خطة لمحافظة الجيزة لإنقاذ الأحياء الراقية من تلال القمامة وميليشيات من وزارة البيئة تعاون المحافظة لإزالة القمامة عن أحياء العجوزة والدقي وشمال الجيزة.. هذا ما طالعتنا به جريدة المصري اليوم مؤخرًا!! ولأني لست من سكان الأحياء الراقية بمحافظة الجيزة وللأسف أندرج ضمن الأحياء "العادية" أو "المتوسطة" ممن يقطنون حي فيصل فإني أشعر بالحسرة والحقد الطبقي على سكان العجوزة والدقي!! فالمحافظ ربنا يحفظه ما خلّصهوش أن تغرق هذه الأحياء الراقية في تلال القمامة بعد أن أضربت شركة النظافة الإيطالية عن العمل ودخل هذا الإضراب أسبوعه الثاني.
أسرع المحافظ الهمام بالاستغاثة بوزارة البيئة لينقذ تلك الأحياء "الشيك" من القمامة "اليع" والذباب الذي يهجم على سكان تلك الأحياء "الناس الكُمّل"، وهرعت الوزارة النشيطة لدعم هيئة النظافة والتجميل بمعدات وسيارات رفع ونقل لإنهاء الأزمة، وبالفعل انتهت الهيئة -كما جاء في الخبر- من رفع 9 آلاف طن قمامة من شوارع الأحياء الراقية وقامت بتعيين 200 عامل نظافة وتعاقدت على شراء سيارات نقل أخرى، كما تم وضع برنامج زمني لرفع التراكمات من خلال ورديات صباحية ومسائية في تلك الأحياء الراقية؛ حيث تم تقسيمها إلى مربعات وتخصيص عمالة لخدمة كل مربع.
عجيبٌ أمر مسئولي هذا البلد إذا أرادوا أن يقوموا بشيء فعلوه وفي أسرع وقت وتتضافر الجهود لإنجازه، ويختفي الروتين والاختصاصات وتتعاون كل الجهات من أجل إنجاز الهدف!! ألا وهو الحفاظ على نظافة الأحياء الراقية والتي حتما يسكن بها مسئولون آخرون ونجوم وصفوة المجتمع.
أما إذا تعلق الأمر بالناس "الغلابة" ممن لا ظهر لهم ولا سند -إلا الله- اختفت كل هذه الهمة وتعالى صوت الروتين واللامبالاة والإهمال في أقصى صوره وأطلّت علينا المحسوبيات بوجهها القبيح، فسكان الهرم وفيصل وإمبابة وبولاق والعديد من أحياء ومناطق محافظة الجيزة والتي لم يرد الله لها أن تندرج ضمن قائمة الأحياء الراقية تعاني الأمرّين من تراكم القمامة والمخلفات ولا أحد يحرك ساكنًا.
سكان هذه الأحياء أنهكتهم الحيل وضاقت بهم برامج التوك شو وهم يستغيثون بالمسئولين لينقذوهم من براثن الإهمال والقمامة ولكن لا مجيب؛ فالمحافظة قررت إنقاذ الأحياء الراقية فقط! فمواطنو هذه الأحياء "من الناس الكلاس" أما مواطنو فيصل وإمبابة وبولاق والمنيرة وغيرها هم مواطنون درجة ثانية لا يستحقون أن ترفع القمامة عنهم على الرغم من الرسوم الإجبارية التي يدفعونها على فواتير الكهرباء، وما يدفعونه لعمال النظافة لاستجدائهم لرفع القمامة عن منازلهم وشوارعهم.
ولكن لا تبالي بهم الحكومة ولا يهم الأخطار التي قد يتعرضون لها خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء والموسم الدراسي والأنباء التي ترد بتحوّر فيروس إنفلونزا الخنازير وخطورته في الأيام القليلة القادمة.
ربما نسوا أن حملات وزارة الصحة التي صدعت رؤوسنا ليل نهار تقول إن أول خطوات القضاء على المرض هي النظافة!! أين هي النظافة يا هيئة النظافة والتجميل؟! أين النظافة يا محافظ الجيزة؟ لا نريد تجميلا نريد نظافة.