إياك أن تعتقد في أن كل الأحكام من الجائز أن تطلقها بشكل عام.. كأن تقول: منتخب الكاميرون لا يقهر مثلا، أو أن الأمريكان وحوش، أو أن اليهود كلهم ملاعين.. أبدا ففي كل شعب أو طائفة أو حزب الحلو والسيئ، البخس والغالي.. الملاك والشيطان.. العاقل والمجنون.. وهذا ما توقفت معه هذا الأسبوع عندما قرأت تصريحات لاثنين من الجزائر.. الأول ظهر في كلامه العقلانية والتفكير والاحترام.. والثاني ظل كما هو يسكب الزيت على النار حتى يستطيع أن يعيش ويشم رائحة لحوم البشر وهي تشوى لينتعش بها ويحيا كما يحلو له. في الأولى انظروا كيف رأى اللاعب الجزائري الدولي السابق محمود قندوز الذي فتح النار على منتخب بلاده الذي تأهل إلى الدور ربع النهائي، مؤكداً على وجود شبهة تواطؤ بين "الخضر" وأنجولا البلد المستضيف لمنافسات البطولة من أجل التأهل سوياً لربع النهائي بالتعادل مع الجزائر سلباً في الجولة الثالثة للمجموعة الأولى، وذلك في الوقت الذي فازت فيه مالي على مالاوي بثلاثة أهداف لهدف، الأمر الذي حسم التأهل لأنجولا و"الخضر" على الترتيب، وأطاح بالأخيرتين إلى خارج المنافسات مبكراً. وقال لاعب الجزائر السابق في تصريحات لصحيفة "الهداف الجزائرية" إنها مباراة للنسيان.. ما حدث أمر مخزٍ بعدما رفض المنتخبين اللعب، خاصة في الدقائق العشرين الأخيرة، وكأنهما رضيا بنتيجة التعادل، وأخشى أن يشاهد لاعبو مالي المباراة، فيقفون على أن فريقنا لم يلعب في وقت كانوا يخوضون هم فيه مباراة مالاوي بكل قوة وشرف". وأضاف: "أتساءل ماذا سيقول المدرب ستيف كيشي (المدير الفني لمالي) عندما يشاهد المباراة مع لاعبيه.. المنتخبان لم يلعبا تماماً وتأهلنا غير مشرف.. من غير المعقول أن ينتظر فريق متأهل للمونديال نتيجة مالاوي لكي يصعد للدور الثاني في إفريقيا.. كنت أفضّل أن نلعب جيداً وننهزم بدلاً من أن نتأهل بتلك الطريقة". شوفوا الراجل محترم إزاي، ولا يزال يحترم الرياضة، والروح الرياضية، واللعب النظيف، ومبادئ الحر الخالي من أي توجهات وأغراض ومصالح. أما النوع التاني قال إيه.. السيد المحترم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة. تحدانا نحن المصريين في حديث نشرته "الشروق" الجزائرية الأربعاء 20-1-2010 بقوله "على المصريين أن يتجاوزوا عقبة منافسهم في الدور المقبل ثم يتحدثون عن مواجهتنا المحتملة في نصف النهائي". ولم يكتف بحديثه في جريدة الشروق فتحدث في جريدة "النهار" الجزائرية تحت عنوان لها ب" قادمون يا آل فرعون"- وكأننا كفاراً، ولكن هؤلاء ليسوا كل الجزائريين كما قلنا. وعاد روراوة للهجوم علينا قائلا: "المصريون لن يتوقفوا عن بكائهم المستمر إلا صبيحة يوم مباراتنا الأولى في المونديال أمام سلوفينيا، هنالك فقط ستصيبهم الصدمة الجديدة". وفي رده على نداءات زاهر لدعمه بالأنصار وتهجمه على الجزائر قال روراوة "يجب إعطاء الوقت للصبي كي يستفيق من البكاء"، متهماً إياهم بالغيرة من تأهل "الأخضر" إلى المونديال. ونفى روراوة اتهامات وجهت للجزائريين والأنجوليين بالتواطؤ على التعادل ليصعدا معا على حساب مالي التي تقدمت باحتجاج رسمي للكاف (الاتحاد الإفريقي لكرة القدم).