السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا عندي مشكلة كبير ومتعلقة بعائلتي؛ أنا خطبت بنت عمي وأنا مقتنع بها جدا، وكمان مارضتش إني أتمم الخطوبة غير بعد ما أتأكد منها إنها كمان بتحبني وعايزاني ومعجبة بأخلاقي ومش هتلاقي حد يكون محافظ عليها قدي.. والحمد لله تمّت الخطوبة على خير. وبعد أربع شهور من الخطوبة فجئت بكلام مش طبيعي؛ زي إنها كانت بتحب واحد تاني قبل ما أخطبها، وإنها لسه مش قادرة تنسى حبه.
وكمان إنها اتخطبت ليّ بناء على رغبة شديدة وإلحاح من أهلها، وتصميم على إنها تتخطب ليّ، ولما سألتها ليه، قالت لي الكلام ده دلوقتي.. قالت إنها كانت بتحاول تقول الكلام ده، وكان أهلها مانعينها إنها تتكلم في أي حاجة عن الموضوع ده، ومش عارف أعمل إيه بعد ما سمعت منها كل الكلام ده؟؟!
وبنفس الوقت هي رافضة تقول الحقيقة دي قدام العائلة عندي وعندها، وكمان بتطلب منى إني أنا اللي أقول كلام مش صحيح عني، وأقول لهم إني مش مرتاح معها بالكدب، وكمان لو أنا قلت الكلام ده هيصبح مشكلات كبيرة بين عمي والدي، وممكن ما يكلموش بعض بسبب الموضوع ده.
وأنا احترت ومش عارف أعمل إيه معاها، وكل اللي قدرت أعمله إني ماكلمهاش تاني لغاية هي ما تقول لأهلها.
أرجو الإفادة أتصرف إزاي معاها من غير الأهل ما يزعلوا من بعض. koketa
صديق "بص وطل" يحزنني جدا أن يكون هذا حال بعض بناتنا.. أن تعيش تلك الحياة المعذبة والازدواجية المرهقة.
بالطبع لا أنصحك بالكذب فالغلطة لا تعالج بمثلها، وهناك قاعدة بأن "الكذبة الواحدة تلزمها 28 كذبة أخرى لإخفائها"، وتذكر الحديث الشريف: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"
بداية أقدر لك وأحترم فيك حرصك وبشدة على التأكد من صدق مشاعر الفتاة التي سترتبط بك وبأنك ستحافظ عليها بقدر المستطاع، وحرصك على عدم إفشاء السر من تلقاء نفسك، والتمسك بهدوء الأعصاب وعدم ترك الغضب يتحكم في الموقف.
لا أعتقد أنك اقترفت أي خطأ تستحق عليه هذا الخطأ الكبير من جهة ابن عمك سواء في حقك وحق نفسها والأسرتين؛ خاصة بعد حرصك على عدم الإقدام على هذه الخطوة؛ إلا بعد التأكد من صدق مشاعرها نحوك.
لقد أخطأت ابنة عمك حينما أوهمتك بالموافقة على الارتباط بك، ولا أدري أين كانت هذه الشجاعة قبل إعلان الخطبة وموافقتها عليك؟
وما هي الظروف والأسباب التي دفعت أسرتها إلى رفض هذا الشاب؟
بصراحة لا أعفي عمك وأسرته من الخطأ، فما داموا على علم بهذه العلاقة فكان من الأولى أن يحاولوا إقناع ابنتهم برأيهم وأسباب رفضهم، أو أن يستمعوا لوجهة نظرها، ويجلسون مع الشاب، ويحاولون التفكير في الموضوع بشكل بعيد عن الماديات البحتة والأعراف التي تقدي بتزويج البنت من ابن عمها.
لقد أخطأوا حينما وافقوا على الخطبة قبل أن يتأكدوا من صدق مشاعر ابنتهم تجاهك، فعالجوا الخطأ بخطأ أكبر.
ذكرت أنك تخشى من قول الحقيقة فتحدث مشكلات عائلية؛ لكن أعتقد أنك مخطئ.. فبكل بساطة والداك لا يريدون لك إلا راحة البال والسعادة، وبكل تأكيد فإنك حينما تقول إنك لا تشعر براحة مع ابنة عمك فهذا ليس كذبا.
ولتكون أكثر صدقا فعليك أن تقول إنه شعور متبادل بينكما، وإنك حاولت إيجاد نقطة التقاء لكنك لم تجد، قد لا يفهمك والدك في البداية؛ ولكن مع الإصرار أعتقد أنهم سيستجيبون لرغبتك.
وأرى أنك من باب كتم السر فعليك الذهاب لعمك والجلوس معه على انفراد، وتهدئته والتأكيد له على أن عدم قبول ابنته للزواج بك لن يؤثر على علاقتك به فهو سيظل عمك، كما أن إجبارها على الزواج سيوقعكما في مشكلات أكبر أنتم جميعا في غنى عنها.
وبعد تهدئة عمك اطلب منه إخبار والدك أنه يشعر بأن زواجك من ابنته قد يؤدي إلى الفرقة بين العائلة وليس إلى مزيد من التماسك، وأننا كثيرا ما نريد أشياء وهي شر لنا.
تمسك بموقفك وإن كلفك بعض المشقة في البداية، ولا تلوم كثيرا على ابنة عمك؛ فخطؤها لا يعني أنها إنسانة سيئة فالمشاعر ملك رب العالمين.
وثق في أن هذا أمر لا يعيبك فهي تحترمك وتقدرك؛ وإلا لما كانت أخبرتك الحقيقة، وكانت تعمدت أن تعاملك بطريقة سيئة غير عابئة بما يتبع ذلك من عقبات.
احمد الله على أن جاءتها الشجاعة في هذا التوقيت، وتأكد أن الله لا يأتي لنا إلا بالخير، رزقك الله بالزوجة الصالحة التي تقدر حسن أخلاقك وحبك واهتمامك وتفهمك للمواقف الصعبة، وتقديرك للأنثى ولحقها في الاختيار.