برافو يا جماعة، والله موقع هايل، وبسببه إن شاء الله ربنا يكرمكم ويجازيكم بالخير.. أنا سالي عايشة في ألمانيا مع أهلي بيشتغلوا دكاترة هنا، وبنتكم عربي وبنصلي ونصوم في رمضان؛ لكن أنا كان عندي زي زميلاتي في المدرسة والكلية بوي فريند وصحاب وكده، وبعدين سمعت إن ده حرام، وإن لازم أتوب علشان ربنا يقبل صلاتي، وأنا مش عارفة أتوب إزاي، كمان إزاي مش هيكون عندي اللي عند صحابي وأنا عايشة معاهم طول الوقت.. ربنا يخليكوا ساعدوني أحسن أنا مش بانام. Sally
صديقة بص وطل العزيزة: أهلاً بك ومرحباً صديقة مشاركة من بلاد بعيدة، ونتمنى أن تتواصلي معنا دوماً لتظل علاقتك ببلدك وثقافتك وتاريخك ودينك عوناً لك على ظروفك التي تعيشين فيها.
وكونك صديقتي مسلمة وأهلك (ما شاء الله) يحرصون على الصلاة والصيام؛ برغم أن النهار في ألمانيا يظل حتى العاشرة مساءً وقوانين العمل هناك قاسية لا تسمح للمسلم بأداء شعائر دينه كما يفعل في بلاد المسلمين؛ فهذا معناه أنك من أسرة طيبة ملتزمة، تحافظ على شعائر دينها على قدر استطاعتها، وهذا خير ما يفعل أهلك فما لا يدرك كله لا يترك كله.
وألمانيا صديقتي ليست كإنجلترا وأمريكا؛ فالجاليات المسلمة فيها كبيرة وعدد المساجد محدود؛ بل معدوم في بعض الأماكن، وهذه التجمعات المسلمة يمكنها اللقاء في المساجد، والاجتماع في الأعياد والمناسبات الدينية؛ مما يقرب بين الصغار ودينهم، ويخلق لهم أصدقاء من المسلمين يستغنون بهم عن أهل البلد الذين يمارسون حياتهم بطريقتهم التي لا نناقشها في هذا المجال؛ مما يعني أن والداك كان عليهما أن يعلماك مع الصلاة والصيام واللغة العربية أن صداقة البنت للبنت، والبنت والولد في مجتمع الغربة هذا عليها حدود وضوابط؛ فما يسمح لأهل البلد به دينهم لا يسمح لك به دينك.
لذلك صديقتي: عليك أن تراجعي مع أمك علاقتك بالآخرين من أصدقاء وزملاء وجيران، لتعرفي مدى ما يستحق التوبة، وكيف تكونين في مجتمع بجسدك وعقلك، وتفكيرك منصب على عقيدتك والحفاظ عليها.
وهذه المناقشة مع أهلك صديقتي ستضع لك النقاط على الحروف؛ بمعنى يستحيل أن تكون علاقتك بالبوي فريند هي ذات علاقة الألمانية بصديقتها؛ فمن علّمك الصوم والصلاة واللغة أكيد علّمك أن علاقة الولد والبنت لا تتجاوز الزمالة والصداقة البريئة.
مما يعني أن توبتك بسيطة لا تحتاج للكثير من المعاناة لتصلي إليها؛ فما إن تفهمي مدى تجاوزك حتى تهرعي وتفري لله عز وجل لتصلحي ما قد يكون قد فسد دون قصد أو نية أو تعمد.
فالتوبة صديقتي دائماً ما تكون على قدر الذنب، وكل الذنوب يغفرها الله تبارك وتعالى، ولو كانت كمثل زبد البحر مادام لا شرك بالله (والعياذ بالله) قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
والأحاديث صديقتي كثيرة تقول إن الله غفار الذنوب، يقبل التوبة عن عباده. أما كيف يتوب المسلم المؤمن؟ فالآية الكريمة تحدد خطوات التوبة في ثلاث مراحل قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا}.
و"تاب" هي أول خطوة صديقتي: وتكون باللسان، وصيغتها كما جاء في الآية الكريمة: {وسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}. بمعنى أن تقولي: سبحان الله والحمد لله واستغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه.
ويمكن الاستغفار أيضاً بأن تقولي الآتي: "لا إله إلا أنت ربي، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
ثانيا: الاعتراف بخطأ ما كنت عليه، وأن تعاهدي الله تبارك وتعالى أن لا تعودي لمثل هذا الخطأ على قدر استطاعتك.
ثالثا: أن تعملي عملاً صالحاً يبعدك عن المعاصي والذنوب، ويقرّبك من ربك سبحانه وتعالى، وأول الأعمال الصالحات صديقتي هي زيادة التقرب من الله بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن بالتفاسير التي تقرّبك من شرع الله وتعلمك دينك ودنياك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
لذلك عليك صديقتي بالآتي: أولاً: تحديد ما أخطأت فيه؛ فالتوبة على قدر المعصية.
ثانياً: الاستغفار باللسان والنية بالقلب على أن لا تعودي لمثلها أبداً، ثم عمل صالح يؤكد توبتك ويحافظ لك على هذه التوبة، ويحميك من الوقوع في مثلها.
ثالثاً: وهذا هو الأهم أن علاقتك بربك هي مدخلك للسعادة في الدنيا والآخرة، وعلى قدر علاقتك بربك تكون التقوى التي ترزقك بالزوج الصالح، والعمل النافع، وتجنبك المشاكل قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب". لو عايز تفضفض لنا دوووس هنا