أ ش أ أكّد النائب محمد أنور السادات -رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب- أن حصار وزارة الدفاع ومحاولة اقتحامها وإهانة الجيش خط أحمر يجب أن تقف كل القوى الوطنية والسياسية ضد تجاوزه. وقال السادات -في تصريح صحفي اليوم (الإثنين)- إن وزارة الدفاع تُمثّل رمزا لمصر وهي المؤسسة الوحيدة الباقية المتماسكة، وهي عامود الخيمة إذا انكسر انهارت الخيمة على رؤوس الجميع. وأضاف أننا نعيش معا أياما مؤلمة وأوقات عصيبة ومرحلة خطيرة في تاريخ مصر، وعلى ما يبدو أنه مع اقتراب انتخابات الرئاسة تبرز معالم خطة مرسومة بإحكام لترويج الفتنة، وإراقة دماء المصريين، ومحاولة منع مصر من الوصول للاستقرار، وهو ما يتسبّب كل يوم في مقتل أبرياء من المدنيين ورجال الجيش. وشدّد السادات على أن "أحداث العباسية وما شهدناه بأعيننا أمام وزارة الدفاع أصابنا جميعا بالأسى والألم؛ لأننا ودون قصد نمنح بأيدينا الفرصة للبلطجية والخارجين على القانون أن يعبثوا بأمن الوطن ويعيثوا بالفساد كيفما شاءوا على حساب الضحايا من المصريين الشرفاء". وأوضح أن أحدا لا يستطيع أن يُنكر أن التظاهر السلمي حقّ مشروع، وأن حرية الرأي مكفولة للجميع، ويجب عدم المساس بها ما دامنا نلتزم بضوابطها وقواعدها المعروفةن أما أن تحاول قلة دفع الأمور في اتجاه مواجهة بين الشعب المصري وجيشه أو التعدّي على مؤسسات الدولة؛ فهذا ما لا ينبغي السكوت عليه أو قبوله بأي شكل من الأشكال. وأردف: "وحسنا فعل جيشنا المصري حين احتوى الأزمة بهذا الشكل ليس عن ضعف، ولكنه تعامل بأقصى قدر من الحنكة وضبط النفس والخوف على أرواح المصريين وبما تمليه عليه مسئوليته الوطنية والتاريخية". وأشار السادات إلى أن أي مصري حقيقي لن تدفعه وطنيته مهما حدث لأن يحمل سلاحا أو يشهر سلاحا ناريا أو يقذف بالحجارة أو غيرها في وجه قواته المسلحة، وأن ما حدث أمام وزارة الدفاع ومقر القوات المسلحة هو سابقة لا مثيل لها في تاريخ البشرية، ولم تحدث قط في أي مكان في العالم، وما هي إلا فتنة ومحاولة لجرّ البلاد إلى حرب أهلية. وبين أن "استدراج واستفزاز القوات المسلحة لن يحدث، ولن نتحوّل إلى سوريا مهما حدث؛ فالقانون وشرف الجندية والعسكرية يلزم جميع رجال القوات المسلحة بالدفاع عن مصر وعن وزارة الدفاع وجميع المنشآت التابعة للجيش؛ باعتبارها رمزا لشرف العسكرية وهيبة الدولة، ومن حقّنا أن نتعارض مع المجلس العسكري في بعض وجهات نظره ونخالفه الرأي، وقد شهدت الفترة السابقة تراجع المجلس عن بعض قراراته رضوخا للقوى السياسية في الشارع المصري، لكن ليس لنا أن نحرق وزارة الدفاع أو نهين جيشنا لمجرد خلافنا مع المجلس العسكري". ووجّه السادات تحية حب وتقدير وعرفان لكل شهدائنا من القوات المسلحة والمدنيين منذ بدء أحداث العباسية ووزارة الدفاع، وقال إنه على المجلس العسكري الإفصاح عن الجهات التي تقف وراء تلك الأحداث والكشف عن المعتدين والمخربين ومحاسبتهم فورا؛ باعتبار ذلك ضرورة تقتضيها مصلحة الوطن وإشهار عصا القانون القوية في وجه كل المعتدين والمجترئين على وزارة الدفاع للحدّ من تلك الفوضى والعبث الذي يتنافى مع أصول وضوابط التظاهر السلمي.