السلام عليكم إنتم ممكن تشوفوا الرسالة بتاعتي عادية، وبتحصل كتير؛ بس أنا من النوع الكتوم وما بحبش أحكي حاجة، ومعنى إني قررت أحكي إن أنا تعبت جدا، أنا كنت بحب بنت معايا في الجامعة؛ الغريب إني في الأول ما كنتش مشدود ليها خالص، اتكلمنا مع بعض وعجبتني، كانت طيبة. قعدنا سنتين، وخلال السنتين اتقدمت ليها واترفضت عشان الظروف المادية، وكان عندنا أمل بعد ما نخلص جامعة تحصل حاجة تغيّر اللي إحنا فيه، أنا كنت سابقها بسنة. وخلصت جامعة، وبعدها حسيت إن الموضوع ما فيهوش أمل، أنا لسه هابدأ من تحت الصفر، وهي قدي في السن، وكان لسه موضوع الجيش كانت حاجات كتير فيه، ده غير إحساسي بالذنب أني مخلّيها مستنياني، وفي الآخر قررت أسيبها. فات شهرين وعرفت إني مش داخل الجيش، وظهرت قدامي شغلانة بمرتب بسيط بصراحة؛ بس كان عندي أمل إنهم يوافقوا، اتصلت بيها وطلبت إننا نرجع بس لو أهلها وافقوا على خطوبة، قالت لي قبل أي حاجة أنا محتاجة أفكر، أنت تسيب وقت ما تحب وترجع وقت ما تحب، واتفقنا إنها هترد عليّ بعد الامتحانات، وكنت باتصل بيها اطمّن عليها، وفي مرة باتصل ردت عليّ وقالت لي إن فيه عريس متقدم وهو قريبي، وأهلي وفقوا عليه خلاص وعيطت، وقالت أنا حاولت بس هم رافضينك نهائيا، ومن يومها وأنا ما سمعتش صوتها تاني. المشكلة إنه فات حوالي 8 شهور باتلفت في الشوارع يمكن أشوفها بافتكر كلامها في أي موقف بيحصل، باحلم بيها، وحشتني جدا، خايف جدا إني أحب أي بنت لمجرد إني عايز أحب، أنا بارتاح لما باكلم بنت، وده ما كنش طبعي، أنا خجول جدا؛ بس اللي أنا فيه خلاني أعمل حاجات مش راضي عنها، أنا بجد تعبان، وخايف أتعب ناس معايا ما لهمش ذنب وشكرا. elbetar_poet
قد لا نستطيع أحيانا وضع حسابات دقيقة لخطواتنا على طريق المستقبل؛ مما قد يتسبب في ضياع أحلامنا من بين أيدينا دون أن ندري، وعندما نحاول إصلاح ما أفسدته أيدينا؛ فإن الوقت قد لا يمكّننا من هذا. ففي بعض الأحيان يكون القرار الذي توصلنا إليه خاطئا، وبالتالي فإن تبعاته تكون أكبر من تحملنا لها ومن قدرتنا على التعامل معها. ولكن شئنا أم أبينا؛ فلابد وأن نتحمل تبعات قرار اتخذناه بإرادتنا أو رغما عنا؛ فهو قرارنا ولابد وأن نكون على استعداد تام للتواصل مع نتائجه. صديقي: كان قرارك أنت وحدك عندما انسحبت من حياة فتاتك التي كانت على أتم استعداد لانتظارك عمرها كله إلى أن تتحسن ظروفك وتكون جديرا بالوقوف ببابها. وسواء كان انسحابك هذا من ميدان المعركة خوفا عليها من أن يطول انتظارها، أو عدم ثقة في قدراتك أن تسعفك لتحقق يوما ما تتمناه فتاتك، أو هو خوف من المستقبل والمجهول وتلك الرياح التي تأتي بما لا تشتهي السفن؛ فالنتيجة كانت في النهاية واحدة؛ أن تركت فتاتك وحدها وسرت من طريق آخر. فكان من حقها أن تمنح نفسها الوقت الكافي للتفكير عندما طلبت منها العودة بعد أن كاد جرحها أن يندمل وبعد أن قطعت في طريق النسيان شوطا كبيرا. وفي النهاية لم يكن أمامك إلا أن تحترم قرارها الذي ربما كانت مدفوعة إليه دفعا. والآن ليس أمامك؛ إلا أن تحاول التعايش مع حياتك كما هي الآن بشكلها الجديد وبدون تواجد فتاتك فيه، وأن تسير في طريق النسيان بخطوات جادة قبل أن تحاول الدخول في أي علاقة جديدة. عليك أن تقنع بأن الزواج قسمة ونصيب، وأن فتاتك ليست من نصيبك، وعليك أن تقنع كذلك بقوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}؛ فأنت لا تعرف إن كان في ارتباطك بها خير أم شر لك. فهي قد اختارت طريقها وعليها أن تسيره حتى النهاية، وأنت كذلك لابد وأن تقف مع نفسك وقفة جادة لتحدد أهدافك وتختار طريقا آخر تسير فيه بعيدا عن الدخول في علاقات غير جادة حتى لا تكون سببا في مزيد من الآلام لأخرى. حدد هدفك جيدا وحاول أن تسعى لتحقيقه بشكل واضح وبخطى واثقة على الطريق والأيام وحدها خير معين على النسيان واندمال الجراح.