عقدت نقابة أطباء مصر، اليوم الخميس، مؤتمرًا صحفيًا بدار الحكمة لسماع شهادات الأطباء المشاركين في إسعاف ضحايا قطار البدرشين،. وقالت إن النقابة إن المؤتمر يأتي ردًا على حالات التشويه التي وجهتها بعض وسائل الإعلام حول أداء الأطباء والمستشفيات وما بها من نقص، وتشكيكها في الاحصائيات التي خرجت عن وزارة الصحة في عدد الوفيات والمصابين بالحادث.
حضر المؤتمر، الذي عقد برئاسة خيري عبد الدايم نقيب الأطباء وجمال عبد السلام الأمين العام، عدد من أطباء المستشفيات التي تلقت الحالات فور وقوع الحادث مثل مستشفي الحوامدية والبدرشين.
وأكد الدكتور خيري عبدالدايم أن الكوارث التي تعيشها مصر الآن كتكرار الحوادث والمصائب ليست المشكلة فيها نقص إمكانات أو تدريب فقط، إنما تبدو فيها أزمة سلوكيات وللإعلام دور كبير في توعية الناس.
وناشد الدكتور جمال عبد السلام، الأمين العام لنقابة الأطباء، وزارة الداخلية لتنفيذ وعودها بالتأمين الكامل للمستشفيات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للطبيب أن يعمل تحت تهديد السلاح.
وأشار إلى أن المشكلات في المستشفيات كبيرة وتحتاج ميزانية عادلة، مطالبًا بزيادة مقدرات وزارة الصحة من 4 إلى 10%، مشددًا على ضرورة أن تتوجه إليها الاستثمارات، خصوصًا أقسام الطوارئ والاستقبال.
وقال عبد السلام إن المستشفيات تحتاج لتطوير عاجل وسريع ولكن هناك تميز وتفاني في أداء الأطباء حتى في ظل نقص الامكانات ".
وعن حادث قطار البدرشين، قال عبدالسلام: "إننا طالبنا من النظام السابق ومازلنا نجدد المطالبة للرئيس محمد مرسي بإنشاء لجنة للكوارث مكونة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة والهلال الأحمر ولجنة الدفاع الوطني تكون منوطة بالتحرك السريع في وقت الأزمات والكوارث ويكون تدريبها على أعلى مستوى".
وأكد محمود عبد البصير، الطبيب المقيم بالعناية المركزة بمستشفى الحوامدية، أنه بالفعل تم إسعاف المصابين على وجه السرعة، ولكن نعاني بالطبع من نقص الامكانات المهمة والضرورية للعناية المركزة ومن أهمها "مونيتور" لرسم القلب.
وبدوره، أوضح محمد علام الطبيب الشاب بمستشفى الحوامدية أنه بالفعل كان هناك نقص في الخيوط اللازمة للجراحة والأهالي أمدونا بكل المستلزمات الطبية الناقصة.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل أبو خضرة ورئيس قسم العظام بمستشفى البدرشين "استقبلنا 27 حالة منهم 4 متوفين و23 حالة تعاملنا معهم وقمت بخياطة جروح وتجبيس لحالات كثيرة، وتم فتح العيادات الخارجية وقسم الطوارئ وعمل كافة الإسعافات الأولية" ، مشيرا إلى أن سيارات إسعاف وصلت من القاهرة قامت بنقل 8 حالات لمستشفى المعادي العسكري.
وأكد أبو خضرة أن أطباء المستشفى لم يستخدموا الدم من احتياطي البنك لأن العديد من المواطنين احتشدوا للتبرع به، موضحا أن جميع الطواقم الطبية بالمستشفى كانت متواجدة وقت دخول مصابي القطار.
قال مدير مستشفى الحوامدية العام الدكتور خالد حمزة إن أداء الإسعاف كان متميزًا، فبعد 10 دقائق فقط وصلت سيارتا إسعاف وبعد 20 دقيقة وصلت 6 سيارات أخرى.
وأكد حمزة أن مستشفى الحوامدية استقبلت 86 حالة خلال ساعة واحدة بعد الحادث، منهم 7 حالات توفت قبل وصولها المستشفى، مشيرًا إلى أنه تم تقديم العلاج إلى 79 حالة وتم نقل 20 مصابًا لمعهد ناصر ومستشفى بولاق الدكرور وأم المصريين.
وأشار إلى أن أطباء مستشفى الحوامدية تعاملوا مع 59 حالة وقت الحادث وفي صباح اليوم الثاني خرج 19 مصابا وبقي 40، وفي اليوم الثالث خرجوا جميعا ولم يبق إلى 9 حالات فقط وحالتهم حتى الآن مستقرة.
وأشاد حمزة بدور الأطباء المتطوعين من خارج المستشفى والذين ساعدوا زملائهم، كما أشاد بالمواطنين من أهالي منطقة الحوامدية والذين قاموا بالتبرع بالدم حيث تم جمع 800 كيس دم من المتبرعين ولم يستخدم الأطباء الاحتياطي الموجود في بنك الدم بالمستشفى.
وأوضح حمزة أن الأهالي قاموا بنقل المصابين قبل وصول سيارات الإسعاف وأحضروا مولدات كهرباء ولوادر لرفع العربات من فوق المصابين والضحايا ، كما تبرعوا بالبطاطين والقطن والشاش وفتحوا البيوت لاستقبال أهالي المصابين القادمين من أقاصي الصعيد.