أسعار الذهب اليوم والسبائك وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات السبت 5 أكتوبر 2024    تعرف على أكثر 10 شركات تداولا بالبورصة خلال جلسات الأسبوع الماضي    أسرع قطارات السكة الحديد.. تعرف على مواعيد وأسعار قطار تالجو    «تايم لاين».. حزب الله يشن 23 هجوما على قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 24 ساعة    مجلس الوزراء الإسرائيلي يقرر الرد على الهجوم الإيراني    الدوري الألماني..ليفركوزن يواصل الدفاع عن اللقب أمام هولشتاين ويونيون برلين ضد دورتموند    جوميز يدرس تثبيت تشكيل الزمالك فى سوبر الإمارات    مدرب إسبانيا: أحمق من لا يهتم بفقدان استضافة المونديال    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    تشكيل الهلال ضد الأهلي في الدوري السعودي    درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 5/10/2024 في مصر    اليوم.. محاكمة إمام عاشور في الاعتداء على فرد أمن بالشيخ زايد    تعرف على مواعيد قطارات الصعيد على خطوط السكة الحديد    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    مجدي كامل: سعيد بمشاركتي بمهرجان ظفار المسرحي وحفل افتتاحه أبهرنا    "تم فرضهم عليه".. تصريحات صادمة من وكيل أحمد القندوسي بشأن أزمته مع الأهلي    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    عودة خدمات إنستاباي للعمل بعد إصلاح العطل الفني    فرص عمل وقرارات هامة في لقاء وزير العمل ونظيره القطري، تعرف عليها    رئيس شعبة الدواجن: مشكلة ارتفاع أسعار البيض ترجع إلى المغالاة في هامش الربح    جيش الاحتلال يوجه إنذارًا عاجلًا بإخلاء مبنى في شويفات الأمراء    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    حقيقة وفاة الإعلامي جورج قرداحي في الغارات الإسرائيلية على لبنان    موعد صرف أرباح شركات البترول 2024.. «اعرف هتقبض امتى»    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    عاجل - توقعات الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.. ومخاوف من ضرب مواقع نووية    عاجل - حقيقة تحديث « فيسبوك» الجديد.. هل يمكن فعلًا معرفة من زار بروفايلك؟    عمرو سلامة يختار أفضل 3 متسابقين في الأسبوع الخامس من برنامج «كاستنج»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    حرب أكتوبر.. أحد أبطال القوات الجوية: هاجمنا إسرائيل ب 225 طائرة    تحذير عاجل من التعليم للطلاب بشأن الغياب    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    الكشف ب 300 جنيه، القبض على طبيبة تدير عيادة جلدية داخل صيدلية في سوهاج    أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والبالغين وأسبابه    سبورتنج يضم لاعب الأهلي السابق    الحوار الوطني| يقتحم الملف الشائك بحيادية.. و«النقدي» ينهي أوجاع منظومة «الدعم»    لمدة 12 ساعة.. قطع المياه عن عدد من المناطق بالقاهرة اليوم    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    دعاء قبل صلاة الفجر لقضاء الحوائج.. ردده الآن    تناولتا مياة ملوثة.. الاشتباه في حالتي تسمم بأطفيح    اندلاع حريق داخل مصنع بالمرج    حبس تشكيل عصابي متخصص في سرقة أسلاك الكهرباء واللوحات المعدنيه بالأأقصر    البابا تواضروس الثاني يستقبل مسؤولة مؤسسة "light for Orphans"    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    معتز البطاوي: الأهلي لم يحول قندوسي للتحقيق.. ولا نمانع في حضوره جلسة الاستماع    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    الجيش الأمريكي: نفذنا 15 غارة جوية على أهداف مرتبطة بجماعة الحوثي اليمنية    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو سمير: هذه أسرار كواليس فيلم "ولاد العم"
نشر في بص وطل يوم 28 - 01 - 2010


أدار الندوة: محمد صلاح وشريف عبدالهادي
أعدها للنشر: شريف عبدالهادي

منذ زمن طويل اعتاد أطفالنا على استيراد شخصيات ديزني؛ ليتمكنوا من الضحك والتسلية دون الإصابة بالتخلف، والعته، وتأخر النمو، وغيرهم من الأمراض المستعصية والأعراض الجانبية التي كانت تصاحب مشاهدة الشخصيات الكارتونية المصنوعة في مصر.. إلا أن "الطفل" عمرو سمير عاطف لم يصدق أن ميكي وبطوط شخصيات أجنبية بعد أن اعتاد على سماعهم يتحدثون باللغة العربية.. لم يصدق "الأبلة" وهي تخبره أنهما مثل باقي الشخصيات الكارتونية جاءوا من أمريكا خصيصا بعد أن دفعنا دم قلبنا لشراء الملكية الفكرية بعد أن عجزت عقولنا وأفكارنا على صنع شخصيات مماثلة..

ومن هنا كانت البداية الأولى للتفكير في ابتكار شخصية كارتونية تحمل شعار "صنع في مصر"، ومضت الأيام ليكبر "الشاطر عمرو" ويكبر معه حلمه الذي كان يراوده منذ الطفولة، ومعه أحلام أخرى جاء بها من "دمياط" إلى القاهرة ليصبح عمرو سمير عاطف الأب الروحي لأنجح شخصية كارتونية، ومؤسس فن ال"سيت كوم" المصري، وصاحب أول عمل سينمائي مخابراتي يخرجنا من جلباب الأعمال الفنية التي اكتفت بمحاربة إسرائيل وقت "النكسة" و"العبور" إلى آفاق أوسع حيث الحرب الباردة في وقتنا الراهن رغم أنه "عصر السلام"!



عندما نحلّ العديد من أزماتنا الكارثية نبقى نفكر ننتج فيلماً مثل "هاري بوتر"
في زيارة خاصة لنا، وندوة نعتز بها، التقينا بعمرو سمير عاطف عن قرب، لتثار أفكار كثيرة، ووجهات نظر خاصة، مع شخص له منطقه المختلف وفكره المتميز.
من أول السطر
بماذا يحب عمرو سمير عاطف أن يقوله لجمهوره عن نفسه؟

منذ طفولتي وأنا أحلم بأن أكون مخرجاً سينمائياً، لكن مع مرحلة "الثانوي" قلت من الممكن أيضاً أن أصبح "سينارست"، وكانت لديّ أفكار كثيرة جداً كنت أدوّن تلخيصها أو نبذة عنها حتى أرجع إليها وقت الحاجة..

وفى مرحلة "الجامعة" اهتممت بدراسة اللغة الإنجليزية؛ لأني كنت أتمنى السفر للخارج لدراسة أصول "السينما"، بالإضافة إلى تعلم مهنة في الوقت نفسه؛ لأن الفن غير مضمون، لذا التحقت بكلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة المنصورة، والتي كانت موجودة بدمياط، وبعد الدراسة جئت إلى القاهرة وظللت حوالي 3 سنوات بلا عمل، ثم تم تعييني في التليفزيون بالصدفة -بفضل الله تعالى- وعملت مساعد مخرج ثم معدّ برامج، ثم بدأت أكتب للأطفال -حلم الطفولة القديم- وكان أول ما كتبت مسرحية بعنوان "السندباد والجزيرة المسحورة"، وتم الموافقة عليها رقابياً، ورحّب بها التليفزيون لكنها لم تنتج، حتى التقيت –بالمصادفة- بالدكتورة منى أبو النصر –رحمها الله– وكانت تعمل مسلسل "السندباد" وفي حاجة إلى تكملته، فسألتني: "تعرف تكمل المسلسل؟" فأجبتها: "نعم أستطيع"..

وبالفعل قمت بتحويل المسرحية إلى مجموعة حلقات في مسلسل "السندباد" وصلت إلى 11 حلقة، ثم تم تجميع هذه الحلقات في فيلم اسمه "السندباد" وحصل على حوالي 27 جائزة من مصر وأكثر من دولة..

بعد "السندباد" عملنا "بكار" الذي حقق نجاحاً ساحقاً بشكل غير متوقع، ومعه اكتشفت مفهوما جديدا اسمه "لعنة النجاح"، أو بمعنى أصح.. "إزاي الحاجة تستمر غصب عن الواحد"، فعندما فكّرنا في "بكار" كان هدفنا عمل فيلم مدته ثلث ساعة، فإذا به يستمر 10 سنوات لا أعمل فيها أي شيء في حياتي سوى كتابة "بكار"، وأصبحت أعّرف نفسي للناس بشكل كوميدي: "عمرو سمير عاطف.. مؤلف بكار".

ومتى نرى لدينا في مصر ما يسمى بال"Family Film" أو "فيلم العائلة" الذي يستغلّ نجاح الشخصيات الكارتونية مثل "بكار"، وهو ما حدث في أمريكا مثلاً مع "هارى بوتر"؟

(بسخرية مريرة): عندما نحلّ العديد من أزماتنا الكارثية، مثل أزمة المرور، والإسكان، والصحة، فنحن نأكل خضار وفاكهة مزروعين بمياه المجاري، وأمامنا وقت طويل عندما ننتج فيلماً مثل "هاري بوتر"!

هناك نقد تم توجيهه إلى "تامر وشوقية" حول عدم الاهتمام بتطويره والثبات على نفس الشكل؟

هذه النوعية من الأعمال لا تحمل وجهات نظر أو فلسفات خاصة؛ لأنها أعمال هدفها الأول والأخير هو التسلية، لأن ال"سيت كوم" سلعة استهلاكية، وكل المطلوب منا فيه -بالنسبة لمصر- ألا نخرج عن الآداب والتقاليد من منطلق اعتبارات دينية ومجتمعية، بينما العمل السينمائي مثلاً أو المسرحي قد يحمل وجهة نظر وفلسفة خاصة بغض النظر عن اتفاقك أو اختلافك معها، أما بالنسبة للخارج -حيث منشأ السيت كوم– فسنجد اختلافات وتفريعات، ما بين أعمال "سيت كوم" هدفها هو التسلية بشكل محض مثل "فريندز"، وأعمال أخرى ظهرت مؤخراً تحمل وجهات نظر بشرط أن يتم التجهيز لهذا وإعداد المشاهد لذلك من البداية مثل "Scrubs" و"Fraiser"، بينما هناك أعمال "سيت كوم" أخرى قد تشعر بالذنب لكونك شاهدتها مثل "Sienfield".

بماذا ترد على الاتهام باقتباس "تامر وشوقية" من أحداث المسلسل الأمريكي الشهير "دارما آند جريج" الذي استمر عرضه ما بين عامي 1997 و2002 في أمريكا؟

التشابه الوحيد بينهما أن البطل يعمل محاميا، وقد اخترت أن يكون محامياً لأني أعجبت بنجاح شخصية "ونيس" التي أدّاها الفنان الكبير محمد صبحي في "يوميات ونيس"، وقررت أن آخذ نموذجا ناجحا درامياً، وأقدّمه، لكن بطريقة مختلفة تماماً، كما أن باقي الشخصيات لا تتشابه، وأي تشابه هو من قبيل الصدفة، وليصدق من يصدق، وليكذب من يكذب، وإذا كنت أقتبس من أعمال أجنبية فانظروا إلى باقي أعمالي سواء "بكار"، و"راجل وست ستات"، و"العيادة"، و"بيت العيلة"، وفيلم "ولاد العم"، وأخبروني ما هي الأعمال الأصلية التي اقتبست منها.

وماذا عن "أحمد اتجوز منى"؟

"أحمد اتجوز منى" شاركت به كسينارست وليس ك"هيد رايتر Head writer" ولا ينطبق عليه مفهوم ال"سيت كوم"؛ لأنه "ميني كوميدي" أو "اسكتشات متصلة منفصلة تندرج تحت موضوع واحد"، وهو نوع مهم من الفنون نحتاج إليه في مصر مع الاهتمام ببعض التفاصيل الهامة من ديكور، وتكاليف إنتاجية، واختيار موضوعات ظريفة، والاعتماد على "كوميديانات كويسين"، فإذا حدث ذلك سيكون لدينا قنوات حلوة جداً ومسلية، فالتسلية ليست عيبا.

لاحظنا من كلامك أنك تهوى وضع الخطوط الرئيسية والشخصيات ثم تترك الآخرين يكملون ما بدأت فهل هذا ما تفضّله حالياً؟

في كل دول العالم هناك ما يُعرف بال"كرييتور Creator" أي الصانع الرئيسي، وهذا ما يناسبني حالياً، لأني أصبت بالإرهاق الشديد من كثرة ما كتبت وأشرفت، ووارد جداً أن أبتعد تماماً عن ال"سيت كوم" في الفترة القادمة.


الزميلين محمد صلاح وشريف عبدالهادي يحاوران الكاتب عمرو سمير عاطف
بحب السيما
في غمار كل هذا كانت عيني على السينما، لكنها كانت خطوة مؤجلة؛ لأني في حياتي بشكل عام أحب السيْر خطوة خطوة على مراحل؛ إذ إن القفزات حتماً ما تُحدث خللاً، لذا أرفض مثلاً أن أحصل فجأة على مبلغ كبير؛ لأن هذا بدوره قد يؤثر على شخصية الإنسان بطريقة تضره، وربما كانت وجهة نظري غير سليمة وربما كانت صحيحة، لكن في النهاية فأنا أرفض القفزات، ففكرة مثل "ستار أكاديمي" مثلاً محكوم عليها بالفشل؛ لأنهم حين يختارون شخصاً حتى يصبح نجماً، يجد نفسه فجأة وقد أصبح شخصاً مشهوراً، دون أن يمرّ بمشوار النجومية في مراحله السليمة التي يواجه فيها التحدي والفشل أكثر من مرة حتى يصل في النهاية لهدفه، وهذا بالفعل ما حدث مع كل نجوم "ستار أكاديمي"..

وكانت لديّ العديد من الأفكار التي كتبتها طوال مشواري في الكتابة وقبل حتى أن أحترف الكتابة، وكنت أعرضها على الأستاذ شريف عرفة باستمرار، إذ كنت أحاول من أول سنة عملت بها معه أن أشتغل معه في السينما، حتى جاءتني فكرة "ولاد العم" -منذ سنتين- وأنا في رحلة بمدينة "بورسعيد" حينما قلت فجأة لزوجتي ونحن في المركب: "على فكرة أنا ضابط مخابرات إسرائيلي"، ثم شعرت أنها فكرة جيدة تصلح أن تكون فيلماً، وعرضت الفكرة على أستاذ شريف فتحمس لها.

لماذا عرضتها على شريف عرفة تحديداً؟
لأن هناك كيمياء مشتركة بيننا، وآراء شبه واحدة في العديد من القضايا.

هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي حقّقه الفيلم خاصة وقد تم عرضه في موسم عيد الأضحى الذي لا يحظى برواج موسم الصيف بخلاف انتشار مرض إنفلونزا الخنازير؟

ليس من الضروري أن يصدُق حدْسك حول عمل فني، ووارد جداً أن يحدث العكس، فمثلاً عندما كتبت "بكار" كتبت بالتزامن معه مسلسل آخر اسمه "فريق الأصدقاء" –لا أعتقد أن أحداً سمع عنه- كنت على يقين تام بأنه سينجح نجاحاً ساحقاً، بينما لم أكن أتوقع نجاح "بكار"، لدرجة أني طلبت من د.منى أبو النصر أن ينزل "بكار" أولاً حتى لا يؤثر عليه نجاح "فريق الأصدقاء" المتوقع، فحدث العكس تماماً، لكن في حالة "ولاد العم" كنت على يقين تام أن الفيلم سيحقق نجاحاً ساحقاً -غصب عني- لأني كنت "حاسس بقيمة الفكرة وقيمة الموضوع طول الوقت"، حتى أني كنت أتوقع أن يتفق الناس على الفيلم بنسبة مائة بالمائة، بالطبع لم يتفقوا أجمعين، لكنه بفضل الله حقق الإيرادات المطلوبة والمتوقعة.

هل كان في ذهنك أبطال الفيلم وأنت تكتب السيناريو؟

في البداية كتبت المعالجة التي كانت طويلة وبها تفاصيل كثيرة، حتى أنها وصلت إلى حاجة وستين صفحة، فحدثت مفارقة غريبة أنه كلما أتى فنان ليقرأها يوافق على طول، البداية كانت مع أحمد السقا الذي عرض عليه دور "دانيال" اليهودي فوافق، ثم جاءت مني زكي وقرأت المعالجة فوافقت، وفي اليوم التالي جاء كريم عبد العزيز فقلت: "مش معقول يوافق"، فوافق، فتحمست جداً في كتابة السيناريو الذي كنت أعرف وأنا أكتبه من سيقوم بتجسيد شخصياته، ثم انشغل أحمد السقا بتصوير أفلام أخرى، وأصبح الدور من نصيب شريف منير.

تردّد قبل عرض الفيلم أن به مشاهد ساخنة بين مني زكي وكريم عبد العزيز رغم أن كريم أصلا لا يحب منى في الفيلم، وكل علاقته بها كضابط مخابرات ينقذها كمواطنة مصرية.. فهل هذه كانت دعاية أم شائعة أم ماذا؟

هناك ظاهرة في حياتنا تستدعي التوقف والتفكير الجاد فعلاً، وهي اتهام البعض للفن بأنه قذارة وسفالة وحرام، وبالتالي يكيلون الاتهامات للفنانين ع الفاضي والمليان، رغم أن الدين يفصّل في كل التفاصيل، ولا يجوز أن نعمّم الحرمانية بشكل عام، بشكل يدعو البعض على إطلاق تعليقات بها شتائم وبذاءات على شبكة الإنترنت ضد الفنانين بشكل مُطلق دون أن يحاسبوهم على أعمالهم، ودون حتى أن يشاهدوا أفلامهم، وفي إحدى المرات قرأت تعليقا يسبّ فنانة ويدعو الجميع بعدم دخول فيلمها بدعوى أنها غير محجبة!

الأمر يحتاج إلى حل ضروري وسريع، فقد شاهدت مؤخراً –على سبيل المثال– فتوى للشيخ محمد حسان يسأله أحدهم عن رأي الدين في العمل بالبنوك، وهل الراتب الذي يتقاضاه من الممكن اعتباره ربا، باعتبار أن معظم تعاملات البنوك ربوية، فقال الشيخ إن الفلوس التي تكسبها تعتبر مالا مختلطا بها الحلال والحرام، لذا عليك أن تخرج من أموالك صدقة حتى تطهرها، وهذا الرأي من رجل دين أنا شخصياً أحبه لكن البعض يتهمه بالتشدد، ورغم ذلك تميز رأيه بالعقلانية والرحمة، فإذا كان الدين بهذه السماحة، فلماذا نتشدد على أنفسنا؟!

بحكم تجربتك في كتابة فيلم عن المخابرات المصرية في الوقت الراهن.. هل المناخ يسمح بذلك أم واجهتك صعوبات تجعلك لا تتفاءل بالأمر؟

بالعكس.. المخابرات المصرية "ناس محترمة جداً"، وأعتقد أن من يجرّب أن يكتب فيلما عنهم "بشكل صحيح" سيجد تأييدهم وتشجيعهم.


عمرو سمير عاطف.. وصورة جماعية مع محرري الموقع
وماذا عما تردد حول تدخلهم في الفيلم ومحاولاتهم لإيقافه؟

كل ما حدث أنهم طلبوا الاطّلاع على السيناريو حتى يراجعوا تفاصيله؛ كي لا تعارض قواعد الأمن القومي، وهذا بدوره احتاج لبعض الوقت؛ لأن مراجعة الفيلم تتم عبر أكثر من مستوى في المخابرات، وعندما أعجبتهم الفكرة ساعدونا بشكل كبير حتى أنهم أبدوا بعض الملحوظات الهامة حول كيفية دخول إسرائيل، وغيرها من التفاصيل، بالإضافة إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية نفسها كانت لديها بعض الاعتراضات على بعض الجمل مثل تفخيم "دانيال – شريف منير" لدولة إسرائيل وتقليل شأن مصر كدولة بها وساطة ومحسوبية، فاقتنعت المخابرات بكلامه كيهودي صهيوني من المنطقي أن يقول هذا الكلام لزوجته حتى يقنعها بمنطقه، وذللت لنا مشاكلنا مع الرقابة!

جاءتنا بعض تعليقات القراء بأن اليهود الحاليين ليسوا أبناء عمومتنا كما يشير اسم الفيلم "ولاد العم"؟

الإشارة إلى أنهم "ولاد العم" كانت من قبيل السخرية ليس أكثر، فأي أبناء عمّ هؤلاء الذين يفعلون مع بعضهم ما يحدث بيننا؟ ولم أقصد المعنى الحرفي لعلاقة النسب التي تجمعنا بهم من الناحية الفرعونية لكوننا أولاد "حام" ابن "نوح" بينما هم أبناء "سام" ابن "نوح"، ولا علاقة النسب من الناحية الإسلامية لكوننا أبناء "إسماعيل" -عليه السلام- بينما هم أبناء "إسحاق" -عليه السلام.

هل تابعت ما قيل عن الفيلم في الصحف الإسرائيلية؟

قرأت مقال لمراسل إسرائيلي دخل الفيلم في مصر، وكتب عنه في إسرائيل ينتقد صناعه الذين اتّهموا الإسرائيليين بالعنصريين.

ماذا عن إتقان كريم عبد العزيز وشريف منير وانتصار للغة العبرية.. كيف فتم ذلك؟

تم بذل مجهود كبير مع الفنانين من أستاذ اللغة العبرية منصور عبد الوهاب الذي أعطاهم كورسات مكثفة، وبالفعل تم تتويج هذا المجهود بالنجاح.

كيف جاء التصوير بهذه الروعة بشكل جعلنا نشعر بالفعل أننا في إسرائيل؟

استعنّا بالعديد من الخرائط والصور التي تم أخذها من شبكة الإنترنت، وسمعت نقدا غريبا حول هذا، حينما قال بعضهم: "لقد بهرتنا بإسرائيل"، في حين أن المدينة التي صورنا بها هي مدينة "كيب تاون" في جنوب إفريقيا وهي بالفعل تشبه "تل أبيب" وكأنها صورة منها، وهناك مدينة مشابهة أيضاً في اليونان، وهناك على مستوى العالم حوالي 7 مدن بهذا الشكل، والمشكلة ليست في جمال "كيب تاون" أو "تل أبيب"؛ لأنهما مدينتان عاديتان جداً بل وتعتبران من مدن الدرجة الثالثة إذا ما قارنّاهما ب"لندن" أو "باريس" أو "جنيف" أو "موسكو"، والمشكلة الحقيقية هي أن "مدينتا هي اللي وحشة".

ما حقيقة الخلاف بينك وبين أحمد مكي؟

طلب مني أحمد مكي أن أكتب فيلمه الأول، وكان هناك توقيع بيني وبين المخرج شريف عرفة، وبالفعل قمت بكتابة حوالي 80 مشهدا من الفيلم وبذلت مجهودا كبيرا، لكن مكي صمّم بعدها أن يتم تنفيذ الفيلم عند منتج آخر، وبدون شريف عرفة، فلم أوافق لأن مكي كفنان كان على مشارف النجاح بعد دوره في "تامر وشوقية"، ولم يكن فارقاً معه المنتج الذي ينتج له فيلمه، أما أنا كمؤلف فكان عملي مع المنتج الذي ذهب إليه مكي فيه ضرر لي، ولم أفكر أن أبعد عن شريف عرفة، فلم يحدث اتفاق وضاع مجهودي فيما كتبت "ع الفاضي"، وبشكل عام فقد دخلت فيلم "طير إنت" وعجبني دور مكي وفنه الظريف، لكن لا توجد علاقة أو كلام حالي مع مكي.

مسلسل عمرو دياب
تابعنا جميعاً خبر إنتاج "جود نيوز" لمسلسل ضخم من بطولة المطرب عمرو دياب، من تأليفك وإخراج شريف عرفة، ثم فوجئنا بانسحاب شريف عرفة المفاجئ ثم انسحابك، فما الحقيقة وراء الانسحاب؟


أحب أوضح في الأول أن المسلسل لم يتم كتابته أصلاً حتى تكون هناك خلافات في وجهات النظر، وعمرو دياب شخص جميل وجلسنا معه وتحدثنا كثيراً، لكن المشكلة أننا بعد أن عقدنا جلسات عمل اتفقنا فيها أن يكون المسلسل أكشن، وبطله مطرب لكن اسمه ليس عمرو دياب، شعر أستاذ شريف عرفة بأن الإشراف على مسلسل طويل 30 حلقة سيكون أمراً شاقاً ومرهقاً فقرر الانسحاب، وشعرت مثله أن كتابة مسلسل 30 حلقة سيكون أمراً مرهقاً وصعباً فقررت الاعتذار بدوري، ثم حاولت "جود نيوز" أن تحل المشكلة بإسناد الإشراف لشريف عرفة بينما يعمل تحت منه مجموعة من المخرجين، وما زال الأمر طور النقاش ولم يُحسم بعد.

كيف تصبح سينارست
سؤال أخير نوجهه إليك باعتبارك أحد أشهر الكتاب الحاليين، وسأله أيضاً العديد من القراء.. ما هي الروشتة أو الخطوات التي تسير عليها حتى تصبح سينارست؟

بدأت الكتابة منذ أكثر من 15 سنة، ولم يكن وقتها هناك سينما في مصر، وكنا نحتاج إلى العديد من المقومات اللازمة لنهضة صناعة السينما، فكنت أكتب -كما ذكرت- أفكاري التي تأتيني وأحتفظ بها "على جنب"؛ لأن الأفكار هي رأسمالك كمؤلف، ثم المرحلة الثانية أن تبحث عمن هو في حاجة إليك، فليس من المنطقي ولا من المقبول أن تذهب مثلاً لفنان وتطلب منه أن يساعدك دون أن يكون لديك ما يفيده؛ لأنه مهما كانت إنسانياته عالية ويحب مساعدة الآخرين فسيكون هذا حتى حدّ معين ثم يتوقف، لذا من يريد أن يصبح سينارست عليه أن يقرأ كتاب "فن كتابة السيناريو"، ويقرأ العديد من السيناريوهات المكتوبة، ويبحث عن الأفكار الجديدة، ويعرف من الذي يحتاج إليها ويذهب إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.