أبرزت وسائل الإعلام العالمية المصافحة التي جرت بين الأمير السعودي تركي الفيصل ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني آيالون، خاصة أنها أول مصافحة علنية بين مسئول من الرياض وآخر من تل أبيب منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، كما أن المسئول السعودي هو ابن العاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز، وشقيق الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وشغل تركي الفيصل منصب مدير المخابرات السعودية، ثم سفيراً للرياض في بريطانيا ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية. مصافحة "الفيصل" لم تكن الأولى: ولكن تلك المصافحة لم تكن الأولى بين مسئول من إسرائيل وآخر من دولة عربية لا تعترف بإسرائيل، ففي الواقع أن كافة الدول العربية التي لا تعترف بإسرائيل عقدت مباحثات ومصافحات مع مسئولين من داخل إسرائيل وعلى أعلى مستوى، مما يكشف لنا جزءاً مما يدور خلف الستار في الشرق الأوسط؛ إذ عقب غزو أمريكا للعراق تفاجأ العراقيون بأن نائب رئيس الوزراء الجديد أحمد الجلبي سبق وأن زار إسرائيل، كما أن النائب مثال الآلوسي الذي ترشح يوماً لمنصب وزير الداخلية يزور إسرائيل علناً بشكل سنوي. بينما أتت المصافحة التاريخية بين العراق وإسرائيل في 21 سبتمبر 2004 خلال أروقة الأممالمتحدة، حينما صافح رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم. وعلى ما يبدو فإن للعراق الجديد النصيب الأكبر في دبلوماسية المصافحات؛ إذ صافح الرئيس العراقي جلال طالباني وزيرَ الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في يوليو 2008 خلال اجتماع الاشتراكية الدولية. المصافحة التي أثارت أزمة (صورة أرشيفية) بوتفليقة يفاجئ الشعب الجزائري في جنازة ال"حسن": وفي جنازة العاهل المغربي الحسن الثاني في يوليو 1999، تفاجأ الشعب الجزائري بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك. أما في عام 1986، في الوقت الذي قاطعت فيه الدول العربية مصر بسبب اتفاقية السلام مع إسرائيل، حدثت مصافحة بين وزير خارجية الجزائر في عهد الشاذلي بن جديد الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، ووزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز. وفي مارس 2005 عُقِد اجتماع دولي بمدينة بالما دي مايوركا الإسبانية، حيث تفاجأ الشعب السوداني بقيام رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، بمصافحة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، وقبل أن يستفيق العرب من هذه الخطوة خرجت جريدة القدس العربي بسبق صحفي، حينما أوردت بالصور قمة إسرائيلية - مغربية عُقدت سراً على هامش هذا الاجتماع الدولي؛ حيث اجتمع فيه شيمون بيريز نائب أرييل شارون وقتذاك، في جلسة مباحثات واحدة مع الملك المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الموريتاني معاوية أحمد الطايع. وعلى الصعيد الموريتاني، قام وزير الخارجية داه عبادي عام 2001 بزيارة إسرائيل والتباحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. وخلال جنازة بابا الفاتيكان، يوحنا بولس الثاني، في إبريل 2005، صافح الرئيس الإسرائيلي موشي كتساف نظيره السوري بشار الأسد والإيراني محمد خاتمي.
خيّم الصمت القطري حيال هذه المصافحة (صورة أرشيفية) مصافحة رسمية واحتفال شعبي ل"بيريز" و"ليفني" بقطر: وعلى مستوى الخليج العربي، فإن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز زار العاصمة القطرية الدوحة في إبريل 2008، حيث استقبله أمير قطر حمد بن خليفة آل ثان، وأقيمت جولة للضيف الإسرائيلي في شوارع العاصمة القطرية إلى درجة وجود احتفالات شعبية لبيريز في الأسواق، حيث تم استقباله بكل حفاوة، ولم ينسَ بيريز بالطبع أن يصافح أمير قطر أمام كاميرات العالم؛ ليذكّرنا جميعاً بالمصافحة التي تمت أثناء زيارته الأولى لقطر عام 1996، حينما كان رئيسا للوزراء من أجل افتتاح مكتب التبادل التجاري بين قطر وإسرائيل.
ثم عقد بدولة قطر منتدى الدوحة الثامن للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة في إبريل 2008، حيث استضاف أمير قطر، زعيمة حزب "كاديما" ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، وبالطبع جرت مصافحات وجلسة مباحثات، كما عقد رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثان جلسة مباحثات مع الضيفة القطرية، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي يباحث فيها وزير الخارجية القطري مع ليفني أو مع شيمون بيريز، وخرجت الصحف العربية في اليوم التالي تهاجم هذه الحفاوة المبالغ فيها من قبل قطر، خاصة في ظل الصمت الشعبي القطري حيال هذه الزيارة وتلك المصافحات!! ولم تنسَ تسيبي ليفني خلال زيارتها إلى الدوحة أن تجري مباحثات مع وزير الدولة العماني للشئون الخارجية يوسف بن علوي في أول لقاء علني بين مسئول من دولة إسرائيل وآخر من سلطنة عمان.