السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سعيدة جدا ومطمنة جدا ومتفائلة جدا، سعيدة لأني لأول مرة من سنين أفضفض لكائن بشري بجد من قلبي بصراحة ومن غير خوف، ومطمنة لأني من خلال متابعتي ل"بص وطل" وخصوصا فضفض لنا حاسة إني بين إيدين أمينة، ومتفائلة لأني حاسة إن ربنا هداني ليكم علشان تنوروا طريقي وتاخدوا بإيدي للصح.. أدخل بقى في الموضوع، أنا بنوتة عمري 22 سنة، بحب ربنا، وبحب الحياة تكون لونها أبيض وباعشق المطر، بس أنا وحيدة ومتغرّبة مع إني عايشة في بلدي وبين أهلي وناسي، باتمنى الخير لكل البشر.. وأهم حاجة إن شريك حياتي يقدر يحسسني بالأمان والحب والتفاهم والعطاء والصراحة والصدق والطيبة والتسامح والرفق والتراحم والإحساس بي، وإشعاري بالحب واحتواء مشاعري وتحمل مسئوليتي ورعايتي وتفهّم وجهة نظري وتقديري، ويكون شخص جاد وطموح ومتدين وعلى خلق، بس ده اللي أنا كنت محتاجاه في الشخص اللي هارتبط بيه، ويكون شريك حياتي بغض النظر عن أي حاجة تانية.. أنا مايهمنيش يكون غني، أنا كنت مستعدة أبدأ من الصفر معاه وأقف جنبه وأشجعه وأسانده ويساندني واحدة واحدة، هاعيش معاه مش عنده.. مش حابة أكون جسد بلا روح يادوبك يشوفني ولا يشعر بي، هاعيش معاه لأوجّه الشراع إلى الوجهة الصحيحة مش كمالة عدد أو ضرورة من ضرورات الحياة، أشاركه آراءه وأفكاره وأحلامه وأخفف عنه أحزانه، أكون خمسة في واحد، أم وصديقة وحبيبة وعاشقة وخادمة.. مشكلتي إني اتخطبت من 9 شهور لشاب يكبرني بعامين، عنده 24 سنة لم أره حتى الآن فهو يعمل بالسعودية، اتخطبت خطوبة صالونات، رفضت في البداية وبشدة فوجئت بموافقة عمي الكبير عليه ولأني أحترمه وأثق في رأيه قررت أصلي صلاة الاستخارة، صليت أكثر من مرة لم أر أي شيء، ولكني أحسست بالاستسلام، وافقت وتمت الخطبة، ماكنتش طايقاه وكنت خايفة منه.. الغريب إني في أول مكالمة ماكنتش عارفة أخبي حزني ولا عارفة أنطق، والكل حس بده فلمت نفسي بشدة، الأغرب بقى إني من تاني مكالمة بقيت لطيفة معاه واتفاهمنا قوي، وابتديت أحس إنه شخص كويس، اتفقنا على الصراحة، عرفت عنه حاجات كتير، وكنا متفقين في حاجات كتير، كنت حاسة إن في حياته جرح برغم إنه بيحاول يظهر عكس ده، صارحني وأكد لي إحساسي، حكى لي عن قصة حب قديمة وجرح قديم، وقتها حسيت إني بدأت أفهمه من غير ما يتكلم، حاولت أداويه، وساعتها ابتديت أتقبله وأقرّب منه، ولما صرّح لي بحبه استغربت وقلت له بسرعة كده؟! قال لي إنه حبني من أول ما شاف صورتي وحبني أكتر أول ما اتكلم معايا.. حاول يقرب مني ويفهمني وأنا كنت باحاول أسعده على أد ما أقدر، حسيت إنه يستحق يتحب، حاولت أغمره بحبي، كان هو كمان بيحاول يسعدني ومايضايقنيش، ماكنش بيهون عليه زعلي، كان حد كويس بيحب شغله وفيه صفات كويسة كتير, أنا عارفة مش لازم ألاقي شخص يبقى صورة بالكربون من فارس أحلامي، قلت بقى أعيش الواقع وأطلع من الخيال اللي أنا عايشاه.. حاولت على أد ما أقدر أبيّن لأهلي إني سعيدة ومبسوطة معاه، وقربت من أهله وماحاولتش أدخّل بيننا لا أهلي ولا أهله في أي حاجة ما بيننا، وكنت حريصة على إني أمدح فيه وفي صفاته قدام الكل وابتديت فعلا أبقى خمسة في واحد، وحسيت إني اتعودت عليه وبقى يوحشني وبقيت أتضايق لو اتأخر عليّ أو ماكلمنيش.. المشكلة إنه بقى صامت لا يتحدث عن مشاعره أو أحاسيسه، وأنا ابتديت أتضايق من ده، أنا محتاجة أتحب مش بس أحب، أما بيزيد عليّ التفكير باسيب البيت وباروح عند جدتي وأفضل عندها كام يوم ومابكلموش، فيقوم يتضايق ويعمل ألف مشكلة ويقول لي إمتى هترجعي البيت، وأما أسأله ليه، يقول لي عايز أتكلم معاكي، ويقول لي إزاي هو عادي بالنسبة لك أسبوع مانتكلمش.. المهم أرجع البيت ممكن مايكلمنيش أو ينام وهو بيكلمني، باستغرب من تصرفاته الغريبة دي، إنه أول ما حس إنه خلاص ملكني ابتدى يتغير وبقى مايكلمنيش زي الأول، وابتدى يهملني ومش يهتم بيّ وبقى يضايقني كتير ويستفزني ويستخف بمشاعري، وإني أما آجي أعاتبه يبقى أنا باعكنن عليه، بيصدمني رد فعله، وأما آجي ألومه يبقى شغلت أسطوانات النكد بيجرحني ده قوي، ويقفل أي نقاش بيننا بعصبية ويقول لي سيبيني دلوقتي لحد ما أهدى.. وبعدها يرجع يكلمني ولا كأن فيه موضوع، ولو فكرته يبقى أنا بحب المشاكل، وأحيانا يقول لي: الحب ده كلام فاضي والرومانسية كلام مسلسلات وإني أنا دماغي غريبة وأحيانا تافهة يسيبني أتكلم مع نفسي وينام أو يعمل مش سامع، أقول له دي مش طريقة نقاش ولا كأني موجودة، أما مالاقيش فايدة أقول له خلاص نسيب بعض، ويقول لي ماشي أنا هاعملك اللي إنتي عايزاه ويعمل اللي هو عايزه.. ويرجع تاني يوم ولا كأن حاجة حصلت، وأما أسأله يقول لي خلاص اتعودت على كده، حاجات كتير كانت سبب في قبولي ليه اتغيرت، زي إنه متدين وقريب من ربنا، اكتشفت إنه من فترة مابيصليش زي الأول وإنه كمان رجع يشرب سجاير، اتحول 180 درجة، ده غير إنه رافض موضوع الشغل وبيقول لي مافيش شغل في السعودية للبنات غير خدّامات أو ممرضات ترضي إنتي لو يناسبك يعني.. وأنا لأ مش هارضى بكده.. مش معنى ده إنه إنسان مش كويس، هو فيه حاجات كتير حلوة ومن جواه أبيض وده اللي مبقيني عليه، المشكلة إني مش عارفة أتعامل إزاي معاه، أمي ملاحظة حزني وحيرتي من غير ما أقول لها، حاولِت كتير تطلّعني من اللي أنا فيه بس مافيش فايدة، ليّ صديقة بفضفض لها شوية همومي، مع العلم إنها ماتعرفش كل حاجة لأن دي حاجة خاصة بيّ وبه.. بس باخد رأيها أحيانا أما يفيض بيّ مش عايزة أظلمه وبردو مش عايزة أظلم نفسي، أنا محتاجة حد يساعدني وخصوصا إن أبي هو الوحيد اللي كنت هالجأ له بعد ربنا وأنا مطمنة، بس هو مش موجود، توفي من عامين يعني أنا يتيمة وده قرار مصيري، أرجوكم ساعدوني لأني بصراحة محتارة قوي ومش عارفة أعمل إيه، عملت استخارة أكتر من مرة عارفة إن ربنا أكيد هيرشدني للخير.
Flystar
عزيزتي.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته، بداية اسمحي لي أن أخبرك أنك حتى هذه اللحظة لم تتعرفي بالشكل الكافي على خطيبك، وهو أيضا لم يتعرف عليكِ، فالتعارف عن طريق الهاتف أو بالمراسلة وحده لا يكفي لتكوين صورة للشخص الذي ستقضين معه باقي أيام حياتك.. فالمواقف هي التي تجعلنا نعرف الأشخاص، ونتعرف على ردود أفعالهم وعلى تصرفاتهم، لهذا لا تتعجلي الحكم عليه بالإيجاب أو بالسلب حتى يأتي إلى القاهرة، ويكون التعامل بينكما وجها لوجه، وعندها إما أن تشعري بالراحة والاطمئنان، وبأنك ترغبين في أن تتمي الموضوع، وإما أن تشعري أنه شخص آخر غير الذي كنت تظنين أنك تعرفينه، وأنه لا يوجد قبول بينكما، فالمسألة ينبغي أن تؤجل إلى حين حضوره وإلى أن يتم التعارف الحقيقي بينكما المبني على المعلوم وليس المجهول. أما فيما يتعلق بتغيير طريقة تعامله معك، أجد أنه عليكِ أن تعطي له بعض الأعذار، فهو في غربة، أي أنه يواجه بعض المشكلات في العمل، وأحيانا في مكان إقامته، وهذا بالتأكيد ينعكس على تعامله معك، وعلى مزاجه من وقت لآخر، كما أن الإنسان بطبعه ملول، فلو أكلتِ كل يوم تفاحا أو كبابا سوف تزهديهما، فليكن حديثك متنوعا، ولا يكن منصبّا حول العواطف والمشاعر فقط، فالرومانسية ليست كلها كلام غزل وحب، فسؤالك عن أحواله هذا في حد ذاته رومانسية، وسؤاله عنك، ورغبته في سماع صوتك هذا في حد ذاته اشتياق ورومانسية.. فالرومانسية لها أوجه عديدة، فلا تطلبي السطحي منها فقط، فعمله في الغربة ومحاولته تحسين أحواله المادية أيضا رومانسية، فهو يعمل من أجلك ومن أجل إسعادك ومن أجل أن يحقق لك حياة جميلة مرفّهة، ولكي يسرع من الزواج الذي يجمع بينكما، لهذا فالاتزان في كل شيء مطلوب فلا تعطي بشكل مبالغ فيه، خصوصا في العواطف والمشاعر، لتكوني متزنة، ولتشمل مكالمتك الكلام الجاد والمدح له والدعابة والمشاعر، ولتخرجيه من موضوع لآخر بشكل جميل يشعره برغبة في الحديث معك لفترات أطول وأطول.. وتجنبي تماما المواضيع التي من الممكن أن تفجّر مشكلة بينك وبينه، وفي الوقت نفسه كوني طبيعية ولكن تصرفي بذكاء، ليس في هذا الوقت فقط بل يجب على الزوجة أن تتصرف بذكاء في كل الأوقات، وأن تعرف متى تتحدث ومتى تصمت، وكوني مستمعة له أكثر مما تكوني متحدثة، وحاولي أن تتحدثي في المواضيع التي يختارها هو حتي يشعر بالسعادة، وبالتالي يشعرك أنت أيضا بالسعادة، ولتحاولي أن تهوّني عليه الغربة ولا تكوني أنت حملا وعبئا ثقيلا على كاهله يضاف إلى غربته وإلى ضيق العمل.. وأنا أحييكي على أنك لا تتحدثين في المشكلات الخاصة بينكما مع أي أحد حتى أقرب الناس إليكِ، وهذا هو المفروض أن يكون عليه سلوكك دائما، لأن دخول طرف ثالث يزيد الأمور تعقيدا وصعوبة ولا يحلها، وأنصحك أن تطيلي فترة الخطبة بعض الشيء حتى يأتي وتتحدثي معه أكبر وقت ممكن، وتناقشي كل شيء معه وجها لوجه ما يحب وما يكره، ما تحبين وما تكرهين، أن تدعما سبل التفاهم بينكما بكل الأشكال في حضور الأسرة والعائلة بالطبع، فأنتما ما زلتما في فترة الخطوبة، لا تنسي هذا.. ولا تتسرعي في أي شيء من شأنه أن يسيء إليك وإلى أسرتك، حافظي على نفسك حتى النهاية، لأن التسرع غير مطلوب أبدا في مثل هذه الأمور، فالعواطف قد تجر الإنسان إلى أشياء يندم عليها في المستقبل، فاحذري أن تقعي في الفخ وليكن كلامك فيما يرضاه الله ورسوله واستمري بصلاة الاستخارة، وتأكدي أن الله لن يختار لك إلا الخير في كل الأحوال مع تمنياتي بالسعادة.