أ ش أ أمر المستشار مصطفى حسيني -المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا- بحبس الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، في قضية اتهامه بالحصول على 7 ملايين جنيه كهدايا من مؤسسة الأهرام الصحفية، في بداية كل عام ميلادي، خلال الفترة من عام 2006 وحتى عام 2011. ويقضي مبارك عقوبة السجن المؤبد لمدة 25 عاما إثر إدانته في قضية قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير. وكان المستشار محمد النجار -رئيس نيابة الأموال العامة العليا- قد باشر التحقيق مع الرئيس السابق حسني مبارك على مدى 3 ساعات متصلة بمستشفى المعادي العسكري بحضور محاميه فريد الديب؛ حيث تم سؤال مبارك واستجوابه في شأن الاتهامات المنسوبة إليه، وتبين أنه يتمتع بصحة جيدة مكنته من الإجابة على أسئلة المحقق طوال جلسة التحقيق. ونسبت النيابة إلى مبارك تهمة العدوان على المال العام، في صورة تلقي هدايا باهظة الثمن من مؤسسة الأهرام، مستغلا في ذلك صفته كرئيس للبلاد في الحصول على الهدايا المخصصة للمنح في إطار الترويج الإعلاني للصحيفة. ولم يبد مبارك خلال التحقيقات رغبته في إجراء أية تسوية مادية نظير الهدايا التي حصل عليها، على عكس ما قام به عدد من المتهمين في القضية بالحصول على هدايا مماثلة من الأهرام، والذين كان عدد كبير منهم قد قام بسداد مبالغ مالية تساوي قيمة تلك الهدايا التي تلقوها. وأنكر مبارك خلال جلسة التحقيق كل الاتهامات المنسوبة إليه، وقال إنه لم يتسلم بشخصه أية هدايا عينية مطلقا من الأهرام، كما أن الجهات الرسمية ومؤسسة الرئاسة لم تتسلم هي الأخرى أية هدايا بالإنابة عنه. وكان المستشار مصطفى حسيني قد كلف المستشار محمد النجار -رئيس النيابة- بالانتقال إلى مستشفى المعادي العسكري للتحقيق مع مبارك، وانتقل النجار إلى مقر المستشفى وجرى التحقيق معه بحضور دفاعه. وأكد حسيني أن هذا النوع من جرائم الاستيلاء على المال العام لا يسقط بالتقادم، باعتباره من الجرائم المستمرة، مشيرا إلى أنه قرر تشكيل لجنة لحصر الهدايا التي تم الحصول عليها من مؤسسة الأهرام الصحفية دون وجه حق، خلال الفترة من العام 1984 وحتى عام 2006، وذلك تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنها. جدير بالذكر أن الرئيس السابق يقضي عقوبته بالسجن المؤبد، وذلك بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة بإدانته في جرائم قتل وإصابة المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، ويقبع مبارك الآن بمستشفى المعادي العسكري بعد تدهور صحته في الفترة الأخيرة وتقدمه في السن.