بقدرة قادر تحوّل اعتصام أولتراس الأهلي الكائن أمام مجلس الشعب إلى ملتقى "المتنططين" من كل أطياف عاشقي الشهرة ومنقّبي البحث عن النجومية الزائفة، وأصبح كل من هبّ ودبّ بوصلته هي خيام اعتصام الرابطة، ولكن الأسئلة التي تقفز في رؤوسنا عديدة: مَن هم الذين تكالبوا على خيام الأولتراس؟ وما هو مبتغاهم؟ وما الذي فعلوه هناك؟ تعالوا سويا نفهم القصة من أولها.. بداية اعتصام الأولتراس جاء بناء على هدف البعض يراه نبيلا، والبعض يرى أنه فيه بعض الجهل، وهو مواصلة التواجد أمام البرلمان بمجلسَيه الشعب والشورى، حتى يكونوا قوة ضاغطة على الجهات المختلفة المنوط بها معاقبة الأطراف المخطئة في مباراة النكبة بين المصري والأهلي في الأول من فبراير الماضي بشقيها الرياضي والجنائي. واعترافا منا بأن الأولتراس نبيلو الإحساس، ولكنهم شباب؛ أي أنهم قوة هادرة تحتاج من يرشدها ويُوجّهها ويصنع لها السدود، حتى يكونوا قوة مقننة وعاقلة تصنع الإيجابيات بدلا من أن تهدر في الصحراء بالضبط مثل نهر النيل قبل السد العالي، ولكن -مع الأسف- أطياف عاشقي الشهرة والمنقبين عن النجومية الزائفة أصابوا الأولتراس واعتصامهم بفتور كبير واحتقان كبير ضدهم من أفعال هؤلاء "المتنططين". إن ما يقوم به الأولتراس حق أصيل لهم من أجل الحصول على حقوق شهداء المذبحة، ووسيلة للضغط من أجل الإسراع في محاكمة القتلة والمتورطين في تلك الكارثة. اقتحمت جيوش من المستفيدين خيام اعتصام الأولتراس ليلتقطوا الصور معهم؛ فهذا مرشح رئاسي ذو خلفية دينية، وهذا مرشح صاحب خلفية ناصرية يسارع ليلحق بموكب منافسه، فبعد سباق التوكيلات أصبح الآن سباق التقاط له هو الآخر صورة بين الشباب لعل وعسى ترفع أسهمه في مولد سباق الرئاسة المحموم. الغريب والطريف أن الأخبار تؤكّد أن هناك طابورا قادما من المرشحين خلال الساعات القادمة لتلتقط لهم الصور في خيام الاعتصام الذي أصبح مثل المولد اللي صاحبه تايه فيه. المولد شهد أيضا ظهور عدد من الفنانين من الصف الثالث والرابع والخامس الباحث عن الشهرة، كما تواجد بعض من الفنانين المنتمين لنادي الزمالك. ورغم أن شباب الأولتراس الذين رفضوا تسييس قضية الشهداء وجدوا أنفسهم رغما عنهم يتحوّلون إلى مزار من الروابط والائتلافات دون إحم ولا دستور، والأغرب أن كل فوج من هذه الروابط والمرشحين كان يسبقه جيش من الكاميرات للتصوير التليفزيوني والصحفي، وبعد دقائق ينفضّ الأمر. وبدلا من أن ترسم الزيارات الدعم والقوة فقد رسمت الأحزان على شباب الأولتراس؛ خاصة أن مَن زاروا المولد لم يعرضوا عليهم أي شيء مستقبلي أو يعدهم بتحقيق مطالبهم بالقصاص لشهداء ومصابي الأولتراس، أو يُقدّموا وعودا بحلّ مشاكل الشباب من بطالة وتعليم وتعصّب وعدم وجود أماكن تمارس فيها الرياضة، فقط اكتفوا بالتصوير وكلمتين لزوم القعدة. الجدير بالاحترام أنه على مدار الأيام الماضية، وما قبلها من مسيرات للأولتراس في القاهرة وكل محافظات الجمهورية، فلم يكن هناك خروج عن النص من جانب الأولتراس، وأن التظاهرات والاعتصامات سلمية، وليس هناك تخريب ولا غيره وهو ما يعد دليلا على أن هؤلاء الشباب لا يريدون سوى الحصول على حق الشهداء. اتقوا الله أيها المنافقون الباحثون عن مصالحكم الشخصية فقط، وكونوا على قدر الحدث والموقف، فإن بلادنا شبعت منافقين، ومنقبين عن مصالحهم الشخصية.