الرئيس يترقب خلال أيام ولادة أحدث حفيد له.. وعائلة الرئيس تفادت الظهور الإعلامي لمنع تأويله البرنامج اليومي للرئيس سيشهد تغييرات مؤقتة وربما يشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بليبيا الرئيس مبارك يباشر مهام عمله من غرفته بمستشفى هايدلبرج علمت «الدستور» أن الرئيس حسني مبارك رفض فكرة تنظيم استقبالات شعبية ورسمية حافلة له لدي عودته إلي أرض الوطن نهاية هذا الأسبوع قادما من ألمانيا، حيث خضع هناك لعملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية. وقالت مصادر مصرية مطلعة ل «الدستور» إن الرئيس الذي يدرك مفهوم رجل الدولة بمعناه الحقيقي يعتقد أن مصر ليست مثل أي دولة أخري تنظم فيها استقبالات شعبية عندما يعود زعيمها أو رئيسها أو ملكها من الخارج بعد رحلة علاجية مماثلة. وأضافت المصادر: «مصر دولة لديها مؤسسات وتقاليد عريقة ولا يصح مقارنتها بدول عربية أو أفريقية حدثت فيها استقبالات شعبية مماثلة، فالرئيس لا يريد تحويل عودته إلي حدث سياسي ومبالغات إعلامية ومزايدات من هنا أو هناك». ولفتت إلي أن الرئيس الذي بدأ يستعيد لياقته البدنية بعد معاناة الجراحة وما قبلها ويستعد للعودة إلي مصر، ليس في حاجة إلي تنظيم مثل هذه الاستقبالات الشعبية وأنه يعتقد في المقابل أنه ينبغي التركيز في هذه المرحلة علي تنفيذ واستكمال برنامجه الانتخابي في مختلف المجالات. وعلمت «الدستور» أن البرنامج اليومي للرئيس سيشهد بعض التغييرات الطفيفة وتقليص عدد المقابلات أو المناسبات الرسمية التي يضطر الرئيس إلي عقدها أو حضورها بالنظر إلي أنه مازال في فترة النقاهة بعد العملية الجراحية. وقالت مصادر مرافقة للرئيس مبارك في ألمانيا: «إن برنامجه اليومي لن يكون طبعا كالمعتاد، فسيقتصر الأمر في البداية علي الأمور الرئيسية والمقابلات الضرورية فقط لكبار الزعماء والشخصيات العربية والأجنبية التي تزور القاهرة، بالإضافة إلي الأعمال الملحة للدولة والحكومة، وسيحتاج الرئيس إلي بعض الوقت، ربما أسبوعين علي الأكثر لاستعادة لياقته وفورمته المعهودة». ولم يحسم الرئيس حتي الآن موقفه بشأن القمة العربية التي ستعقد الأسبوع المقبل في مدينة سرت الليبية برئاسة العقيد معمر القذافي، حيث قال مسئول وثيق الصلة بمؤسسة الرئاسة ل «الدستور»: إن الرئيس متحمس لحضور هذه القمة علي الرغم من أنه مازال في فترة النقاهة، مشيرا إلي أن الرئيس مازال حتي اللحظة يتطلع إلي المشاركة في أعمال هذه القمة تعبيرا عن انشغاله بقضايا العمل العربي، وفي إطار العلاقات الأخوية والمتميزة التي تربطه مع العقيد القذافي. ولفت المسئول الذي طلب عدم تعريفه إلي أن حضور الرئيس للقمة يعتمد في الأساس علي قدرته علي تحمل ظروف السفر والانتقال إلي ليبيا بعد عودته المرتقبة من ألمانيا، موضحا أنه في حالة ما إذا قرر الرئيس المشاركة في هذه القمة فإنه قد يكتفي فقط بزيارة خاطفة تستغرق بضع ساعات إلي سرت لحضور الجلسة الافتتاحية والعودة في نفس اليوم إلي القاهرة. وأشار إلي أن الرئيس متحمس لحضور هذه القمة وأنه سبق أن قطع وعدا للعقيد القذافي قبل توجهه إلي إجراء العملية الجراحية في ألمانيا بالمشاركة في القمة العربية التي تعتبر الأولي من نوعها التي تستضيفها ليبيا في تاريخها. واعتبرت أن اهتمام الرئيس بالحديث تليفونيا إلي العقيد القذافي فور معاودته لممارسة مهام عمله يصب في إطار هذا الحرص. وفي المقابل رفض رمزي عز الدين سفير مصر في العاصمة الألمانية برلين الرد علي أسئلة «الدستور» حول الموعد المحدد لعودة الرئيس أو وضعه الصحي، وقال عز الدين في اتصال هاتفي: «ليس هناك ما يقال بعد الظهور الإعلامي الثاني للرئيس، فلم أدل بأي تصريحات صحفية في السابق ولا الآن». وقال مصدر مرافق للرئيس في ألمانيا إن السفير المصري عاد إلي مقر عمله في برلين دون أسباب واضحة وأنه لم يظهر في أروقة مستشفي هايدلبرج الألماني منذ بعض الوقت. من جهتها رصدت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة ل «الدستور» أن اهتمام الرئيس مبارك أمس الأول بأن تكون أول مكالمة تليفونية يجريها مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف، هي أكبر دليل علي محاولات بعض رجال الدولة والحكم في مصر الادعاء بعلم بواطن الأمور وباطلاعهم علي التفاصيل الدقيقة للوضع الصحي للرئيس. وأوضحت المصادر أن تورط أكثر من مسئول مصري بارز في تصريحات من هذا النوع خلال مرض الرئيس، يمكن النظر إليه علي أنه محاولة تطوعية لطمأنة الرأي العام المحلي إلي استقرار الأمور في غيابه علي المستوي الداخلي، لكنها تعكس في نفس الوقت محاولة للمزايدة علي الرئيس والحصول علي حظوة أكبر عنده. إلي ذلك علمت «الدستور» أن جمال مبارك نجل الرئيس والقيادي البارز في الحزب الحاكم سيرزق قريبا مع زوجته خديجة الجمال بأول مولود لهما خلال الأيام القليلة المقبلة. وسيعود جمال وزوجته مع الرئيس مبارك والسيدة قرينته وشقيقه الأكبر علاء إلي أرض الوطن علي متن نفس الطائرة الرئاسية للرئيس مبارك يوم الخميس أو الجمعة المقبل. وقالت مصادر مطلعة إن ولادة أحدث حفيد للرئيس مبارك ستتم في القاهرة وليس في ألمانيا كما أشيع مؤخرا، مشيرة إلي أن عائلة الرئيس تعمدت عدم الظهور الإعلامي خلال فترة مرضه منعًا لتأويل هذا الظهور سياسيًا. واعتبرت المصادر أن عائلة الرئيس التي رافقته خلال رحلة العلاج في ألمانيا والتي بدأت في الرابع من الشهر الجاري وحتي الآن، قد تعاملت مع مرض الرئيس مبارك كأي عائلة مصرية، همها الرئيسي هو الاطمئنان علي عائلها الأول. وأعلن الرئيس ضمنيا في مكالمة مقتضبة لمدة 45 ثانية فقط مع الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة اعتزامه العودة إلي أرض الوطن نهاية هذا الأسبوع، تأكيدا لما كان الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية كان قد أبلغه ل «الدستور» قبل يومين فقط من أن الرئيس سيعود خلال أيام قليلة فقط. وسخر الرئيس الذي بدا هذه المرة في وضع صحي أفضل، علي طريقته المعتادة في الدعابة من مرضه ووصف ما حدث له من تدخل جراحي بأنها كانت «علقة سخنة». وفي سابقة هي الأولي من نوعها منذ توليه السلطة عام 1981مارس مبارك مهام عمله خارج البلاد ووقع قرارات جمهورية عديدة تتناول أكثر من شأن داخلي علي رأسها تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر. وقطع مبارك فترة النقاهة واستأنف مهامه الرسمية متغلبا علي آثار العملية الجراحية التي خضع لها مؤخرا، فيما قال مسئول مصري مرافق للرئيس ل «الدستور» إن الرئيس سعي عبر ظهوره الإعلامي الثاني من نوعه هذا الأسبوع لطمأنة الجميع عمليا وبالدليل القاطع علي أن صحته بخير وأن وضعه الصحي في تحسن مطرد.