ربنا فرض الصوم وفرض الصلاة.. قال عن الصلاة: "أول ما يحاسب عليه المرء الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله".. وقال عن الصوم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. وجعل كليهما من أركان الإسلام الخمس: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا". العجيب أنك تجد في رمضان بعض الناس يصومون ولكنهم يمتنعون عن الصلاة، وكأنهم -والعياذ بالله- يطيعون ربا ويعصون آخر.. أليس الله الواحد الذي أمر بالصوم هو الذي أمر بالصلاة؟! فلماذا نختار نحن حسب أهوائنا ما نفعله وما لا نفعله؟! الراجح من أقوال الفقهاء أن الصوم عبادة والصلاة عبادة، وترك الصلاة لا يبطل الصيام، ولكن في النهاية ماذا حققنا من وراء الصوم من غير امتثال وطاعة لله في كل العبادات بل في أهم العبادات وهي الصلاة؟! إن هذا الصوم لا يحقق الغاية التي فرضه الله لأجلها، ألا وهي تحقيق التقوى في نفس المسلم.. أليس الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لعلكم تتقون.. فأي تقوى تكون في قلب من يرفض أن يقبل على ربه ويسجد بين يديه.. ثم يدعي أنه صائم لله؟!