أ ش أ أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر تتمتع بموارد هائلة من موقع وشواطئ وبحار ومعادن، وأهمها الموارد البشرية، ولكنها تحتاج إلى التنظيم وحسن الإدارة حتى تثمر نهضة حقيقية ترفع من شأن هذا الوطن. وقال الرئيس مرسي في مستهل لقائه بأعضاء الجالية المصرية في إيطاليا مساء اليوم (الجمعة): أحييكم تحية خالصة من قلبي، وأنقل إليكم كل مشاعر الحب والاعتزاز من وطنكم مصر وأهاليكم، وكنت أتمنى أن يكون هذا اللقاء أكبر من هذا العدد عشر مرات، ويبدو أن الوقت كان ضيقا أو أن السفارة لم تفهم الرسالة، ولكني أعبّر عن حبي لكم ولكل أبناء الجالية، وسأحرص في المرات القادمة على أن يكون اللقاء موسعا؛ لأنني أريد أن أتحدث إليكم بقلب مفتوح وأقدركم جميعا، وأنتم تعلمون طبيعة الوطن الذي تقيمون فيه سواء كنتم طلابا أو عاملين أو مقيمين من الجيل الأول أو الثاني. وأضاف مرسي في كلمته أمام الجالية المصرية في إيطاليا: "إنني أعلم جيدًا أن إيطاليا من الدول التي فيها مناخ جيد لنشأة جالية مصرية قد تصل إلى مائتي ألف، وكلمة الغربة ليس لها المدلول القديم، وأصبحت الوسائل الآن أكثر تيسيرًا للتواصل والسفر، ولكن يبقى الحب والحنين للوطن الأول ولا يعرف الشوق إلا من يكابده، وأنا سعيد بهذا اللقاء، وأرجو أن تنقلوا اعتذاري لكل من لم يستطع أن يحضر"، وطالب البعض بأن يكون اللقاء المقبل موسعا في ميلانو. وقام أعضاء الجالية المصرية من النوبيين بتوجيه تحية خاصة للرئيس محمد مرسي، فقال لهم: "إنني اهتم بأهل النوبة اهتماما شديدا، ولكن الأمور تحتاج لبعض الوقت حتى يتسنى دراسة الموضوع بالتفصيل". وعن إدارة الدولة، قال مرسي إن لدينا عزما على الفصل بين السلطات، ولا بد من إرساء مبدأ تداول السلطة، وما تفرزه الانتخابات يجب أن يُحترم، وإن مسألة تداول السلطة يجب أن تكون حاليًا من مسئولية رئيس الجمهورية حتى ننفذ إرادة الشعب، وأكثر ما يحتاجه المجال السياسي هو المزيد من الصبر. واختتم الرئيس مرسي كلمته قائلا: إننا نريد أن يكون هذا الوطن قويا وجميلا، أريد أن أقول لكم إن كل الأبواب مفتوحة والأفكار مطروحة، وأرحب بكم جميعا، وأدعو الله أن يوفقكم جميعا.
ودار خلال اللقاء حوار بين الرئيس مرسي وعدد من أعضاء الجالية المصرية في إيطاليا، حيث أشار البعض إلى وجود مشاكل بين عدد من الشباب الذين تنقطع صلتهم بالوطن حتى يصل إلى سن الثلاثين للإعفاء من التجنيد، وآخر يشكو من اتهام السلطات الإيطالية له بالإرهاب، بينما آثار البعض قضية المعاشات للمقيمين في الخارج والشكوى من الإعلام الذي يقلق الاستثمارات، وأنه مع الحريات ولكن دون الأكاذيب، وآخر طرح اقتراح افتتاح بنك مصري في ميلانو؛ للمساعدة في ضخّ التحويلات المالية إلى مصر، بينما طالب البعض بإنشاء جامعة مصرية حتى في أوروبا، ومن بين المطالب الأخرى الاهتمام بالشباب الذي وُلد في إيطاليا، وبناء مساجد في جنوا وسافونا. وعلّق الرئيس محمد مرسي قائلا: "كل ما قلتموه من مشكلات أستشعرها"، وكلّف سفير مصر بإيطاليا بأن كل ما قيل في هذا اللقاء يدوّنه ويرسله إلى وزارة الخارجية في القاهرة.