إيجى إكس 30» بانخفاض طفيف بلغ 0.02٪، أما مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجى إكس 70»، فانخفض بنحو 0.5٪، بينما تراجع المؤشر الأوسع نطاقا «إيجى إكس 100»، بنحو 6.0%. التراجع الجماعى للمؤشرات دفع اللون الأحمر إلى الاستحواذ على شاشات التداول، حيث انخفضت أسعار أسهم نحو 99 شركة، بينما شهدت أسعار نحو 42 سهما فقط، ارتفاعا خلال تعاملات أمس. بيانات التداول أشارت إلى تراجع رأس المال السوقى (قيم الأسهم المقيدة بالبورصة) بنحو 3 مليارات جنيه أمس، مسجلا نحو 379 مليار جنيه خلال جلسة أمس مقارنة ب382 مليار جنيه، خلال آخر جلسات الأسبوع الماضى (الأربعاء الماضى)، وأكدت البيانات نفسها أن التراجع جاء مدفوعا بمبيعات المستثمرين العرب البالغة نحو 129 ألف جنيه، فى مقابل مشتريات المستثمرين الأجانب والمصريين التى سجلت نحو 104 آلاف جنيه و25 ألف جنيه على التوالى. محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، قال إنه من الواضح فى تداولات جلسة اليوم، أن المتعاملين أصبحوا أقل تفاعلا مع مثل تلك الأحداث، خصوصا أن تكرارها أعطى مرونة أكبر للسوق فى التعامل معها، كما أن انخفاض أسعار الأسهم أدى إلى تراجع فى الشهية البيعية للمتعاملين خصوصا الأفراد، منوها بأن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتى الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات السعرية، وقال «الجميع يريد الاطمئنان أولا على مستقبل البلاد السياسى والاقتصادى قبل أن يضخ استثمارات جديدة». كما أوضح عادل بأن نقص السيولة وانخفاض قيم التداولات، قد مثلا عائقا أمام تفاقم المبيعات خلال الجلسة، موضحا أن استقرار الأوضاع داخل السوق سيرتبط فى الأساس باستقرار الأوضاع فى الشارع السياسى المصرى، مشيرا إلى أن حالة الترقب الحذر قد سادت التعاملات تحسبا لما يمكن حدوثه فى الأيام المقبلة وهل سيتم امتصاص غضب الشارع أم سيتفاقم الوضع أكثر من ذلك، وتابع «مواجهة المؤشر الرئيسى لمستويات دعم مهمة أعطى للسوق دفعة أسهمت نسبيا فى تحجيم الخسائر، إلا أن هناك حذرا واضحا يعكسه انخفاض أحجام التداولات، ومن ثم لفت إلى أن السوق «تتعطش» خلال الفترة الحالية لظهور أنباء جديدة أو حدوث استقرار يحفز السيولة على العودة مرة أخرى كقوة محركة . نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، قال إن حدوث أعمال عنف مؤخرا «يعنى أن تعافى السوق والتداولات سيأخذ وقتا أطول مما يتمنى الجميع، بينما يقتنص المتعاملون العرب والأجانب الأسهم بأسعار رخيصة وسط توقعاتهم المستقبلية .