في الوقت الذي انطلقت فيه المناورات العسكرية الإيرانية الكبيرة أمس الأحد، وبعد كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن بناء طهران لمفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم؛ فإن كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أولت الاهتمام بهذا القضية، وأفردت لها مساحات كبيرة وخاصة، وانتشرت التقارير والتحليلات بغزارة، وكأن إيران ستضرب تل أبيب غدا، أو أن البرنامج النووي الإيراني موجه بشكل خاص لإسرائيل! بيد أنه في ظل كثرة هذه الكتابات والتحليلات وخروج البرامج السياسية التليفزيونية للتعريف والزعم بخطورة البرنامج النووي الإيراني، وتستر طهران عن مفاعلات نووية جديدة وسرية؛ لم تعر أي وسيلة إعلامية إسرائيلية الاهتمام بكيفية التصدي الإيراني لاحتمال قيام ضربة عسكرية إسرائيلية - غربية مشتركة على المنشآت النووية الإيرانية، أو كيفية مواجهة طهران لاحتمال فرض عقوبات قاسية عليها، باستثناء شبكة ديبكا القريبة الصلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
فقد نشرت الشبكة تقريرا مهما السبت قالت فيه: إن إيران استعدت جيدا لفرض مثل هذه العقوبات الاقتصادية، والتي ستؤثر بالسلب على الشارع الإيراني؛ حيث أتمت طهران خططها لمواجهة نقص البنزين، ومشتقات البترول بالتعاون مع كل من الصين وسوريا وماليزيا وفنزويلا والهند؛ حيث أكدت إن إيران وقّعت مع فنزويلا على اتفاق يقضي بإقامة مصافي نفط عملاقة في سوريا بقيمة 1.5 مليار دولار، والتي تهدف إلى توفير 140 ألف برميل نفط يوميا؛ حيث تشترك فنزويلا بنسبة 33 % من مصافي النفط، وكل من إيران وسوريا بنسبة 26 % لكل واحدة منهما، وماليزيا بنسبة 15 %، كما أن الصين قد قدمت اعتراضها على فرض عقوبات صارمة على إيران؛ فضلا عن أن شركات النفط الصينية الصغيرة، وغير المعروفة أو المشهورة عالميا ستزود طهران بمشتقات البترول عبر طرف ثالث -من المحتمل أن تكون سنغافورة- وهي المشتقات التي لم تنجح في استخراجها الحكومة الإيرانية حتى الآن؛ ما جعلها "ورقة تين"، أو ورقة جيدة سيستغلها الغرب وإسرائيل، لمنع تصدير البنزين لإيران! وذكرت الشبكة الإسرائيلية في معرض تقريرها: أن شركة Zhuhai Zhenrong Corp, الصينية الصغيرة ستقوم بنشاط بترولي موسع في سنغافورة، وستبرم صفقات لتصدير مشتقات البترول، وخاصة البنزين إلى إيران عبر سنغافورة، كما أن شركة Vitol السويسرية، وشركة Reliance الهندية المعروفة، ستقومان بتوفير طرق مناسبة لتصدير البنزين إلى طهران أيضا، بناء على طلب سابق من الحكومة الإيرانية؛ ما يعني أن الرئيس محمود أحمدي نجاد، ورفاقه يعلمون جيدا أن الغرب سيطبق عليهم عقوبات قاسية ومجحفة. في حين أردفت الشبكة القول بأن الصين وفرنسا اعترضتا من قبل على منع تصدير البنزين إلى إيران لأنه سيؤثر على المواطن الإيراني في المقام الأول، وليس على الحكومة الإيرانية نفسها؛ ما سيدفع الإدارة الأمريكية إلى تجنيد دول وقوى كبرى وشركات نفط عالمية، وخاصة شركات آسيوية بالانضمام إليها في فرض عقوبات صارمة على تصدير البنزين إلى إيران! من المعروف أن فنزويلا وسوريا والصين يمدون إيران بمشتقات البترول وخاصة البنزين، وتحديدا فنزويلا، باعتبارها إحدى الدول البترولية الكبرى في القارة الأمريكية الجنوبية والعالم؛ فضلا عن التحالف المشترك بين الطرفين؛ لكن عمدت الحكومة الإيرانية مؤخرا إلى توسيع دائرة الدول المساعدة في توريد البنزين إليها؛ خاصة الهند والتي ترتبط بعلاقات قوية مع طهران، وكذلك ماليزيا.