دكتور محمد فوزي كان ثالث مرشح رسمي قد تقدّم بأوراقه فعليا للانتخابات الرئاسية كمرشح عن حزب الجيل الديمقراطي، ومن أول المرشحين الذين أعلنوا عن البرنامج الانتخابي، ورغم هذا فإن القليل جدا مَن يعرفونه أو حتى يحاولون أن يتعرفوا عليه، فعدد محبي صفحته على فيسبوك لا يتعدى 125 ألف شخص؛ ومع ذلك يواجه تحدي الرئاسة بثقة كبيرة تعتمد على "القاعدة الشعبية العريضة" -كما يحب أن يسميها- والتي بناها خلال عمله في عدة محافظات كرجل قانون ومحامٍ، له خلفية بوليسية تعتبر عائقا آخر في سباقه الرئاسي؛ نظرا للعلاقة المتوترة بين الشعب والداخلية، ولكنه موجود ونجا من الاستبعاد من القائمة الأخيرة، وما زال ينافس على الرئاسة بثبات. هو الدكتور محمد فوزي عيسى من مواليد شهر يناير عام 1945 ولد وتربى في قرية هلا التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس، ودبلوم العلوم الشرطية من كلية الشرطة.
بدأ حياته العملية كضابط بقسم عابدين، ثم بمباحث القاهرة، ثم بمركز شرطة نجع حمادي، ثم مأمورا لقسم شرطة عتاقة، ثم لقسم شرطة السويس لمدة اقتربت من سبع سنوات متتالية، ثم تمّ انتدابه للعمل بالحكم المحلي رئيسا لحي الأربعين بالسويس، ثم رئيسا لمركز ومدينة سمالوط بالمنيا، ثم رئيسا لمركز ومدينة إدفو بأسوان، وفور حصوله على درجة الدكتوراه في القانون في عام 1994 تقدّم باستقالته وبدأ عمله كمحام، وكان عمره وقتها حوالي 49 عاما، وفي بداية عمله في المحاماة كان أستاذا زائرا بجامعتي عين شمس والزقازيق؛ ولكنه تفرغ تماما للمحاماة بعد ذلك.
لم يكن شرطيا ولكنه كان "قيادة اجتماعية" هكذا يبرر الدكتور محمد فوزي في معظم لقاءاته وأحاديثه -التي يدور أغلبها على قنوات فضائية غير ذائعة الصيت- أن كونه ضابط شرطة سابق في ظلّ الأزمة المتفاقمة بين الشعب والشرطة لا يمنع ترشحه للرئاسة؛ بل وإيمان الناس به ومساندتهم له.
ويوضح ذلك على موقعه الرسمي وفي أكثر من لقاء تليفزيوني قائلا: "في بداية عملي في الشرطة منذ عام 1964 وحتى نهايات السبعينيات وأوائل الثمانينيات.. كانت هناك مدرسة سائدة في مفهوم الأداء المتميز لعمل الشرطة.. وكان مدى تميز الضابط الذي يعمل في مجال الأمن العام يُقاس بمدى نجاحه في أن يكون "قيادة اجتماعية" في المنطقة التي يعمل بها".
مضيفا أن أعيان البلاد وغيرهم كانوا يترددون على مراكز وأقسام الشرطة لزيارة ودّية للمأمور أو رئيس المباحث أو رئيس النقطة، ونظرا للأداء الاجتماعي لهذا أو ذاك؛ فإن الحديث بلا حواجز نفسية كان يوفر للضابط كمًّا هائلا من المعلومات ليس فقط الجنائية ولكن أيضا الاجتماعية.
أما الآن فإننا نرى أقسام الشرطة وقد أحاطت بها السدادات وكأن العاملين بداخلها غير راغبين في زيارة أحد للقسم أو المركز.. فانقطع سيل المعلومات الذي كان يتدفق من أصدقاء إلى أصدقاء.. وأصبح البديل عند وقوع حادث هو القبض العشوائي وغير القانوني والتعذيب والاعتداء وصولا إلى معلومات قد لا تكون صحيحة.
ويكمل عيسى تعريف نفسه بقوله إنه: "من ناحية أخرى فإن ما أشرتُ إليه في البرنامج من "الأداء الإيجابي والاجتماعي لعمل الشرطة" أعنيه تماما، وهو يقوم على تعامل إنساني واحترام متبادل بين الطرفين لا يتعارض أبدا مع تطبيق القانون بكل حسم على من هو خارج على القانون، ومع الاستمرار في معاملته كإنسان، ومن لا يقبل ذلك من الضباط أو من لا يستطيع أن يجمع بين تطبيق القانون بحسم والتعامل الإنساني المهذب مع الجميع؛ فإنه لا يكون أبدا ضابطا ناجحا؛ ولذلك فإن المشكلة حاليا لا تكْمُن كما يتردّد الحديث عن إعادة هيكلة الشرطة؛ ولكن الحديث يجب أن يكون عن إعادة مفهوم الأداء الإيجابي والاجتماعي لرجل الشرطة".
ويؤكد عيسى أن أي حديث ليس عن استبدال جهاز بآخر؛ ولكن عن استبدال "شكل لممارسة وأداء العمل" بشكل آخر.. وهو أمر أخلاقي قانوني يجب على من يتفهمه من قيادات الشرطة أن يغرسه في عقول رجال الشرطة؛ حتى يعود الحال إلى ما كان عليه.
لا صيت ولا غنى المرشح الدكتور محمد فوزي يعاني قلة الإمكانيات في حملته الانتخابية، دون مساندة.. ودون دعاية حقيقية.. ودون صيت أو انتشار إعلامي، ورغم ذلك يظهر أكثر من مرة على شاشة قناة "الخليجية"؛ ليؤكد أن تقدمه للترشح معتمدا على الله سبحانه وتعالى، ثم على قاعدة شعبية ممتدة في عدة محافظات عمل بها.. ولو لم يكن واثقا من حب ممتد حتى الآن لما تجرّأ على هذه الخطوة.
ويبقى السؤال عندما تتابع حملة الدكتور محمد فوزي.. هل ما يفعله هذا الرجل حقيقي؟ أم هو مجرد دعاية لشخصه؟ هل هو أحد الكوادر الفلولية؟ وهل حزب الجيل الديمقراطي الذي أنشأ منذ سنوات عديدة في ظل نظام مبارك كان مجرد واجهة صنعها النظام ليثبت وجود إصلاحات ديمقراطية، وهو في الحقيقة ليس سوى خيال مآتة لحزب وليس حزبا فعليا؟
وهل يلعب دكتور محمد فوزي دور الكومبارس في مسرحية الانتخابات كما أملى عليه المخرج؟ أم إنه يلعبه لصالح نفسه كمحامٍ رأى في الترشح إعلانا مجانيا؟ أم هو يؤمن فعليا بأن بإمكانه كما كان رئيس مدينة أن يكون رئيس جمهورية مصر العربية؟؟
الغريب أنه يحفظ دوره جيدا ويردّد نفس الكلمات في معظم الأوقات، ونادرا ما تجده خارجا عن النص أو حتى تلقائيا أو منفعلا أو متوترا.. فهل هذا دليل قوة أم ضعف؟ اكتشف بنفسك!
************** لمعرفة آخر أخبار الحملة على الإنترنت *لمتابعة د. محمد فوزي عيسى على الموقع الرسمي *ولمتابعتة على فيسبوك