ترى عناصر إسرائيلية أن العام الحالي شهد توترا في العلاقات العسكرية بين واشنطن وتل أبيب بشكل لم يحدث من قبل على مدار العلاقات بين الدولتين؛ حيث أصبحت تل أبيب تستشعر أنها بعد نشوب ثورات الربيع العربي والتغيّرات الإقليمية والدولية لم يعد الكيان الصهيوني هو فتى واشنطن المدلل مثلما كان على مرّ العقود الماضية. وذَكَرت صحيفة معاريف في عددها الصادر صباح أمس (الأحد) تحت عنوان "توتر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية" أن المناورة العسكرية المشتركة (أوستير شالنج 12) التي كان من المقرر لها أن تكون أضخم مناورة عسكرية بين الدولتين لن تكون كذلك، وذلك بعد أن قرّرت الإدارة الأمريكية تخفيض عدد الجنود الأمريكيين المشاركين بها من 5000 جندي أمريكي إلى 1500 جندي فقط، كما تم تحديد منظومات الدفاع الجوي التي كان من المقرر المشاركة بها وإرسال سفينة حربية أمريكية واحدة بدلا من سفينتين. في المقابل ذكر موقع ديبكا -القريب من المؤسسات الاستخباراتية الإسرائيلية- أن الولاياتالمتحدة لن تقوم بتزويد إسرائيل بالسلاح، ولن تُوفّر لها مظلة عسكرية لحمايتها من الصواريخ في حال قيام إسرائيل بشنّ هجوم على المواقع النووية الإيرانية، ويؤكد الموقع الإسرائيلي أن تصريحات كبار القيادات العسكرية الأمريكية تؤكد أن واشنطن قررت التخلّي عن تل أبيب، وتركها بفردها في الساحة تواجه أي صدام عسكري محتمل؛ خصوصا إذا ما نتج عن هجومها على إيران نشوب حرب إقليمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط، وهنا يشير موقع ديبكا إلى أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يترك فيها رئيس أمريكي إسرائيل بمفردها ويتخلّى عن الوقوف إلى جانبها، رغم أن الرئيس أوباما يستعدّ لخوض انتخابات رئاسية تتطلب حشد دعم اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة بجانبه. في سياق متصل؛ حذّر القاضي الإسرائيلي المتقاعد فينوجراد -الذي ترأس لجنة التحقيق بشأن أسباب الهزيمة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية- من شنّ هجوم على إيران سيكون له تداعيات كارثية اقتصادية ومادية على إسرائيل، وسيُعرّض مستقبل الكيان الصهيوني بأكمله للخطر. وأكّد فينوجراد -في حديث له مع راديو الجيش الإسرائيلي- أن جميع القادة العسكريين الإسرائيليين يرفضون شنّ مثل هذا الهجوم على إيران لعلمهم بخطورته العسكرية، علاوة على معارضة واشنطن لهذه الخطوة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يُصمّمان على شنّ هذا الهجوم.