تجددت الاضطرابات في أنحاء تونس خلال الساعات القليلة الماضية، بعد قيام شاب بإشعال النار في نفسه، في ولاية "توزر"، فيما شهدت ولاية "المنستير" إضراباً عاماً، بينما دخل عدد من الأهالي في اعتصام مفتوح بولاية "سيدي بوزيد"، التي شهدت انطلاق الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي. ونقل موقع CNN العربية عن وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات" أن بلدية ولاية "توزر"، غربي تونس أغلقت أبوابها أمس (الإثنين) كما غادر موظفو وعمال مركز الولاية، تحسبًا لتطورات واحتجاجات محتملة، إثر وفاة شاب أقدم على حرق نفسه، مما أدى إلى حدوث أعمال شغب وعنف. وأشارت إلى أن الشاب -الذي لم تفصح عن اسمه بينما عرفته وسائل إعلام أخرى باسم علي المرزوقي- كان يستغل أرضاً فلاحية دولية بواحة "مراح الصوار"، منذ يناير من العام 2011، وكان يطالب مع مجموعة من أصدقائه، بإسنادهم هذه الأرض الفلاحية. وأضافت أن مجموعة من الشبان، المتعاطفين مع الشاب الذي توفى متأثرًا بحروقه، حاولوا حرق واحة "مراح الصوار"، خلال الليلة الماضية، إلى جانب محاولة إغلاق الطريق المؤدية إلى مطار توزر الدولي، صباح اليوم، وفق ما أفاد به مصدر أمني من منطقة الحرس الوطني بتوزر. إلى ذلك، شهدت مدينة "الساحلين" بولاية "المنستير"، غلق عدد من المؤسسات الاقتصادية؛ تنفيذاً للدعوة إلى "إضراب عام"، احتجاجاً على عدم تلبية مطالب الأهالي في التشغيل والتنمية، كما تم تنظيم مسيرة سلمية، شارك فيها عدد من أهالي المدينة، وناشطون في المجتمع المدني. أما ولاية "سيدي بوزيد" -التي كانت نقطة انطلاق الثورة على نظام بن علي بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه أواخر عام 2010- فقد شهدت هي الأخرى اعتصامًا مفتوحًا لعدد من "أهالي شهداء وجرحى الثورة"، بحسب "وات"، التي أشارت إلى أن الأهالي قاموا بنصب خيمة أمام مقر الولاية. وطالب الأهالي السلطات المحلية والجهوية ب"الاستجابة لعدد من مطالبهم، المتعلقة أساسًا بمنحهم بطاقات العلاج والنقل الرسمية، لا الوقتية، إلى جانب تمتيعهم بالتعويضات النهائية"، وأكدوا دخولهم في اعتصام مفتوح، حتى تتم الاستجابة إلى مطالبهم.