أقام صناع فيلم "تقرير" أول مشروعات "سينما النهضة"، مؤتمرا صحفيا أمس (السبت)، لتوضيح الأسباب التي أدت إلى منع عرض الفيلم بقاعة "سيد درويش" في أكاديمية الفنون بالهرم. وأكد عز الدين دويدار -مخرج الفيلم- أن العمل يواجه حملة شرسة من قِبل الإعلاميين والصحفيين والسينمائيين، مشيرا إلى أن هذه الحملة مدبرة، والمقصود بها عرقلة طريقه الفني وتشويه الفيلم لأن مخرجه إخواني، إلى جانب النية في محاربة مشروع "سينما النهضة" الذي كان من المقرر الإعلان عنه بعد عرض الفيلم، مشيرا إلى أن منع عرض الفيلم قبل العرض الخاص بيومين فقط لا يعني إلا أن ما حدث بمثابة حملة تمييز عنصرية. وأضاف المخرج عز الدين دويدار أن فيلم "تقرير" كان باكورة هذا المشروع، وهو عبارة عن مبادرة مستقلة تجمع 600 شاب من شباب السينمائيين بهدف عمل تواصل بين الأجيال، وكان ذلك من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة. وأشار إلي أن مشروع النهضة لا يستهدف الربح، بل يعبر عن روح ثورة يناير، "لكن مع الأسف السينما المستقلة تحارَب الآن". وأوضح أنه بعث برسائل ومذكرات إلى جبهة الإبداع لكي يقفوا معه، "إلا أن هذه الجبهة لم تكن على قدر الأمانة، وندمنا على مخاطبتهم من الأساس". واستطرد: "نتعرض لحملة تشويه مدبّرة، بالرغم من أن جماعة الإخوان ليس لها علاقة بالفيلم ولم تدفع مليما واحدا لنا، والفيلم كله تم إنتاجه بالجهود الذاتية، ولا يستهدف الربح أبدا". وبسؤال المخرج حول تصريحات الرقابة على المصنفات الفنية بأن الفيلم لم يعرض عليها للحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة، أجاب دويدار: "الرقابة تتعنت معنا، وهناك أفلام كثيرة لم تعرض على الرقابة وتم تصويرها وعرضت في مهرجانات كثيرة". وبمناقشته حول عدم حصول الممثلين المشاركين في الفيلم على تصاريح عمل من نقابة المهن التمثيلية، انفعل المخرج على الحضور وقال: "أنتم تتحاملون عليّ لأنني إخواني وهذا فخر لي". وبمواجهة المخرج بتناقض أقواله حول أن الفيلم لا يستهدف الربح، بالرغم من أنهم باعوا عددا من التذاكر بمبلغ مائة جنيه للجمهور، أكد دويدار أن الهدف كان توفير بعض الأموال لأن كل صناع الفيلم شاركوا في إنتاجه، ودفعوا من جيوبهم حتى يخرج إلى النور". وعن تصريحات نائب رئيس أكاديمية الفنون بأن صناع الفيلم حاولوا الالتفاف والمراوغة، لدرجة أنهم أخبروه بأنهم يريدون تأجير قاعة في الأكاديمية لعمل نشاط فني، ثم فوجئ بأنه عرض خاص لفيلم لا يعلم عنه شيئا، قال المخرج: "كلامنا لم يكن به التفاف، وبالفعل أجّرنا القاعة لعمل حفل غنائي لمطرب مشارك في الفيلم وعرض الفيلم أيضا، ولكننا فوجئنا قبل العرض ب48 ساعة أن العرض قد ألغي، وحينما ذهبنا للاستفسار قالوا لنا "لأنكم إخوان"، وهناك دعوات للتظاهر لو تم عرض الفيلم في الأكاديمية، وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم". وبمناقشة فريق العمل حول تصريحات أحمد سبيع -المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة- والتي تفيد بأن هذا الفيلم من إنتاج الإخوان، أجاب الممثل أحمد الريدي -أحد المشاركين في العمل- أن هذه التصريحات يسأل فيها من كتبها أو من صرّح بها، وأضاف: "الفيلم هيتشاف، وهناك وسائل كثيرة من الممكن أن نعرض بها فيلمنا". من كواليس المؤتمر: - حدثت مشادات كلامية من قبل المخرج مع معظم الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، ورفض الرد على معظم أسئلتهم، متهما إياهم بأنهم يتحاملون عليه بسبب انتمائه الإخواني. - ظل المخرج يرد على أسئلة الصحفيين بأسئلة، وكان هناك تناقض كبير في حديثه عن الأسباب الحقيقية لمنع الفيلم من العرض، لدرجة أن البعض قال لهم: "لماذا قمتم بعمل الفيلم في الظلام؟ ولماذا لم تحترموا القوانين؟ وإذا كنتم لا تريدون عرض الفيلم بهدف الربح، فلماذا لا تعرضوه في ميدان التحرير مثلا ويراه كل الناس؟"، وفي هذه اللحظة تدخّل أحد صناع الفيلم ولوّح بيده للحاضرين قائلا: "نحن لسنا هنا لتبرير مواقف، فشرف لنا أن يكون الفيلم من إنتاج الإخوان، وشرف لنا أننا ننتمي إلى جماعة الإخوان، وطالب المخرج بالدعوة إلى تظاهرة للإخوان أمام أكاديمية الفنون".
مخرج فيلم "تقرير": هناك حملة لتشويهي لأنني إخواني * كلام في الفن اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: