لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير النادي الأهلي يتوقع تصدر فريقه قمة جدول الدوري منذ الأسبوع الأول، حتى السادس من بطولة الدوري العام التي توقفت مؤخرا. فقد وضعت جماهير الأهلي يديها على قلبها بعد رحيل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق، الذي حصد 19 بطولة مع الفريق الأحمر خلال ستة مواسم قضاها في تدريب الفريق، وعندما تولى حسام البدري -الرجل الثاني- بعد جوزيه مهمة تدريب الفريق منفردا ليجلس على مقعد الرجل الأول، كانت غالبية الجماهير الحمراء غير متفائلة بمستقبل فريقها في الموسم الجديد؛ لاسيما مع رحيل الهداف الأنجولي فلافيو، ثم النتائج السيئة في المباريات الودية التي خاضها الفريق أثناء فترة الإعداد، وبعد ذلك خسارة كأس السوبر المصري أمام حرس الحدود، لتصبح أحلام الجماهير الحمراء في مهب الريح؛ خصوصا في ظل الصفقات القوية التي عقدها المنافس التقليدي -الزمالك- بعودة ميدو وعمرو زكي. ومع انطلاق الدوري بدأت بصمات البدري تظهر بعد اكتمال الصفوف بالدوليين الذين غابوا عن فترة الإعداد؛ بينما بدأ الانهيار المبكر للزمالك، حتى اعتلى الفريق الأحمر قمة جدول الدوري، وظهرت اللمسة الجمالية على أداء الأهلي بعد اختفائها فترات طويلة، فالتقطت الجماهير الحمراء أنفاسها وتسربت الطمأنينة إلى قلوبها. "بص وطل" حاورت "الكوماندا" حسام البدري الرجل الأول في الأهلي لتتعرف منه على انطباعه حول الفترة التي قضاها في تدريب الفريق الأحمر حتى الآن.
أنا مش مخرج مسرحية علشان أنفذ طلبات الجمهور في البداية.. ما تقييمك لمهمتك مع الأهلي حتى الآن؟ الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد، فالفريق يتطور من مباراة لأخرى واللاعبون يستوعبون طريقة اللعب بمرور الوقت والنتائج تعبر عن ذلك. ما مدى وصولك إلى أهدافك في هذه المرحلة؟ أرى أنني حققت 40 أو 50 % من أهدافي مع الفريق حتى الآن، وهذا مقياس جيد بالنسبة للتوقيت؛ فالموسم مازال في بدايته. كيف ترى رد فعل الإعلام والجمهور؟ بصراحة أنا سعيد جدا برد فعل الإعلام والجمهور، فالإعلام يساندني والجمهور يشجعني، وهذا شعور طيب، وأحب الإشارة إلى أن مساندة الإعلام تعبر عن اقتناعهم بإمكاناتي، وليس من باب عطفهم عليّ؛ فقد استشعرت أنهم يريدون نجاح تجربة تولي مدرب مصري تدريب الأهلي، وأؤكد أنني لا أشيد بالإعلام كي أكسبهم في صفي، ولمست ذلك من خلال الإعلاميين والصحفيين الذين أتعامل معهم باستمرار، كما أن رد فعل الجمهور جميل جدا، ولا أنكر الدور الذي لعبه معي طوال الفترة الماضية، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع وأقود الأهلي لحصد البطولات. هل ترى أن المسئولية تزداد صعوبة بمرور الوقت؟ مهمة تدريب الأهلي ليست سهلة؛ فالأهلي أكبر فريق في مصر، وأي مدرب يتولى تدريبه؛ حتى لو كان أعظم مدرب في العالم سيجد صعوبة كبيرة؛ لأن الفريق مطالب بحصد البطولات دائما. كيف ترى انطباع الإعلام والجمهور بعد الهزائم التي تلقاها الأهلي في بداية الموسم؟ الناس كانت خايفة في الأول وهذا شعور طبيعي، وبصراحة كنت أشعر باندهاش عندما أتابع التعليقات أثناء توجد الفريق في ألمانيا لخوض فترة الإعداد بمجموعة من الناشئين، وكنت مضطرا لالتزام الصمت لأن الإعلام يكون في بعض الأحيان بعيداً عن المنطق. ما الهدف الذي كنت تسعى إليه عندما اعتمدت على طريقة 4/4/2؟ قبل أي شيء أحب التأكيد على أنني أحب جوزيه، وأحترمه كثيرا؛ لأنه مدرب عبقري، وساهم في تحقيق الانتصارات والإنجازات مع الفريق، وتعلمت منه الكثير، وعندما قمت بتغيير طريقة لعب الفريق لم يكن الهدف منه مجرد التغيير من أجل أن يقول الناس إنني غيرت كذا وكذا، أو أن أسعى للخروج من عباءة جوزيه؛ فقد قمت بالتغيير بتصرف نابع عن اقتناع تام لأنني كنت أرى صعوبة الاستمرار بالطريقة القديمة -3/5/2- وكان لابد من التغيير؛ فالخطيب لا شك أنه من أعظم نجوم الكرة في مصر والأهلي؛ لكن من الصعب أن يمارس الكرة حاليا. هل ترى أنك قادر على تحقيق إنجازات جوزيه؟ ولم لا؛ فقد كنت مساهما في تحقيق تلك البطولات؛ لكن من مقعد الرجل الثاني، وأتمنى تحقيقها من خلال جلوسي على مقعد الرجل الأول.
حسام البدري مع مراسل "بص وطل" الإعلام مقتنع بي لكن عنده حمى اسمها "فين الجدد" ما حكاية خوض المباريات الودية أثناء التوقفات؟ أرى أن خوض المباريات الودية أمر ضروري؛ لأنها متنفس للاعبين الذين لم يشاركوا في المباريات الرسمية؛ حيث يتم تجهيزهم ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم. ولماذا لم تكن المباريات الودية موجود أيام جوزيه؟ يجيب البدري بدبلوماسية: كانت الظروف في بعض الأحيان غير مناسبة، والتوقفات كثيرة؛ لكن أوقاتها قليلة. هل كنت تقترح على جوزيه خوض مباريات ودية؟ كنت أقترح عليه، لكن قراراتي وأنا رجل ثانٍ تختلف تماما عندما أكون الرجل الأول. ما سبب تجاهلك لمعظم اللاعبين الجدد؟ يرتفع صوت البدري ويرد: الإعلام عنده حمى متكررة اسمها اللاعبين الجدد؛ فأي مدرب لديه لاعبون جدد، ومش معنى إن فيهم لاعب كويس إنه هيشارك على طول، ومش معنى إني جبت لاعب جديد إنه لازم يلعب على طول؛ فلست مخرجا لمسرحية كي أنفذ طلبات الجمهور. وما سر معاملتك السيئة للاعب محمد خلف وسحبه من الملعب مرتين بعد مشاركته بدقائق قليلة؟ أعرف كيفية معاملة اللاعب المتواجد في الفريق، وعندما سحبت محمد خلف من الملعب في مباراتي الإنتاج الحربي والرباط كان ذلك لمصلحة الفريق؛ لأن خلف انضم للأهلي على أساس أنه ليبرو، ولأنني لا ألعب بليبرو أحاول تجربة خلف في مركز لاعب وسط الملعب المدافع، وعليه التأقلم مع هذا المركز، وإلا فلن يكون له مكان في الفريق. هل حدث تغيير في سياستك مع اللاعبين بعد توليك منصب المدير الفني؟ علاقتي خارج الملعب لم تختلف؛ لكن داخله الوضع تغير كثيرا، فعندما كنت مدربا عاما ومديرا للكرة كان من الممكن أن أتعامل مع اللاعبين بهدوء؛ فعلى سبيل المثال كنت أتحدث كثيرا مع أي لاعب غاضب من الجهاز الفني بسبب عدم مشاركته في المباريات؛ لكن بعدما أصبحت المدير الفني الأمور تغيرت، وأصبحت هناك خطوط حمراء مع اللاعبين، والتعليمات لابد أن تنفذ، وربما أتحدث مع أي لاعب غاضب مرة واحدة فقط، أطلب منه خلالها عمل بعض الأشياء التي تنقصه ليكون جديرا بدخول التشكيل الأساسي، لكن بعد ذلك لا أتحدث معه مطلقا عندما لا ينفذ تعليماتي، فاللاعب الذي يحتاج كلام كتير يبقى مش بتاع كورة. هل كان اعتمادك على أحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمى مغامرة؟ لم تكن مغامرة؛ فأي لاعب بدأ مسيرة كرة القدم كان صغيرا وليس لديه خبرات؛ لكن بمرور الوقت يكتسب الخبرة، وأرى أن عادل يسير بخطى ثابتة مع الفريق حتى الآن. ولماذا أخرجت أمير عبد الحميد من حساباتك؟ أمير لم يكن موفقا في بعض الأوقات، وطلب عدم المشاركة، وكان قد اشتكى من الإصابة بكدمة منذ فترة وجيزة، ولذلك لم يشارك في بعض المباريات الودية. هل من الممكن أن تضم حارساً جديداً في يناير المقبل؟ لن أتردد في ضم أي حارس للفريق إذا سمحت الظروف، فمركز حراسة المرمى في الفريق يحتاج إلى تدعيم. هل صحيح أن الأهلي يفاوض محمد صبحي؟ كل ما يمكن أقوله: إن صبحي حارس جيد، وهو من الذين نفكر في التعاقد معهم؛ لاسيما أن الظروف تسمح بذلك، فعقده سينتهي مع الإسماعيلي هذا الموسم. كيف ترى عودة متعب وبلال وفضل للفريق؟ هم إضافة هجومية قوية، وسيتم تجهيزهما خلال فترة توقف الدوري، وسأعتمد على الأفضل من بينهم؛ لأن الملعب هو الفيصل في الاختيار، واللاعب الجاهز سيفرض نفسه. هل من الممكن ضم عناصر جديدة في يناير المقبل؟ وارد جدا؛ فالفريق به مكان شاغر في القائمة، فإذا توافر أمامنا حارس مرمى جيد سنتعاقد معه، أو لاعب خط وسط مهاجم. في النهاية.. لماذا لا تحضر المؤتمرات الصحفية عقب المباريات؟ ظروف خروجي من التوتر والشد العصبي أثناء المباريات يمنعني من حضور المؤتمرات الصحفية؛ خاصة أن بعض الصحفيين قد يكون لهم أسئلة في غير محلها.