هل تعرف متى بكى النبي حتى ابتلّت الأرض من دموعه؟ نعم.. فقد قصّت علينا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أن النبي بكى يوما وهو يُصلّي في الليل حتى ابتلّت لحيته، ثمّ سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى.. حتى إذا أتى بلال يؤذن لصلاة الصبح؛ فقال: يارسول اللّه ما يُبكيك وقد غفر اللّه لك ما تقدّم مِن ذنبك وما تأخّر؟ فقال: ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي، وقد أنزل اللّه عليّ في هذه الليلة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ}، ثم قال: ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكّر فيها". ونحن هنا -عزيزي القارئ- ندعوك للتدبّر والتفكّر والتبّصر في قدرة الخالق جلّ وعلا وعظمته سبحانه وتعالى ونظامه البديع، لذلك سوف نعرض لك صورة لأحد الحيوانات أو الطيور أو الأزهار أو أحد المناظر الطبيعية الخلابة، والتي تحتوي على آية من آيات الله، وتدلّ على طلاقة القدرة الربانية، لنخرج بعدها أكثر إيمانا بالله وأشدّ خشوعا لله، وليهتزّ قلبنا بالإحساس بعظمة الخالق، ونجد ألسنتنا تُردّد تلقائيا: "سبحان الله.. أستغفرك ربي وأتوب إليك". إنها دعوة للتأمّل.. بل دعوة للتعرّف على عظمة الخالق.. معنا اليوم طائر العُقَاب وهو مِن الطيور الجارحة الضخمة والقوية البنية، ولها رءوس ومناقير كبيرة، وتستطيع الطيران بسرعة كبيرة، كما أن لها مناقير معقوفة ضخمة تستخدمها لتمزيق اللحم عن فريستها، ولها أقدام بعضلات قوية ومخالب خارقة، ولها أيضا بصر حاد للغاية، والذي يمكّنها من تحديد مكان الفريسة عن بُعد شاهق جدا. لن أتكلّم أكثر من ذلك عن هذا الطائر، وسأترك لكم مُشاهدة الفيديو لنرى كيف يصطاد هذا الطائر فريسته، للتدبّر والتفكّر في قدرة الخالق وعظمته سبحانه وتعالى ونظامه البديع.
شاهد كيف يقوم طائر العُقَاب باصطياد فريسته إضغط لمشاهدة الفيديو: