فى واقعة تعيد إلى الأذهان قضية مقتل الشاب السلفى سيد بلال، عقب اعتقاله على يد أفراد أمن الدولة السابق على خلفية حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، لقى سامح أحمد فرج -شاب فى أواخر الأربعينيات- مصرعه أمس «الأربعاء»، فيما يُشَكّ أنه تعرض للتعذيب والضرب والسحل على أيدى أفراد الأمن بقسم شرطة الوراق، فى أثناء احتجازه داخل القسم، فى الوقت الذى تقول الرواية الرسمية للشرطة إنه هو من اعتدى على القسم ولم يمسه أحد. تم نقل المجنى عليه صباح أمس، إلى مشرحة زينهم بالسيدة زينب، لتشريحه وفحص حالته الإصابية ومعرفة سبب وملابسات الوفاة وكيفية وقوع الحادثة. حيث أكد مصدر مسؤول بالطب الشرعى -رفض ذكر اسمه- أن المتوفَّى ملتحٍ ولديه لحية ثقيلة وعلامة للصلاة فى منتصف جبهته، وتبين من تشريح جثمان المتوفى إصابته ببعض الكدمات والسحجات، فى بعض أجزاء جسده، فضلا عن إصابات واضحة فى الأطراف العلوية والسفلية من جسده.
المصدر قال ل«التحرير»، إنه سيتم إرسال نتائج عينات الدم وآثار الضرب والكدمات والإصابات المتفرقة فى أغلب أنحاء الجسد، للكشف عن سبب الوفاة وما إذا كان تعرض للتعذيب على أيدى أفراد الأمن من عدمه.
كما شدد المصدر ل«التحرير»، على أن أسرة القتيل، أكدت أن المجنى عليه تعرض للتعذيب على أيدى أفراد الأمن فى قسم الوراق فى أثناء احتجازه، وحينما شعر بالإعياء تم نقله إلى أحد المستشفيات وتوفِّى هناك قبل إسعافه.
وخوفا من تكرار قضية سيد بلال مرة أخرى، قام كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعى بنفسه الدكتور إحسان كميل جورجى بالإشراف على التشريح وتصوير الإصابات المتفرقة الموجودة فى أغلب أنحاء الجسد، وقال إن تشريح المجنى عليه تم تحت إشرافى وفى حضور الدكتور عماد الديب مساعد كبير الأطباء الشرعيين لشؤون دار التشريح، وتم إجراء تصوير كامل للجثة ومعالم الحالة الإصابية، وكتابة تقرير شامل عن المناطق التى تعرض فيها المجنى عليه لإصابات، وإرسالها للمعامل الطبية والكيماوية لبيان ما إذا كان تعرض لتعذيب بصدمات كهربائية فى مناطق الأطراف من عدمه من جانبها، استعجلت نيابة الوراق برئاسة ياسر عبد اللطيف تقرير الطب الشرعى حول أسباب وفاة مواطن داخل قسم شرطة الوراق. كانت المناظرة الأولية للجثة التى جرت تحت إشراف النيابة، وقام بها أحمد القصبجى، أكدت وجود آثار ضرب فى الوجه واليدين والرأس، فى حين طلبت النيابة تحريات المباحث والاستماع إلى شهود عيان الواقعة، فى المقابل أشار تقرير مفتش الصحة، وما أعلنته مديرية أمن الجيزة، إلى أن سبب الوفاة حدوث نزيف بالجمجمة بسبب ارتفاع شديد فى ضغط الدم، ولا توجد شبهة جنائية. الواقعة فى الأوراق الرسمية، تبدو كأن القتيل قد تقمص شخصية شمشون الجبار.. حيث ترجع أحداثها إلى بلاغ تلقاه قسم شرطة الوراق من السعيد على، 35 سنة، والسيد عبود، 23 سنة، سائقين ويعيشان فى أوسيم، وياسر عصمت، 39 سنة، سائق، ومقيم بالوراق، بقيام أحد الأشخاص بالتعدى عليهم وضربهم بموقف سيارات الأجرة بالوراق وإحداث حالة من الهياج والفوضى فى الموقف، وعند تدخل الأول لمنعه من التعدى عليه بالضرب، صفعه المجنى عليه على وجهه وأحدث تلفيات بسيارته الميكروباص. فانتقل إلى مكان البلاغ الملازم أول محمد الحديدى رئيس دورية القسم، وتمكن من ضبط المشكو فى حقه، وبين أنه سامح أحمد فرج، 49 سنة، عاطل ومقيم فى إمبابة، وسبق اتهامه فى قضيتين سلاح دون ترخيض وضرب، وباقتياده إلى القسم وفور وصوله، قام بالصعود مسرعا إلى الدور الثانى بالقسم حيث وحدة المباحث، وانتابته حالة هياج شديدة قام بسببها بانتزاع أدراج مكتب الاستعلامات بالوحدة وباب استراحة الوحدة، وألقاها فى الأرض، ثم قام بتحطيم زجاج مكتب رئيس المباحث وباب استراحة الوحدة، ثم أُصيب بحالة إعياء مفاجئة سقط بعدها على الأرض فتم نقله فى حراسة من القسم إلى مستشفى إمبابة العام، إلا أنه توفى فور وصوله.