مشكلتي باختصار هي إني مرتبط بواحدة بسم الله ما شاء الله قمة في الأدب والجمال والأخلاق، وبحبها جدا وهي بتحبني جدا برضه.. المهم إني شفت واحدة جميلة في الجامعة فأعجبت بيها، وطلع فيه ناس كتير معجبة بيها، وبتتكلم مع ناس، ومع العلم إنها مخطوبة؛ بس مصاحبة صبيان كتير، ومعاهم أرقام موبايلات بعض وكده. المهم أنا مش عارف إيه سبب إعجابي بيها، وأنا أصلا مرتبط، وعارف إني غلط.. بس المشكلة مش عارف أعمل إيه بجد؛ ده غير كمان اللي أنا معجب بيها دي، رغم كمان إنها مخطوبة، وطلع صاحبي كمان مغرم بيها.
بجد مش عارف أعمل إيه؟؟ مع العلم إن اللي أنا مرتبط بيها أحسن منها في حاجات كتير؛ بس أنا مش عارف أفكر أعمل إيه أفيدوني.
e_abc
هدّئ من روعك يا صديقي، ورفقا بنفسك، ما ذكرته ليس بالجُرم الذي تتخيله فهو أمر طبيعي يمر به كل من يحمل دبلة فضية بيمينه.
دعنا نحلل ما أنت فيه بعيد عن التهويل والمبالغة أو التتفيه والتقليل من أهمية الأمر، لقد ذكرت في مبتدأ حديثك أنك تحب خطيبتك حبا جما، وهذه حقيقة راسخة لا جدال فيها، ثم تابعت ذلك بقولك إنك معجب بفتاة أخرى في الجامعة.. وهنا لنا وقفة.
ما هو الفرق بين الحب والإعجاب؟! الحب إحساس ثابت لا يتغير، أما الإعجاب فهو حالة مزمنة تزول بزوال السبب.. الحب صعب والإعجاب سهل.. الحب يتطلّب مشاعر سامية تتجمع في نفس صاحبها على مدار وقت ليس بقليل، ويساعد في ترسيخ هذه المشاعر أمور وعوامل عدة لا بد وأن تتوافر فيمن تحبها؛ ومنها ذلك الإحساس الإلهي الطبيعي بالحب "كده لله في لله"، ثم قدر لا بأس به من الجمال، ثم قدر كبير من الأخلاق، ثم حسن التصرف، ثم المظهر والملبس، ثم الأهل في بعض الأحيان.
أما الإعجاب فلا يشترط فيه توافر كل هذه العناصر، فهو قد يحدث لجمال البنت فقط، أو لبسها فقط، أو طريقة كلامها فقط، أو أخلاقها فقط.
لقد أكدت في معرض كلامك أن كثيرا ممن تعرفهم في الجامعة تعلّقوا بها أو لنقل -كي تكتمل الدقة- أعجبوا بها، فهل يعني ذلك أن جميعهم أحبوها؟ بالطبع لا، لقد أحبوا فقط ذلك الشيء المتميز بها، وكذلك فعلت أنت، ربما أحببت شكلها أو لبسها أو طريقة كلامها؛ ولكنك لم تحبها هي لشخصها وذاتها، لم يطرق قلبك ذاك الإحساس السامي بحب هذه الفتاة، ورغبتك الراسخة في إمضاء ما تبقى من عمرك بصحبتها، ما حدث لك معها قد يحدث مع أي فتاة عابرة في الطريق أو المترو أو الشارع، هو إحساس عرضي لا يدوم، ومعرض له أي شخص، ولا ينال ذلك من حبك وإخلاصك لحبيبتك وأنت في النهاية "إنسان".
ولكن هل معنى ذلك أن تستمر في إعجابك؟!! بالطبع لا أنصح بذلك؛ لأن التمادي في الإعجاب قد يتحول مع الوقت لإحساس زائف بالحب، وهنا تكمن الخطورة، فهذا الإحساس السالف سيدفعك دون قصد أو وعي إلى المقارنة المستمرة بينها وبين خطيبتك، وهي مقارنة ربما لا تكون في مصلحتها؛ لأنك لا تضع في كفتها مشاعر الحب والعِشرة التي لا تصلح للمقارنة مع عناصر الجمال أو الملبس أو طريقة الكلام التي تتوافر لدى الفتاة الأخرى، وبالتالي فأنت تقارن نقطة قوتها الصارخة بنقطة ضعف خطيبتك الصارخة، متجاهلا كل نقاط القوة الأخرى التي تمتلكها.. طب والحل؟؟
الحل في أن تبذل جهدا أكبر في التفكير في خطيبتك، والتفكير في حبك لها، ومميزاتها وليس عيوبها، القول المأثور "البعيد عن العين بعيد عن القلب" هو قول سليم لأبعد الحدود؛ فلا تجعلها بعيدة عن العين.. واجعل فتاة الجامعة بعيدة عن العين والقلب وكل شيء.
وهذا هو الحل الثاني.. يتلخص في ضرورة الامتناع عن رؤية هذه الفتاة بشكل شبه تام، وستكتشف مع مرور الأيام والشهور أن الحياة لم تتوقف عندها، وأنك ماضٍ في طريقك، ولم يحدث لك انهيار ساعة لم تتمكن من رؤيتها.. ستكتشف أن الحب باق والإعجاب زائل.
إن الإعجاب يا صديقي مجرد "عرض جانبي" للحب وليس حب.