أفادت الأنباء الواردة من تركيا بأن القوات التركية ببلدة "أقتشة قلعة" -التي سقطت عليها قذيفتا هاون أمس (الأربعاء)- ما زالت تواصل منذ الليلة الماضية قصفها المدفعي للعديد من الأهداف العسكرية السورية، والتي انطلق منها القصف، وذلك بعد أن رصدتها رادارات الجيش التركي. وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية أن القصف التركي جاء وفقا لقواعد الاشتباك والقوانين الدولية. وسُمع دوي انفجارات في الجانب السوري -حسب شهود عيان- الذين قالوا إن سماء منطقة "تل أبيض" التابعة لمحافظة الرقة السورية، استهدفتها القنابل الضوئية أثناء عملية القصف؛ وذلك وفقا لما ورد بوكالة الأناضول للأنباء. وقال فاروق تشاليك -وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي- في تصريحات له: "لن نعطي الفرصة، ولن نسمح لأي من كان أن يختبر صبرنا"، مبينا أن بلاده معنية بحماية أرواح مواطنيها. وأضاف الوزير: "علينا أن نمنع حدوث أي تطور في الأوضاع، من شأنه إثارة مواطنينا، وجر البلاد إلى وضع صعب وخطير". وأشار تشاليك إلى أن البلدة التي استهدفها القصف المدفعي، تقع عند خط التماس مع سوريا، وهي تابعة لمحافظة "شانلي أورفا"، جنوب شرق البلاد، وعلى مسافة قريبة من بلدة "تل أبيض". وأوضح أن منطقة تل أبيض السورية، تشهد قصفا مدفعيا كثيفا، من قبل القوات الموالية لنظام بشار الأسد منذ فترة، مشيرا إلى أن القذائف والشظايا كانت تتطاير، وتصل بلدة "أقتشة قلعة" بالجانب التركي، قبل ذلك عدة مرات، الأمر الذي استلزم توجيه عدة تحذيرات سابقة للنظام السوري. وأكد تشاليك أن الفترة الماضية لم تشهد أى خسائر في الأرواح، لكن من المؤسف أن هذه المرة شهدت سقوط 5 ضحايا؛ وذلك على حد وصفه. وتابع قائلا: "لن نقبل أي عذر بخصوص هذا الحادث من الجانب السوري، وذلك لأن مدى القذائف المدفعية معروف، وعندما تشتعل ويتم إطلاقها يتضح إلى أي جهة تتجه، لا سيما وأن المسافة التي أطلقت منها القذائف تتراوح ما بين 13 و15 كم، مما يؤكد أنه ليس قصفا عشوائيا"، مطالبا بضرورة توضيح حقيقة ذلك الهجوم غير المبرر. يذكر أن الوزير سيتوجه صباح اليوم إلى بلدة "أقتشة قلعة"، ليشارك هو ونواب البرلمان عن محافظة "شانلي أورفة" في تشييع جنازة ضحايا الهجوم، ثم يزور الجرحى في المستشفى.