إذا أوقفت أي مواطن عادي في الشارع وسألته.. «إيه مطالبك بالظبط عشان تبقي مبسوط؟».. أراهنك إنه سوف يتلجم ويتلجلج ويغمغم بكلمات غير مفهومة وهو يفكر في مطالبه بشكل سوف تتصور معه أن عدم تحديده المباشر لمطالبه مبعثه أن لا شيئاً ينقصه.. بينما تردده ذلك مبعثه الحقيقي هو أن كل شيئ ينقصه.. لذلك عدم إجابته علي السؤال ليست استغناء بقدر ما هي تردد وحيرة ومحاولة اختيار لشئ يذكره من بين كل تلك الأشياء التي تنقصه.. هل يفكر في مستقبل أولاده علي المدي القريب ويطلب تعليماً أفضل؟! هل يفكر في مستقبل مصر علي المدي البعيد ويطلب تعديلاً في الدستور؟!..هل يطرمخ علي كل هذا ويكتفي- خصوصاً في ظل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم التي تمر بها البلد اليومين دول- وكما فعل المواطنون في فيلم الإرهاب والكباب بتحديد مطلبه في.. «كيلو كباب لكل مواطن.. كباب كتير كفتة قليلة.. السلطات.. طحينة وخضرا وبابا غنوج.. والساقع ما أوصيكش»! لا يتبقي سوي كلمات العظيم «عبدالعظيم عبدالحق» أثناء نزوله من الأتوبيس المزدحم.. «دي أزايز الحاجة الساقعة في الصناديق مستريحة عنكو.. ولو حد ضغط عليها تفرقع.. يا بتوع معلش.. يا بتوع مسيرها تفرج.. يا جُبنا.. ياللي صوتكو ما يعلاش إلاَّ في الفارغة.. خليكو في اللي انتوا فيه.. رَبُّوا العيال.. ورَوَّقوا نفسكو ليلة الخميس.. ويوم الجمعة اتوضوا وروحوا صَلُّوا.. جتكم ستين نيلة»!