دارت مواجهات شرسة حول نطاق المسجد الأقصى بعد أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل المسجد الأقصى وطالبت عشرات الفلسطينيين المعتكفين داخله بتسليم أنفسهم، واعتقلت أربعة من مواطني القدس بينهم المسؤول السابق لملف القدس بالسلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر. بقي العشرات من المصلين ووفقاً للجزيرة نت داخل الأقصى منذ مساء أمس خشية اقتحامه، وسط أنباء عن وجود مجموعات من المتطرفين اليهود عند باب المغاربة تستعد قوات الاحتلال لإدخالهم في مجموعات. وواصل الفلسطينيون اعتصامهم في المسجد الأقصى تحسبا لأي اقتحام إسرائيلي جديد؛ في وقت لوحت فيه أطراف فلسطينية بانتفاضة جديدة ردا على اقتحام الاحتلال للحرم القدسي الذي قوبل بتنديد عربي وفلسطيني واسع. وقال الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى ورئيس الحركة الإسلامية داخل إسرائيل: إن الفلسطينيين سيبقون في حالة استنفار في المسجد الأقصى طيلة الأيام المقبلة لصد أي اقتحام إسرائيلي على غرار ما حصل أمس الأحد. وشدد الشيخ رائد صلاح على ضرورة مواصلة ما سماه الرباط اليومي في المسجد الأقصى لحمايته من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي التي كان آخرها اقتحام أمس الذي أسفر عن إصابة 17 فلسطينيا بجروح واعتقال آخرين. وكان قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي حذر أمس من أن جماعات يهودية بدأت بحشد أنصارها في المستوطنات القريبة من القدس تمهيدا لاقتحام الأقصى اليوم الأحد بعد محاولة مشابهة الأسبوع الماضي. واعتبر قاضي القضاة أن "الجماعات اليهودية المتطرفة بدأت منذ صباح السبت بحشد أعداد كبيرة من أنصارها في المستوطنات المحيطة بمدينة القدس تمهيدا لاقتحامه ابتداء من اليوم الأحد حتى الخميس المقبل لمناسبة عيد العرش اليهودي". كما أشار إلى أن سلطات الاحتلال دفعت بالآلاف من عناصرها إلى البلدة القديمة ومحيط الأقصى، وعززت من قواتها على بواباته بهدف حماية الجماعات اليهودية "سعيا للاستفراد به لنسفه أو هدمه وتقويض بنيانه بعيدا عن أنظار العالم لتحقيق الأسطورة والحلم اليهودي بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه".