أ ش أ اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر اليوم (الإثنين) أن الإضرابات التي تشهدها محافظة بورسعيد منذ أمس مؤشر على أن "الفوضى" التي تعاصرها البلاد على مدار العامين الماضيين باتت تهدد مرفق قناة السويس الحيوي الذي يشكّل شريان الحياة بالنسبة للتجارة الملاحية الدولية والاقتصاد الوطني المتعثر. وقالت الصحيفة -في تحليل إخباري نشرته وأوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم- إنه على الرغم من أن احتمالات تأثير هذه الاضطربات على الملاحة البحرية عبر قناة السويس لا يزال أمرا مستبعدا، إلا أنها قد أثارت بالفعل المخاوف حيال حدوث مشهد كهذا في مثل هذه الأوقات العصيبة. وأضافت أن قناة السويس تعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية الواردة إلى مصر بجانب قطاع السياحة والمساعدات الخارجية والعوائد المالية للمصريين بالخارج. وحذّرت الصحيفة الأمريكية من تداعيات "حالة عدم الاستقرار السياسي" في مصر على الاقتصاد الوطني المتعثر، مشيرة إلى الكساد الذي أصاب قطاع السياحة المصري منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وأوضحت: "تتسبب هذه الفوضى في تأخير منح مصر قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 4.8 مليار دولار أمريكي، والذي يعد الحصول عليه أمرا ضروريا لفتح الباب أمام مزيد من المليارات في شكل مساعدات تسهم في سد العجز في الموازنة العامة للدولة". ورأت الصحيفة أن العصيان المدني في بورسعيد بمثابة تذكرة حية على أن الحكومة المصرية لم تستعد سيطرتها كاملة على محافظة تمثل إحدى أهم محافظات القناة بتعداد سكاني يصل إلى قرابة 600 ألف نسمة.