في رد فعلهم تجاه حادث قطار البدرشين المأساوي أكتفت قيادات السلفيين والإخوان في مجلس الشوري بالتكتل ضد قيادات السكك الحديدية بدلا من محاسبة النظام السياسي للبلاد برئاسة الدكتور محمد مرسي وحكومة هشام قنديل الضعيفة التى عينها. من جانب السلفيين طالب الدكتور طارق السهرى وكيل مجلس الشورى الحكومة بالإعلان عن خطة إنقاذ عاجلة لإصلاح منظومة السكك الحديدية "بعد أن بات واضحا أن الفساد و الإهمال ضربا بجذورهما تلك المنظومة." و حسب كلام السهري فانه لا يقبل بعد أن ثار الشعب على الظلم و الفساد استمرار مسلسل حصد أرواح الأبرياء نتيجة فساد فى بعض أجهزة الدولة مطالبا بحساب كل مقصر وإنزال أقصى عقوبة به. إلا أن السهري لم يطالب بإقالة حكومة قنديل الضعيفة ولا مسئولية محمد مرسي في الإبقاء علي هذه الحكومة
وفي غب كلمات روتينية أعرب السهرى عن خالص العزاء لأسر ضحايا الحادث و مواساة المصابين لأفراد وصفهم بأنهم من خيرة أبناء هذا الشعب كانوا فى أسمى مهمة وهى شرف خدمة الوطن وقال وكيل مجلس الشورى الذ ينتمي لحز بالنور السلفي عن الإعداد لتشكيل لجنة مكبرة للانتقال لموقع حادث قطار البدرشين لمعاينة الحادث و الوقوف على ملابساته وأسباب حدوثه و الانتقال لزيارة مصابى القطار بأماكن علاجهم بالمستشفيات التى نقلوا إليها و إعداد تقرير واف عن الحادث يعرض على المجلس فى جلسته المقبلة.
وشدد سهرى على ضرورة محاسبة كافة المسئولين بالوزارات المعنية بالحادث وعلى رأسها وزارات النقل و الصحة خاصة بعدما ورد إليه من معلومات – حسب قوله - تشير إلى أن تأخر وصول سيارات الإسعاف و نقل المصابين ساهم فى ارتفاع أعداد ضحايا الحادث ،وأكتفي السهرى في النهاية بالمطالبة بضرورة الوقوف بقوة ضد حالة " الترهل و الفساد " التى تضرب بجذورها العديد من أجهزة الدولة
وفي نفس الإتجاه حمل المهندس محمد صادق رئيس لجنة النقل بمجلس الشورى وعضو جماعة الإخوان قيادات السكك الحديدية مسئولية حادث قطار البدرشين مطالبا باتخاذ إجراءات شديدة الصرامة على المتخاذلين من قيادات الهيئة دون تحميل سائق القطار وحده المسئولية كما يحدث في كل واقعة.
وقال صادق أن أعضاء اللجنة ألتقوا عددا من المسئولين بالهيئة عدة مرات وتبين لنا أن أداءهم ليس على المستوى المطلوب ، معتبرا أن الهيئة لديها كوادر وكفاءات، ولكنها مطموسة عمدا، وان الفساد داخل الهيئة وراء تولي غير الأكفاء المناصب القيادية.
ولأن الوزير إخواني رفض صادق، تحميل وزير النقل الحالي أي مسئولية عن الحادث، نظرا لتوليه منصبه منذ أقل من أسبوعين، مشيرا الي انه التقي الوزير الجديد منذ عدة أيام، والذي اكد له انه اصدر توجيهاته بعدم خروج أي قطار من المحطة دون الكشف عليه وإجراء صيانة دورية.
وأشار صادق، إلي أن اللجنة ستعقد اجتماعا طارئا خلال ساعات لبحث ملابساته والوقوف على أسبابه على ان تشكل لجنة تقصي حقائق مصغرة من داخلها للذهاب الي موقع الحادث، للمعاينة على ارض الواقع.
ومن جانبها أكتفت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى بالمطالبة بسرعة إتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف عن ملابسات حادث قطار البدرشين ومعرفة أسبابه وطرحها على الرأى العام .
كما طالبت اللجنة فى بيان لها بضرورة الإسراع فى تطوير منظومة السكك الحديدية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث والتى لن تكون الأخيرة فى ظل هذه المنظومة المتهالكة والتى عفا عليها الزمن .
وكان حزب الاصلاح والتنمية برئاسة محمد انور السادات هو الوحيد الذى طالب بإقالة حكومة هشام قنديل ومحاسبة كل المسئولين عن حادث قطار البدرشين الذي راح ضحيته خيرة أبناء الوطن من شهداء الواجب وطالب الحزب فى بيان له بضرورة إقالة وزير النقل وقال أنها غير كافية ولا تتناسب مع حجم الحدث ولا تطفئ النيران المتوهجة فى قلوب الأهالى والمصابين مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك حساب للمقصرين وآلا نكتفى بإقالة القيادات المسئولة كالعادة .