السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا متزوجة من سنتين إنسان رائع فعلا بكل معنى الكلمة وكل الناس بتحسدني عليه؛ لأخلاقه العالية وكرمه وتقديره واحترامه ليّ ولأهلي قدام كل الناس.. وأنا كمان باراعي مشاعره وكرامته في كل تصرفاتي وباحرص إني ما أزعلوش مني أبدا.. المشكلة إنه بقاله مدة -حوالي أسبوع- وهو عصبي جدا عليّ.. بيرفع صوته جدا ويزعق على أي حاجة هايفة.. ودي مش عادته أبدا.. والموضوع وصل دلوقتي إنه زعق لي قدام مامته ومرة قدام مامتي وخالتي، وأنا ما كنتش باعلق ولا أعاتبه بعدها؛ لأني كنت فاكراها ساعة انفعال وخلصت.. لكن حصل إن إحنا شدينا مع بعض في العربية تحت البيت راح مزعق لي جامد جدا وبصوت عالي قدام الناس.. والسبب تافه جدا.. مش عاجباه ركنة العربية وأنا عايزاه يسيبها زي ما أنا ركنتها.. حاجة هايفة جدا.. المهم إني طبعا اتصدمت وطلعت على البيت وخدت جنب شوية في أوضة.. المهم لما رحت أكلمه راح مزعق لي تاني وأكتر من الأول، لدرجة إني قعدت أعيط لمدة 3 ساعات ومش مصدقة إنه بجد زعق لي وقال لي الكلام ده. أنا بعدها بشوية رديت على كلامه ورفعت صوتي، ولما حاول يسكّتني قلت له لا إنت اللي عليت صوتك عليّ ولازم تعرف إني كمان باعرف أعلّي صوتي بس ما باعملش كده عشان متربية.. أنا ما قلتش غير إني متربية وأهلي ربوني.. لأنه كان قال لي "دي قلة أدب" فأنا اتعصّبت جدا. المهم إن إحنا متخاصمين دلوقتي بقالنا يومين.. وبينام في الأوضة التانية.. ودي أول مرة من يوم ما اتجوزنا يعمل كده والموضوع ده مأثر في نفسيتي جدا.. وخايفة أوي ما نرجعش زي ما كنا. أنا محتارة هو المفروض إني أصالحه ولا أسيبه علشان يحس بغلطه وما يتعودش إنه يزعق لي كده تاني؟ علما بأني كل ما أعمل تصرف لطيف زي إني أكلمه كويس قدام الناس أو كده أحس إنه بيبعد أكتر ويديني الوش الخشب أكتر.. هل رأيكم إني أتقل عليه ولا إيه؟ ثانيا.. إحنا من حوالي أسبوع -في نفس الفترة اللي بدأت فيها عصبيته الشديدة- كنا رحنا مشوار مع ناس معرفة وكان الراجل بيتكلم عن تعدد الزوجات.. وساعتها زوجي رد عليه وقال له أنا عمري ما أفكر في كده؛ لأنها مالية حياتي وكلام جميل جدا.. كمان كانت معانا واحدة قريبتنا وقعدت تشكر في زوجي كتير جدا.. فهل ممكن إننا نكون اتحسدنا؟ ولو فعلا اتحسدنا أعمل إيه؟ إحنا بجد عمرنا ما اتخاصمنا كده.. أرجوكم تردوا عليّ بسرعة؛ لأني باتعذب والله ومش عارفة أحكي لأي حد حتى أمي.. ربنا يكرمكم.
h.a
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد،،، صعب جدا أن تحوّل المتعلمات المثقفات مشاكلهن على الحسد والسحر وما تردده الكثير من الفتيات على ما يطرأ على حياتهن من تغيرات، دون التفكر والتدبر لأسباب انحراف مزاج الطرف الآخر، وتحوله من النقيض للنقيض. وليس معنى كلامي أنني أنفي الحسد، بل على العكس الحسد مذكور في القرآن وعلمتنا السنة النبوية الشريفة أن نقي أنفسنا شر الحسد والحاسدين بأن نستعين على قضاء حوائجنا بالصبر والصلاة والكتمان، فمن أسوأ الأخطاء التي ترتكبها الفتيات والزوجات بالذات أن يطّلع من حولها وأقرب المقربين منها على علاقتها بزوجها بالخير والشر فتعطيهم فرصتين: الأولى النظر لما عندها ولا يملكونه فيحسدونها عليه.. الثانية أن يتدخلوا في حياتها بالنصح الصح والغلط. إذن فأحد أهم ما تفعله الزوجة لتجنب الحسد حتى ولو كان حسد غبطة ؛ بمعنى أن أتمنى أن يكون لي مثل ما عند من أحسدها، أو حسد نقمة وهو -والعياذ بالله- تمني زوال نعمة الغير، وهذا المهم هو أن يكون ما بين الزوج والزوجة سرا خاصا جدا بينهما لا يعلمه إلا الله ويمكن أن يعلمه أحد الناصحين بالخير ممن لا يعرفونك ولا يعرفون زوجك فلا يكونون معك أو معه أو عليك أو عليه مثلما فعلت عندما أرسلت لنا. وبالمناسبة اسمحي لي أن أحييك؛ لأنك احتفظت بمشكلتك مع زوجك بعيدا عن أمك حتى لا تنفعل معك ضد زوجك فيزيد الأمر سوءا ويتسع الخرق على الراتق كما يقول العرب، يعني الثقب الصغير في العلاقة يتحول لتمزق كبير يصعب لمّه وإعادته لأصله. إذن إذا كانت حياتك الزوجية بمفرداتها بعيدة عمن حولك كما فعلت في المشكلة فلا حسد ولا غيرة، وقول السيدة التي تمتدح مراعاة زوجك لمشاعرك في إبداء رأيه في تعدد الزواج يكون من باب المجاملة وليس الحسد. إذن لماذا تحول زوجك الذي كان يشبه الملاك إلى بشر عادي يتعصب ويصرخ ويرفع صوته، ولا يحاذر أين يرفع صوته؟ بل ربما يتعمد أن يرفع صوته بالقصد أمام الناس؟؟ والإجابة عندك أنت وحدك وسأرشدك لها من نقطتين ذكرتهما في المشكلة: النقطة الأول: أنك تستهونين الأسباب التي يتعصب لها زوجك، ولم تحاولي أن تسألي نفسك بحكمة وعقل لماذا كل هذه العصبية؟ ثم تفرضين فروضا منها أن يكون مجنونا مثلا؟ فإذا لم يكن مجنونا إذن هناك سبب حقيقي يؤذي مشاعره وكرامته ويشعره بالأقلية والدونية فيتصرف بالدونية ليظهر لك ما تعاملينه به حقيقة لتفهمي أن الإنسان مليء بالخير والشر، فإذا أردنا استخراج الخير خرج لنا، وإذا أردنا استخراج الشر خرج لنا. وهذا ما فعلته صديقتي دون أن تدري.. كيف؟ أقول لك: موضوع ركن السيارة كما يشاء أو كما تشائين ليس أمرا مهما في الحقيقة إلا إذا كانت السيارة تخصك، وأن لك رأيا في مكانها، وأنك تمنعينه من التدخل فيما لا يخصه.. هذا فرض. والفرض الثاني أن السيارة تخصه هو وأنت تتدخلين فيما يفعل، على طريقة الأم التي ترشد أولادها على أنهم أغبياء لا يعرفون التصرف، فيكون التوجيه ليس بالنصيحة ولا بالقول الطيب إنما بالأمر المباشر في افعل ولا تفعل. وربما تودين سؤالي وكيف كان التصرف؟ أقول لك إن رب العزة -سبحانه وتعالى- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- الذي أنزل فيه قرآنا يصفه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، قال عز وجل لصاحب الخلق العظيم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقال عز وجل: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}، يعني أن تكون النصيحة خالصة لوجه الله فعل أم لم يفعل، ما عليك إلا البلاغ، أما أن يصل الأمر لجدل وأخذ ورد ثم ارتفاع صوت ثم... فأنت غلطانة وكان يجب أن تعتذري بدلا من التمادي في الغلط.. هذه نقطة. النقطة الثانية: هي أن تنسى المرأة قول الله عز وجل: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، بمعنى أنك تتساوين مع الرجل في كل ما لك وما عليك من حقوق وواجبات أمام الله، وله عليك درجة هي القوامة بمعنى أن يكون ولي أمرك كأب وكزوج، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.. ولقد فضّل الله عز وجل الرجال على النساء بالعقل وبالحكمة في مقابل أن يكون لهنّ الرحمة والشفقة والقدرة على احتمال الحمل والأمومة، كذلك فضّل الله الرجل على المرأة بالإنفاق فجعل لها منه المهر، والمسكن والمأكل والملبس والعلاج.. في مقابل الطاعة لقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، والزوج صديقتي ولي الأمر منك، أي له مقام عظيم في الطاعة. فهل يصح أن ترفعي صوتك على ولي الأمر منك؟ وهل يصح أن تتعاملي معه معاملة الند بالند، وأنت تصرخ وأنا أصرخ، والرأس بالرأس والبادئ أظلم؟؟ هل يصح أن تشمر الزوجة عن عضلاتها وتلبس شنب وتقف لزوجها رجلا أمام رجل؟؟ أمال فين الود والحنية؟ وفين الرقة والنعومة؟ وفين قول الأعرابية لابنتها كوني له أمة يكن لك عبدا؟ ما رأيك صديقتي فيما تصورته أنا من شيء بسيط أنت ذكرته والباقي بالتأكيد عندك ستعرفين منه كيف حولت صاحب الأخلاق الحميدة لمجرد شخص عادي يتعامل مع واحد صاحبه ولا حب ولا زواج ولا غيره. ناقشي نفسك صديقتي وكوني أمينة مع نفسك في تذكّر أن المرأة بضعفها تملك الرجل بقوته، وأن الرجوع للحق فضيلة، وأن زوجك هو ابنك الأول ويظل ابنك الأول فلو أحسنت علاقتك بابنك البالغ العاقل الذي تحبينه فستحسّنين علاقتك مع أطفالك الصغار ومراهقتهم ومشاكلهم. أخيرا ليس بين الزوجة والزوج معنى أتركه وأهجره عشان يحرم يزعق؛ لأن الترك ممكن يوسع دائرة الخلاف أو الخرق، فلا تستطيعين احتواءه، بل ربما تدخل لك من هذا الخرق سحلية، ولا عقربة تنغص عليك حياتك بحق وحقيق.