السلام عليكم اسمحوا لي أبدأ في الموضوع على طول، علشان أنا مش عارف أفكر في أي مقدمات. أنا شاب عندي 28 سنة غير متزوج وأخلاقي على حسب كلام أصحابي كويسة جدا، لكن في الحقيقة أنا شايف نفسي مش كده، وباعمل حاجات غلط أكيد هما مش بيشفوها. أنا كنت مرتبط بواحدة زميلة ليّ في الشغل، وبعد قراءة الفاتحة وقبل الخطوبة الموضوع اتفشكل؛ أنا كنت معتقد أن أنا بحبها لكن لما قربت منها ماقدرتش أحبها لكن بدأت أنفر منها تماما، ولما الموضوع انتهى هي حاولت معايا كتير جدا جدا لمدة خمس شهور علشان نرجع لبعض، لكن أنا ماقدرتش وهي اتجرحت جرح عميق قوي، أنا نفسي مش قادر أسامح نفسي عليه. كل ده مش هو المشكلة اللي أنا فيها، لأن مشكلتي إني شربت من نفس الكأس اللي هي شربت منها، أنا اتعرفت على واحدة تانية معايا في الشغل وأعجبت بيها، وصارحتها بإعجابي ده بس ماخدتش أي خطوة تانية غير كده خوفا من إن يحصل زي ما حصل قبل كده. المهم الموضوع بدأ يزيد جوايا بشكل كبير جدا، على الرغم إن إحنا مافيش بيننا كلام لكن كان عندي أمل، من أسبوعين واحد من أصحابي اللي يعرف الموضوع وهو في الأصل قريب منها وكان بيحاول يقنعها بيّ بدون ما أطلب منه، صاحبي ده قال لي إنه بيتكلم معاها على الإنترنت وإنها صارحته بإنها بتحبه وهو قال لي إنه واخد الموضوع لعب، لكن بعد كده جه وقال لي إنه هو كمان بيحبها، والنهارده قال لي إنهم اتفقوا على كل حاجة، هيكلم أهلها ويروح يتقدم، أنا اتصدمت وقلت له روح اتقدم وربنا يكتب لك اللي فيه الخير. أنا من الصدمة مش حاسس بأي حاجة إطلاقا، وكمان نفسي إن ربنا يسعد صاحبي ده ونفسي أشوفها هي كمان فرحانة، أنا أصلا عندي مشكلة ممكن تكون مرض نفسي.. إن أنا صعب أرتاح لبنت؛ أول ما باعرف بنت بادور فيها على أي عيب يخليني أعمل حاجز نفسي بيني وبينها، لكن مع البنت دي أنا ماعرفتش أعمل الحاجز النفسي ده، وعلشان كده مشاعري كبرت قوي ليها. أنا صاحبي ده متزوج وعنده ولد وبنت، وأنا أتمنى له السعادة مهما كانت، المهم يكون سعيد ومبسوط، لكن أنا مش عارف أعمل إيه في نفسي، وحاسس إن ده عقاب رباني على الجرح اللي عملته في زميلتي اللي كنت مرتبط بيها. أنا راضي بقضاء ربنا والحمد لله، لأنه مهما كان قاسي فهو بالتأكيد قضاء رحيم، الحمد لله الحمد لله الحمد لله، أنا بس عايز أعرف أتصرف إزاي، وإزاي أموت الصدمة والجرح العميق جدا جدا اللي جوايا؟ ويا ترى لو اتغيرت الظروف وجت الفرصة بعد كده إني أرتبط بيها يا ترى آخد الخطوة دي ولا لأ؟ شكرا وجزاكم الله خيرا.
m_a
غريب هو أمرك يا صديقي العزيز.. ما دمت شخّصت حالتك من البداية وتعرف أنك تعاني من مشكلة ما تجعلك تضع حاجزا نفسيا بينك وبين أي فتاة ترتبط بها، فلماذا إذن أقدمت على الارتباط بتلك الفتاة المسكينة التي أحبتك وحاولت على مدار أشهر خمسة كاملة أن تستعيدك، ولكنك كنت قد قضيت في الأمر من البداية؟! قلوب الناس إنما هي جواهر ماس غالية، يجب عليك قبل أن تفكر في إخراج أي ماسة من مكانها حتى تستحوذ عليها، أن تكون متأكدا من أنك لن تفلتها من بين يديك وتوقعها فتكسرها، ثم تأتي كي تبرر لنفسك ما فعلت قائلا: أصلي مابعرفش أشيل الحاجات دي. على أي حال لا مجال للحديث فيما كان، ولكن يجب أن نتعلم دروسا مستفادة مما سلف، بأن نحرص على مشاعر من يحبّوننا ولا ندمّرها لمجرد أننا لا نحبهم بنفس القدر. أما صديقك الذي هبط عليك كالنسر الجائع من السماء والتهم فتاتك التي كنت تحلم بها، فلا أجد كلمة مناسبة تصفه حق الوصف؛ لقد خان علنا وفي وضح النهار كل المبادئ والقواعد التي أرسيت منذ زمن بين الأصدقاء، ومن بينها عدم التفكير -مجرد التفكير- في فتاة يحبها صديقي والعكس.. أما هو فقد فكّر وخطط وتكلم ونفذ وسيتزوج! أي صديق هذا؟! كيف انتقيته لنفسك رفيقا وأمينا وكاتم أسرار حتى احتال على أسرارك وسرقها؟! أعتقد أن كلمة صديق التي أوردتها في عبارتك سقطت سهوا ويجب تصحيحها على الفور. أما أنت فيجب عليك أن تحاول أن تناول قلبك مسكنات النسيان، حتى يتحمل وقع هذه الصدمة، ستعاني لبعض الوقت وستحزن لبعض الوقت ولكن الله رحيم؛ سيداويك وينسيك ما حدث لك، ولكن يجب عليك أن تساعد نفسك حتى يساعدك الله، وأولى خطوات العلاج أن تنسى هذه الفتاة نهائيا، حتى لو باتت حرة نفسها وانفك الرباط الذي يجمعها وصديقك، هي خطوة لا بد من تنفيذها، خصوصا وقد لمحت الأمل في عودة اللقاء يلمع من بين حروف تساؤلاتك "لو اتغيرت الظروف وجت الفرصة بعد كدة إني أرتبط بيها آخد الخطوة دي ولا لأ؟"، الإجابة لا تحتاج الاستعانة بصديق.. لا وألف لا. أخيرا وليس آخرا يجب عليك أن تتخلص من هذا الإحساس القهري الذي يدفعك إلى بناء ذاك الحاجز النفسي بين أي فتاة تطرق أبواب قلبك، من خلال التعرف على أسباب إقدامك على هذا التصرّف أهو خجل؟ أم هو انعدام ثقة بالنفس؟ أهو حب قديم؟ أم أين تكمن المشكلة؟ يجب أن تحدد سبب المشكلة كما حددت المشكلة، وأيا كان السبب فهو لا يستحق أن تعيش راهبا في دنياك تأنف كل من يقترب من قلبك مخاطبا ودّه، لأنك بهذا الشكل تعاند سنّة الحياة.