أ ش أ رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن الثورة المصرية المتعثرة الخطى اتخذت منحى دراميا جديدا بعد الحكم الصادر ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته بالسجن المؤبد، مشيرة إلى أن النشوة الأولية السريعة بهذا الحكم التاريخي وهو الأول ضد حاكم عربي تحوّلت وبسرعة إلى تشوّش والْتباس، وبعد ذلك إلى حنق شديد خرج معه المصريون إلى الشوارع مع سماع تفاصيل وحيثيات الحكم. وذكرت الصحيفة في تعليق لها اليوم (الأحد) أن الحكم يجعل الباب مفتوحا أمام محامي مبارك للاستئناف عليه، ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن الحكم انتصار للنظام البائد، ويبعث بإشارة على أنه ما زال يحكم بقبضته على البلاد. وأردفت الصحيفة تقول إن الحكم يدل على أن النظام عازم على قطع رؤوسه ورميها إلى الكلاب؛ من أجل الاحتفاظ بباقي الجسد. وروت الصحيفة أنه بمجرد إكمال القاضي أحمد رفعت لتلاوة الحكم تحوّل الصمت والهدوء داخل قاعة المحاكمة في أكاديمية الشرطة إلى اشتباكات داخل القاعة، وردد المحامون الغاضبون هتافات: "الشعب يريد تطهير القضاء"، وخارج المحكمة اشتبك المتظاهرون ضد مبارك وأسر شهداء الثورة مع أنصار مبارك وقوات الأمن المركزي. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين خارج المحكمة قوله: "هذا ليس حكما.. مبارك رجل ميّت على أي حال.. لكن الآخرين ينبغي إعدامهم عشرات المرات.. دماء شبابنا رخيصة.. ينبغي علينا العودة إلى بيتنا الروحي.. ميدان التحرير". وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت أمس (السبت) أن الحكم ضد مبارك فشل في إنهاء ثقافة إفلات مسئولي الشرطة من العقاب والساسة المذنبين في قضايا الانتهاكات الحقوقية.