بعد أيام من ظهور PRISM -أكبر برنامج تجسس تابع لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA- يمكنه الحصول على أي معلومات عن مستخدمي شركات الإنترنت المختلفة، ظهر إدوارد سنودين المسئول عن تسريب الوثيقة التي تثبت وجود البرنامج، وتورط شركات كبرى فيه. وقد كشف إدوارد سنودن عن نفسه أمس (الأحد)، وهو 29 عاما، يعمل موظفا بBooz Allen Hamilton -شركة استثمارية كبرى تقدم خدماتها للحكومة الأمريكية- ويعمل أيضا مساعدا فنيا لوكالة المخابرات المركزية CIA، وهو ما مكّنه من الحصول على الوثيقة، جاء ذلك وفقا لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية. وقال سنودن: "ليس لديّ أي نية لإخفاء من أنا، لأنني أعرف أنني قد فعلت شيئا خاطئا"، وأضاف "أنا لا أريد جذب انتباه الجمهور لي، ولا أريد أن تكون القصة حولي، ولكن أريدها أن تكون حول ما تقوم به حكومة الولاياتالمتحدة"، وصرّح بأن خوفه الوحيد هو احتمال تعرض أفراد عائلته لأي ضرر، حيث يعمل بعض أفرادها كموظفين في الحكومة الأمريكية. البرنامج يمثل تهديدا وجوديا للديمقراطية كما يرى سنودن، ويعتقد أن ما قام به هو واجب مدني وأنه لا يرغب في العيش بمجتمع لا مجال فيه للخصوصية، فالحكومة الأمريكية -من وجهة نظره- قد منحت نفسها قوة ليست من حقها، وانتهكت خصوصية المواطنين. يُذكر أن PRIMS قد بدأ عام 2007 بسريّة تامة، وهو عبارة عن برنامج يتم تنزيله على أنظمة شركات الإنترنت، ويستخدم في تمكين أجهزة الاستخبارات من الحصول على كل المعلومات عن المستخدمين، مثل محادثاتهم والصور والملفات المرسلة والأسماء، وكذلك المكالمات الصوتية وأوقات دخول المستخدم وخروجه. وتجدر الإشارة إلى أن معظم شركات الإنترنت التي تورطت في الأمر مثل Facebook وMicrosoft وGoogle وغيرها قد نفت موافقتها على اختراق خصوصية مستخدميها، أو السماح لأي جهة حكومية بالاطلاع على بياناتهم دون التأكد من قيامها بالإجراءات القانونية.