طلبت المعارضة السورية من الولاياتالمتحدة تزويدها بالسلاح "لإظهار الرغبة في التخلّص من نظام بشار الأسد"؛ داعيةً إياها أن تتخلّص من مخاوفها تجاه الإسلاميين الموجودين بصفوف المعارضة. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد أبلغت عن قادة في الجيش السوري الحر قولهم إن مقاتلي المعارضة "يحتاجون إلى أسلحة، كالصواريخ المضادة للدبابات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الأسد في إخماد الانتفاضة، ويمكن للولايات المتحدة أن تقدّم أسلحة لأجنحة من المعارضة تقبلها واشنطن بدرجة أكثر من الإسلاميين"؛ وذلك حسب ما ذَكَرت BBC. وأشار المعارضون إلى أن "الإسلاميين يُمثّلون أحد المكوّنات الأكثر تأثيرا ضمن مقاتلي المعارضة، وأن على واشنطن أن تعرف أنهم يختلفون كثيرا عن الجهاديين على النمط الأفغاني، رغم تبنّيهم رؤية محافظة للإسلام". وقال فواز تللو -المعارض السوري- إن الولاياتالمتحدة تملك عملاء استخبارات على الأراضي السورية، وتستطيع من خلال حسن الإدارة أن تسلّم السلاح للأشخاص المناسبين، لكنها في البداية عليها أن تشير بشكل واضح إلى رغبتها في إنهاء الدولة الأمنية في سوريا وليس فقط التخلّص من حُكم بشار الأسد. وكانت المعارضة قد أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تعارض تزويدهم بالسلاح؛ حيث إن المعارضة "تفتقر إلى القيادة الموحدة، وبسبب مخاوف من إمكانية وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي الإسلاميين". وقال مهيمن الرميض الطائي -عضو جبهة ثوار سوريا- إن الولاياتالمتحدة "لا تدرك أن المقاتلين الإسلاميين من بين أكثر المقاتلين تأثيرا في سوريا، وأنهم ليسوا متشدّدين ولا جهاديين بالمفهوم الأفغاني، وأن السوريين بطبيعتهم مسلمون محافظون، لكنهم ليسوا متشددين". يأتي هذا على خلفية سقوط 91 قتيلا برصاص الجيش النظامي السوري أمس (الأحد) في ريف دمشق؛ حيث قصفت طائرات الهليكوبتر مدن مسرابا وحمورية وعربين ومديرا في ريف دمشق، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه مجموعة من الثوار تشكيل فصيل جديد للمقاومة تحت اسم "المقداد بن عمرو". يُذكَر أن سوريا تشهد منذ منتصف مارس 2011 احتجاجات واسعة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد، وتقابلها الحكومة السورية بالرد المسلح، وهو ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين، وتتهم الحكومة في ذلك جماعات مسلحة خارجية بينما تحمّل المعارضة الجيش السوري النظامي المسئولية كاملة.