أكد محمد بركات -صانع ألعاب النادي الأهلي- أن قراره باعتزال الكرة -والذي تراجع عنه في الفترة الماضية- كان بسبب الأحداث الدامية التي شهدها في بورسعيد، وليس رغبة منه في الظهور بدور بطولي كما ادّعى البعض. وكان الزئبقي قد أعلن اعتزاله لعب الكرة عقب مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 80 مشجّعا للأهلي؛ لكنه تراجع عن هذا القرار بعدما واجه ضغوطا كبيرة من زملائه بالفريق والجماهير الحمراء. وقال بركات -في حول مطول مع الموقع الرسمي لناديه- اليوم (الخميس): "لم أكُن أدّعي البطولة مثلما ردّد البعض؛ لكن ما شاهدته في بورسعيد لا يغيب عن عيني للحظة واحدة". وأضاف: "كنت أتوقّع أن تقوم جماهير المصري بسبّنا وقذف الحافلات بالحجارة، أو خروجنا من ملعب المباراة في سيارة مدرعة، لكن تفكيري لم يصل إلى ما حدث معنا". وأردف صانع ألعاب الأهلي: "شاهدت إيهاب علي -طبيب الفريق- وهو يُحاول إنقاذ أرواح الجماهير داخل غرف خلع الملابس، لكن دون جدوى والأمر لم يمر بسلام". وطالب بركات بضرورة محاكمة الجناة في أسرع وقت، وتوقيع عليهم أقصى العقوبات؛ حتى يستريح أهالي الشهداء. وكشف الزئبقي عن اللحظة التي فكّر فيها اعتزال الكرة: "عندما شاهدت أحد الجماهير وهو ينطق الشهادة أمامي داخل غرفة خلع الملابس، قرّرت اعتزال الكرة؛ لكنني لم أخبر أي شخص حينها بالأمر". وتابع: "عقب نهاية أيام العزاء أبلغت حسام غالي -قائد الفريق- بقراري، وبذل معي محاولات كثيرة لمنعي تنفيذ ذلك". وأوضح لاعب المنتخب السابق: "تلقيت اتصالات كثيرة من زملائي بالفريق لإثنائي عن قراري، كما أن أفراد أسرتي مثّلوا عليّ ضغطا كبيرا، بالإضافة إلى مانويل جوزيه -المدير الفني للفريق- الذي طالبني بالتراجع عن قراري". وفي سياق آخر، تساءل بركات عن موقف النادي المصري من عقوبات اتحاد الكرة، مشيرا إلى احترامه الكامل لمدينة بورسعيد. وأكمل: "كيف تمرّ تلك الفترة دون أن يتم توقيع أي عقوبات على النادي المصري؛ فجماهير الفريق الساحلي هي التي قام بالاعتداء على مشجّعي الأهلي". وبسؤاله عن الدعوة التي تلقّاها من الأمريكي بوب برادلي -المدير الفني لمنتخب مصر- بالعودة مرة أخرى لصفوف الفراعنة، أجاب: "مع احترامي الكامل لبرادلي؛ لكن المنتخب صفحة وطُويت، ولن أعود في قراري السابق". وكان الزئبقي قد أعلن اعتزاله اللعب الدولي عام 2009؛ عقب فشل منتخب مصر في الوصول لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.