أحمد حسين اتهم أحمد حسن -لاعب خط وسط الزمالك وقائد منتخب مصر- الإعلام الفاسد بالتسبّب في مجزرة بورسعيد التي وقعت يوم الأربعاء قبل الماضي. وكان قد تُوفّي نحو 80 مشجّعا من جماهير الأهلي، بعد اعتداء جماهير بورسعيد على الجمهور الأحمر عقب نهاية مباراة الفريقين بالجولة ال17 بالدوري الممتاز. وقال الصقر في أول مقال له على موقعه الرسمي نشره اليوم (الجمعة): "الإعلام الفاسد هو أول من يتحمّل مسئولية المجزرة؛ خاصة بعد ما اتّبع كثير من الإعلاميين نظام إثارة أكثر؛ من أجل نِسبة مشاهدة أكثر". وطالب الصقر وسائل الإعلام بأن تستوعب الكارثة التي وقعت في بورسعيد، وأن تعود لمهمتها الأساسية والعمل بكل مهنية وحيادية. وجاء مقال الصقر كالتالي: "صُدمت مثلما صُدم جميع المصريين بالأحداث التي وقعت في استاد بورسعيد، وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء دون أن يكون لهم أي ذنب سوى أنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم في مباراة لكرة القدم. وإنه ليؤسفني أنه لم يلتفت أحد إلى ما قدّمناه أنا وزملائي اللاعبين قبل أشهر قليلة من حملة "لا للتعصّب" من أجل التخلّص من الآفة التي غزت الملاعب في السنوات الأخيرة بفعل الإعلام الفاسد، ولكننا هكذا دائما لا نتحرّك إلا بعد وقوع الكارثة مهما كانت التحذيرات قبلها. وللأسف؛ فإننا فَقَدنا الكثير من الأرواح والدماء حتى نتعلّم أقسى درس مرّ علينا في الفترة الأخيرة. وبصراحة شديدة؛ فإن الكثيرين يتحمّلون المسئولية، ويأتي على رأسهم الإعلام الفاسد الذي تسبّب في ملء العقول والقلوب بالتعصّب الشديد. والإعلام الذي نشّأنا ونحن صغار على أنه رسالة هادفة وراقية، تحوّل هذه الأيام إلى سلعة رخيصة ترفع شعار "إثارة أكثر من أجل نسبة مشاهدة أكثر"، و"تهييج أكثر يُساوي مكاسب مادية أكثر"، وباتت الأعراض مستباحة دون دليل ودون مراعاة لأي حرمة. ومع الأسف؛ فإن ثمن تلك السلعة الرخيصة هذه المرة كان أغلى مما يستطيع الوطن أن يدفعه. بل إن الإعلام الذي نفخ في النار المشتعلة كان أول من احترق بلهيبها؛ لأن في حالة إلغاء الدوري أو إيقافه سيتسبّب في إيقاف مصدر الدخل الأول للقنوات الفضائية، وساعتها سيخسر الإعلام كل شيء؛ بسبب طمعه في جمع أكبر قدر من الإعلانات على حساب الرسالة الهادفة والراقية التي كان من المفترض أن يقدّمها للمشاهدين. وأتمنّى أن يكون الإعلام قد استوعب الدرس جيدا، وعرف العاملون فيه أنها مسئولية جسيمة، ربما يفلت من الحساب الدنيوي عليها، لكنه لن يفلت من الحساب الإلهي؛ حيث يُسأل كل إنسان عن كل كلمة قالها، وعيدان كبريت قد تشتعل في أي وقت وتحرق مصر بأكملها، وأتمنّى أن يعودوا إلى ضمائرهم؛ لأننا في أمسّ الحاجة اليوم قبل الغد إلى أصحاب الضمائر. وأتمنّى أيضا أن يلتزم الإعلام برسالته الأصلية، والقيام بعمله بكل مهنية وحيادية ودون البحث عن الإثارة، لا من أجل الحفاظ على استمرار اللعبة في مصر وعلى مكاسبه فقط، وإنما من أجل الحفاظ على مصر ووحدتها. فما شاهدناه في الأيام الأخيرة من تكاتف واضح لألتراس أهلاوي مع ألتراس زمالكاوي مع باقي مشجّعي الأندية المصرية في المحنة الشديدة التي عشناها جميعا، يعطينا الأمل في مصر أفضل للجميع. وإنني أودّ أن أوجّه الشكر إلى ألتراس أهلاوي وجمهور الأهلي على صفحة "إحنا آسفين يا شيكابالا"؛ فهو يدلّ على أن الخير والمحبة هما الأصل دائما عند المصريين. وكذلك أوجّه الشكر إلى ألتراس وايت نايتس وجمهور الزمالك على صفحة "إحنا آسفين يا متعب"، وكذلك على مساندتهم الكاملة لألتراس أهلاوي منذ وقوع الكارثة وحتى الآن، وأشكر جميع مشجّعي الأندية المصرية على روحهم المتوحدة ومشاعرهم النبيلة تجاه الأبرياء الذين سقطوا دون ذنب. وأوجّه رسالة إلى كل جماهير الكرة المصرية أننا نتمنّى استمرار هذه الروح إلى الأبد؛ لأننا نحتاج إلى التكاتف والتلاحم من أجل بناء هذا الوطن الذي يحتاج إلى كل أبنائه باختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم في هذا الوقت الدقيق ربما أكثر من أي وقت مضى. وأخيرا أوجّه رسالة إلى نفسي وزملائي اللاعبين، بأن نلتزم جميعا بالروح الرياضية التي غابت عنا في بعض الأوقات، وأن نضعها فوق أي مصالح شخصية مهما كان المقابل من الفوز في مباراة أو حتى في بطولة. إن علينا مسئولية كبيرة كلاعبين في أن نلتزم بالهدف الأساسي الذي نمارس من أجله الرياضة وهو الأخلاق، وكذلك علينا أن نتحمّل مسئوليتنا تجاه وطننا وأبنائه؛ خاصة أننا رأينا بأنفسنا كيف تتحوّل الشرارة البسيطة من التعصّب إلى نار هائلة تحرق الجميع. وإنا لله وإنا إليه راجعون،،،،"