بسم الله الرحمن الرحيم أنا مشتركة جديد في الموقع وأول مرة أبعت لكم وأتمنى إن كلامي يوصل وأعرف رأيكم. أنا خلصت السنة اللي فاتت دراسة في كلية طب أسنان والحمد لله، كنت متفوقة في دراستي جدا، وكنت كده دايما على طول من الأوائل، وباحاول أعيش حياتي صح على قد ما أقدر إلا إن دايما بيكون فيه تقصير. بس الموضوع الأساسي اللي عايزة أتكلم فيه هو إن اتقدم لي شاب يعتبر مناسب جدا من مقاييس متعددة: ماما كانت شايفة إنه مناسب جدا لدرجة إنها كانت بتقنعني بالتخلي عن تفوقي أو حتى تعييني في الكلية علشانه لو لقيت شخصيته مناسبة. أنا ما كنتش موافقاها الرأي؛ بس قابلته وللأسف طلع راجل شرقي جدا لدرجة إنه كان عايزني أقعد في البيت لو قدر هو يكفي احتياجاتنا. أنا طبعا رفضت؛ بس سؤالي الأساسي إن في الموضوع ده اتكررت كلمة كتير جدا (حققي ذاتك في جوزك) هل ده صح؟ هل ممكن أستغني عن ذاتي وأحققها في جوزي؟ وده يكفيني لأني مش متصورة ده أبدا؟؟؟ Dr.T أهلا بك صديقتي صديقة دائمة لموقعنا العزيز، ونرجو أن نتمكن من نصحك بما يتوافق مع ما فيه مصلحتك. وموضوع تحقيق الذات في الغير سواء أكان زوجا أو أولادا أو غيرهم؛ فهذا يتوقف على طبيعتك وطبيعة تربيتك وطبيعة تعليمك. فنظرية تحقيق الذات في الزوج كان يلزمها أن تتأهلي لتطبيق هذه النظرية؛ فعلى سبيل المثال نرى في الخليج العربي وفي بعض البلاد العربية وعندنا في القرى والنجوع تؤهل الفتاة لهذه النظرية وتشترك في هذا التأهيل عدة جهات منها: المدرسة: حيث تتلقى الفتاة تعليم بسيط يساعدها في مواكبة تطور الحياة من حولها، ويساعدها في مساعدة أولادها في دراستهم. والجامعة: تؤكد نفس دور المدرسة، وهو أن تعليم الفتاة لنفسها ولأولادها ولتتوافق مع زوجها المتعلم، ولا سبيل لعملها بعلمها خارج بيتها إلا فيما ندر. أما البيت: فهو المدرسة الأساسية التي تؤهل الفتاة لأن تفني ذاتها في ذات زوجها وبيتها وأولادها على أن تعتبر أن نجاح الثلاثة نجاح لها؛ حيث هذه هي وظيفتها الحقيقية التي خلقها الله تبارك وتعالى لها. بما يعني أن الفتاة للبيت وما فيه والزوج للعمل والكد والكفاح، وبذلك تتكون منظومة تكون البنت مؤهلة لها تماما؛ فلا تجد غضاضة في تحقيق ذاتها ونجاحها في نجاح من حولها. فهل أنت مؤهلة لهذا الدور؟ هل تربيت على أن تكوني ربة بيت حتى لو حصلت على الدكتوراة بعد الماجستير بعد البكالوريوس.....؟ هل من الممكن أن تستغني عن آمالك وأحلامك التي رافقتك رحلة طويلة من عمرك وأنت بين الكتب والمحاضرات والسكاشن...؟ وهل من الممكن أن تستغني عن ذلك بعد أن قارب الحلم أن يصبح حقيقة؟؟ وإذا كانت هذه وجهة نظر أمك فلمَ الكلية العملية ولماذا التفوق؟ وكان ممكن كلية لغات أو آداب أو أي كلية تساعدك في تعليم أولادك؟ ومساعدتهم في دروسهم. خلاصة القول: مسألة تحقيق ذاتك في نفسك أو في الآخرين تتوقف أولا وأخيرا عليك وعلى ما رسمت حياتك له؛ بما يعني أنك الوحيدة التي يمكنها أن تقرر أن تتخلى عن كل ما عملت لأجله من أجل زوج يستحق هذه التضحية وسيعوضك عنها بطريقته. وأنت الوحيدة التي يمكنها أن تمسك العصا من المنتصف فتحقق ذاتها في عمل محدد الوقت لا يستنزف قدرتك ووقت زوجك وبيتك. وممكن أيضا أن تنتظري حتى يرزقك الله بزوج من مهنتك يقدر عملك ويساعدك فيه. صديقتي: نظرية تحقيق الذات في الغير نظرية تستحق التفكير والنظر؛ ولكن لا تطبق إلا على من تأهلت منذ نعومة أظفارها على أنها للبيت وللزوج، وأن نجاح زوجها وبيتها وأولادها نجاح لشخصها. ونصيحتي لك هي أن تقارني بين احتياجاتك النفسية وما تربيت عليه، وما صاحبك من آمال وأحلام في دراستك وعملك كشيء حقيقي بين يديك، وبين علاقة زوجية الله يعلم إذا كانت ستعوضك عن حلمك لنفسك أم لا... وأن تفكري جديا في مسك العصا من المنتصف على أن تحققي حلمك وما تأهلت له وفي ذات الوقت تحقيقين ذاتك في نجاحات زوجك وبيتك وأولادك. على أن تضعي نصب عينيك المثل القائل: "فاقد الشيء لا يعطيه"؛ فإذا شعرت بنقص في تحقيق ذاتك بما تعلمت؛ فلن تساعدي أحداً في تحقيق ذاته.