وصف موقع ديبكا الإلكتروني العبري -قريب الصلة من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية- نجاح طائرة بدون طيار من التوغل بعمق في الأجواء الإسرائيلية يوم السبت الماضي بأنه بمثابة فشل استخباراتي واستراتيجي إسرائيلي من الدرجة الأولى، وأن هذه الواقعة كشفت أن الجيش الإسرائيلي لا يتمتع بالجاهزية والاستعداد لمواجهة أي هجوم مباغت على إسرائيل بالرغم من جميع التدريبات والمناورات التي يقوم بها. وكشف موقع ديبكا أن هذه الطائرة بدون طيار كانت عبارة عن مروحية كبيرة تمكّنت من التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي بحرية على مدار نصف ساعة كاملة، وقامت بالتقاط جميع شفرات وأكواد الموجات الإلكترونية الإسرائيلية والأمريكية، التي تستخدمها المنظومات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية في إسرائيل، ومن ثم قامت بإرسالها إلى موقع مراقبة إلكتروني إيراني، لم يتم التوصل إلى موقعه بالضبط، في الوقت الذي لم يقم أي عنصر عسكري أو سياسي إسرائيلي بإصدار أوامر بإسقاطها، مما يمثل فشلاً عسكرياً واستخباراتياً كبيراً. ويتساءل موقع ديبكا: ماذا كان سيفعل القادة العسكريون الإسرائيليون في حال ما إذا كانت هذه المروحية مزودة بأسلحة، ونفّذت قصفاً على مدينة بئر السبع؟ وأكد الموقع الإسرائيلي أن هذه المروحية نجحت في التحليق بعرض الأجواء الإسرائيلية، ومرت فوق جميع منظومات القوات الإسرائيلية في الجنوب، وفوق مدينة بئر السبع، وفوق قاعدة نفاتيم الجوية العسكرية، ومن ثم اتجهت إلى جنوب الخليل، وتمكّنت خلال هذه الرحلة التي استمرت قرابة نصف الساعة من التقاط البصمات الإلكترونية الخاصة بمنظومات الدفاع الجوي في مفاعل ديمونة النووي ومواقع عسكرية أخرى في الجنوب، علاوة على البصمات والشفرات الإلكترونية الخاصة بمحطة الرادار الأمريكية المتطورة X-band المنصوبة في النقب؛ للتوصل إلى ثغرات إلكترونية بها، وهي المحطة التي تمثّل -مع نظيرتها المنصوبة في جنوب تركيا- الأعين الأمامية لمنظومة الدفاع الأمريكي الإسرائيلي المشترك المضادة للصواريخ الباليسية الإيرانية. ويعترف موقع ديبكا بأن إيران تمكنت أمس (السبت) من تنفيذ الخطوة الأولى من ضربتها الوقائية ضد إسرائيل، فالجيش الإسرائيلي لم يتوقع أن تتوغل مروحية بدون طيار إلى داخل الأجواء الإسرائيلية، ولم يعرف كيف يتعامل معها أثناء تحليقها هناك، ولم يتمكن القادة الإسرائيليون طوال ثلاثين دقيقة من اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد على هذه الهجمة. وهنا يكشف موقع ديبكا أن ما دار في سماء إسرائيل يوم السبت كان بمثابة أول حرب "سايبر" مباشرة تتم بين إسرائيل وإيران، ففي البداية تم اتخاذ قرار بمحاولة السيطرة على هذه الطائرة إلكترونياً وإنزالها إلى الأرض سليمة؛ للتعرف على هويتها، إلا أن الجيش الإسرائيلي اكتشف أن هذا الأمر ليس بالسهل، ففي مرحلة ما تمكّنت المنظومات الإسرائيلية من السيطرة على موجات الطائرة والتحكم في مسارها وتوجيهها كما تشاء، ولكن في غضون لحظات تمكّن الإيرانيون من إعادة سيطرتهم وتحكمهم في الطائرة، وأعادوا توجيهها إلى المسار المخطط له سلفاً، وبعد نصف ساعة كاملة أيقن بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- وإيهود باراك -وزير دفاعه- أنه لا يمكن السيطرة على هذه المروحية عبر الوسائل الإلكترونية، والعمل على هبوطها سليمة، فقاما باتخاذ قرار وأصدرا أمرا بإسقاطها. وهذه الواقعة تذكّرنا بالهجوم الذي نفّذه حزب الله اللبناني على سفينة الصواريخ الإسرائيلية "حانيت" في الرابع عشر من يوليو 2006 خلال حرب لبنان الثانية، حيث تمكّن حزب الله من وقف عمل أجهزة الرادار ومنظومات الحماية الإلكترونية لهذه السفينة، رغم أنها كانت تعمل في ذلك الوقت، ثم فوجئت السفينة بهجوم بصواريخ إيرانية نفذه حزب الله، مما شكل حينها صدمة ومفاجأة للقيادات الإسرائيلية.