لا مسؤولية ولا قدرة ولا خبرة ولا فكر ولا حول ولا قوة ولا مهارة ولا كفاءة ولا إدارة ولا إرادة ولا رؤية ولا يملأ عين أحد لا فى الحكم ولا فى المعارضة ولا فى الخارج ولا فى الداخل، قليل الحيلة لا يملأ مركزه كمن يرتدى بدلة أخيه الكبير، لم نشهد فى شهوره إلا وبالًا وبلاءً وغلاءً وانفلاتًا وتدهورًا وتقصيرًا وانحدارًا وموتى وضحايا وشهداء.
لا الشعب يحبّه ولا القوى السياسية تثق به، ولا رجال الأعمال والمال يراهنون عليه، ولا المستثمرون يُقبِلون نحوه، ولا العمال يطمئنون إليه، ولا الموظفون يطيقونه، ولا المثقفون يعيرونه اهتمامًا، ولا الشباب يعيرونه بالًا، حتى إن حلفاء مرسى وخدَّام جماعته حين يقررون فيها أن يمثِّلوا دور الموضوعيين يهاجمون قنديل وحده ويكيلون له التهم.
صحيح أن محمد مرسى هو المسؤول الأول..
ومؤكد أن دماء الأطفال فى أسيوط ودماء الجنود فى سيناء والبدرشين ودماء شهداء قصر العينى والاتحادية فى رقبته هو شخصيًّا ومسؤوليته عنهم واضحة كالشمس رغم اللف والدوران ورغم الاحتماء والاختباء، ورغمًا عن الخطب الوعظية الفجّة والخطب السياسية الفاشلة، فإنه مغموس فى دم هؤلاء الشهداء والضحايا من مواطنيه وحسابه عسير كما يجب أن يكون مع أى رئيس، لكن على الأقل أول الحساب أن نحاسبه على اختياره هذا القنديل الفاشل الذى يراكم فشل مرسى ويكبِّره ويضخِّمه ويجعله فشلًا يخزق العين!
إن فشل مرسى كبير.
لكن الأبرز هو قدرته الرهيبة على الفشل فى الاختيار.
لماذا؟
لأنه يختار بناءً على السمع والطاعة والولاء والمشى على صراط الإخوان وتنفيذ مكالمات خيرت الشاطر وتطبيق تعليمات مكتب الإرشاد دون نقاش!
لأنه يختار جنودًا للجماعة ومجندين لخيرت الشاطر ولا يختار قادة أكْفَاء مَهَرَة.
وجماعة الإخوان ظهرت على حقيقتها تمامًا بعد الثورة، فهى جماعة منحدرة الكفاءة تعانى من غياب مذهل للكفاءات السياسية والقانونية والإدارية، ويبدو أن كثرة أعضائها من أساتذة الجامعة دليل على انحطاط مستوى التعليم الجامعى فى مصر!
وهكذا فإن هشام قنديل نفسه ترشيح من أحد دعاة التليفزيون شديدى التخلُّف والنصب لعصام شرف فى حكومته الثانية، وهكذا فالقنديل كان مديرًا لمكتب وزير فى الحزب الوطنى ثم كان قبلها موظفًا «مع المتحدث باسم جماعة الإخوان» عند خيرت الشاطر فى أحد المشروعات التى كان يملكها الشاطر، وهكذا وضعوه فى منصب أكبر منه ومن إمكانياته ومن قدراته ومن خبراته، لكنه على قدّه تمامًا فى السمع والطاعة.
ولهذا، لا نرى معه إلا الفشل، وهو الشىء الوحيد الذى ينجح فيه!