إبراهيم محمد تزايدت المظاهرات المنددة بجماعة الإخوان المسلمين وسياسيات الرئيس محمد مرسي؛ فيما يتعلق بالعداله الاجتماعية والقصاص لدماء شهداء الثورة ومدبحة بورسعيد وتأخير القصاص..
ومع احتدام الموقف بين المتظاهرين وقوات الداخلية في محيط ميدان التحرير، وأمام مجلس الوزراء المصري، وتحت دعاوي تحقيق القصاص، وفي الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير؛ أعلنت مجموعة الكتلة السوداء "البلاك بلوك" ظهورها على المشهد السياسي بشكل رسمي حتى يواجهون جماعة الإخوان، معلنيين مشاركتهم في القصاص لشهداء الثورة وكذلك شهداء مذبحة بورسعيد. البلاك بلوك، ظاهرة جديدة على الساحة السياسية المصرية، تلك الحركة التي اختارت لنفسها الزي الأسود لونا مفضلا لملابسها واقنعتها، اختارت أيضا أن لا ينضم إليها أي فرد من خارج المعروفين لديها والبالغ عددهم 800 فرد، وترجع أصول تلك المجموعات السوداءإلى تلك التي كانت في الأصل منتشرة في دول الاتحاد الاوروبي وتحديدا دولة انجلترا، والتي انطلقت بغرض الحصول على حق أفرادها المنتمين إليها فكريا بأيديهم، دون اللجوء إلى الجهات الأمنية، لذلك رفعت شعارها "آخد حقي بدراعي"، إلا أن فكرة تلك الحركة تشعبت في جميع البلدان؛ إلى أن وصلت مصر، وتحديدًا في الأيام الأخيرة الماضية، واختارت ميدان التحرير موطنا لها، وأطلقت على نفسها "المجموعات الانتحارية للقصاص للشهداء"، تلك الحركة التي يترأسها زعيم يساوي ل"كابو" الأولتراس، ويهدد بانهيار دولة القانون وانتشار الفوضى بعد هذه التصريحات والموجهات والتي تمت على مدار اليومين الماضيين بين البلاك بلوك وقوات الأمن المصرية.
وتتميز بلاك بلوك بطقوس خاصة بها قبل قيامها بعمليات التصدي لقوات الأمن حيث وجدناها منذ أمس تتجمع في ميدان طلعت حرب لمدة عشر دقائق يرددوا خلالها الهتافات الخاصة بهم، يؤكدون خلالها استعدادهم للتعامل مع كل من يحاول الاعتداء على المتظاهرين كما قام أعضاء الحركة بتقديم عرض عبارة عن تصفيق منظم ومرتب بعناية على أنغام طبلة راح أحد الشباب يحملها والآخر يقرع عليها نغمات تشبه "طبول الحرب" في أفلام الغرب الأمريكي في القرون الوسطى، كما حمل بعض أعضاء الحركة أدوات قالوا إنهم سيستخدمونها للدفاع عن المتظاهرين كما حرص بعضهم على ارتداء معصم باليد أشبه بما كان يرتديه الفتوة في مصر في الخمسينيات من القرن الماضي، تلك الحركة تسير عقب ترديدها تلك الهتافات في شكل مجموعات بشكل معين ولا يحبذون انضمام أي مواطن من خارج الحركة إلى صفوفهم.
هذه الحركة -التي أعلنت بداية ساعة الصفر ضد حكم الإخوان المسلمين منذ يومين- دخلت في مواجهات عنيفة وصدام مع قوات الداخلية المصرية، فجر أمس (الجمعة) حوالي 6 ساعات استخدموا فيها سلاح أبيض ومولوتوف وخرطوش، كما هدد عدد من أعضاءها بتصعيد أعمال العنف، وإضرام النيران في مجلس الشورى بشارع القصر العيني في محاولة للقصاص وبهدف إسقاط نظام حكم الإخوان، وهو الأمر الذي اتفق عليه أعضاء الحركة في إحدى الخيام المخصصة للحركة والمتواجدة بالحديقة المجاورة بمسجد عمر مكرم، حيث تدارسوا خلاله كيفية التصدي لقوات الأمن، فضلاً عن تورطها في حرق الجزء الخلفي للمجمع العلمي.
وقد أعلنت المجموعه عن مسئوليتها عن حرق مقر موقع إخوان أون لاين التابع للإخوان المسلمين، وقالت الحركة في بيان لها مشفوع بفيديو مصور على الفيس بوك جاء نصه "طرق قانونية وحاولنا ... قضاء و لجئنا .. سلمية ولما هتفنا موتنا حربنا دلوقتي على الإخوان .. واحنا خلاص كل واحد كتب وصيته .. ينجيب حقهم .. يانموت زيهم .... القصاص أو الفوضي . . و اللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط".
في السياق ذاته، كشف عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" عن حقيقة جماعة "بلاك بلوك" وأكد النشطاء أن المدعو ((شريف الصيرفي)) الناشط القبطي وأحد القيادات المهمة فيما يعرف ب"الكتيبة الطيبية" والتي تمثل إحدى قوى الردع الكنسية، هو المسئول الأول والمحرك الرئيس لهذه الجماعة التي ظهرت فجأة عقب الأحداث الأخيرة، والتي يشار إليها على أنها هى التي أدارت أحداث ماسبيرو وشاركت في حصار الاتحادية وغيرها من الأعمال التي أثارت جدلاً ولغطًا كبيرًا، وهو الذي قام برفع فيديو حرق مقر إخوان أون لاين على اليوتيوب! جدير بالذكر أن الكتيبة الطيبية دشنها عدد من الأقباط لتكون أحد ألوية الكنيسة الراديكالية ونشطت بشكل كبير في العقدين الأخيرين، وتصدر مجلة ناطقة باسمها تحوى تحريضات طائفية خطيرة وتقوم بتحريض الشباب القبطي على مواجهة الإسلاميين وتتحدث عن أحقية الأقباط في حكم مصر، وترفض ما أسمته الغزو الإسلامي لمصر. جدير بالذكر أن أعضاء الحركة الذين يرفضون انضمام أي فرد إليهم، دائما ما تمد المتظاهرون بالادوات اللازمة التى تساعدهم على استكمال ثورتهم ضد النظام، فنجدهم يمدون المتظاهرون بالخل لتقليل أثار الغاز المسيل للدموع وأنهم لايريدون العنف ولكن يدافعون بشكل قوي عن المتظاهرين.