على الرغم من اللغط والشائعات التي سبقت الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2010؛ إلا أنه بعد يوم طويل من النقاش المحتدم استقرت لجنة الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) على أسماء الروائيين العرب الستة الفائزين في ما يسمى اللائحة القصيرة، وأعلنت الأسماء في مؤتمر صحافي عقد الثلاثاء في معرض بيروت للكتاب. أما الفائزون فهم: ربيع جابر (لبنان) عن روايته "أميركا"، جمال ناجي (الأردن) عن روايته "عندما تشيخ الذئاب"، ربعي المدهون (فلسطين) عن روايته "السيدة من تل أبيب"، عبده خال (السعودية) عن روايته "ترمي بشرر"، ومن مصر الروائيان محمد المنسي قنديل عن روايته "يوم غائم في البر الغربي"، ومنصورة عز الدين عن روايتها "وراء الفردوس".
كانت المفاجأة إعلان الناقدة شيرين أبو النجا -عضو لجنة التحكيم- انسحابها من اللجنة اعتراضاً على الطريقة التي تم بها النقاش واختيار الأسماء؛ فهي كما صرّحت إلى (الحياة) لم تفهم ما هي المعايير النقدية التي عمل أعضاء اللجنة بموجبها ليقرؤوا الأعمال ويقيموها. وبرأيها لم تكن هناك معايير واضحة أو مقاييس نقدية يتكئ عليها أعضاء لجنة التحكيم، ولا يمكن الحكم على الأعمال من دون هذه المعايير. ولم تكن شيرين مقتنعة باللجوء إلى التصويت قبل إنهاء النقاش. "فالأرقام في التصويت لا تعبّر عن حقيقة الاختيار، ما دامت تفتقد إلى النقاش أو الحوار. وقد يكون التصويت حلاً يلجأ إليه في الختام بعد أن يصل النقاش النقدي إلى طريق مسدود، وهذا ما لم يحصل لأن النقاش أريد له أن يكون سريعاً ومتوتراً، وكان التهديد بالوقت ذريعة لإنهاء النقاش في أوله". وأعلنت الناقدة أنها ليست راضية عن لائحة الفائزين؛ مع احترامها الكبير لجائزة البوكر العربية. وقد أبلغت انسحابها رسمياً إلى جوناثان تايلور رئيس مجلس الأمناء وتغيبت عن المؤتمر الصحفي.
وعلق رئيس لجنة التحكيم الروائي الكويتي طالب الرفاعي قائلاً: "جرى نقاش حر وموضوعي، وكان الهدف الأهم الوصول إلى قائمة متفق عليها لدى جميع أعضاء لجنة التحكيم؛ هذه القائمة تمثّل رأي المحكّمين، مع الاحترام والتقدير لجميع الروايات المشاركة في هذه الدورة".
وتحدث خلال المؤتمر الصحفي جوناثان تايلور الذي يرأس مجلس الأمناء قائلاً: "الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة رائدة في عالم الأدب العربي. تأثيرها بات لا يقبل الجدال، مع اعتبار الفائزين بها وكتّاب اللائحة القصيرة من أهم الأقلام في الأدب العربي المعاصر. والكثر منهم وصلوا إلى العالم اليوم عبر ترجمة أعمالهم؛ وذلك بفضل الجائزة".
تأهل للجائزة هذه السنة 115 كتاباً من 17 بلداً عربياً هي: مصر، سورية، لبنان، الأردن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، المملكة العربية السعودية، اليمن، البحرين، عمان، المغرب، ليبيا، السودان، تونس والجزائر. وقد أعلنت اللائحة الطويلة من 16 عملاً في القاهرة خلال (نوفمبر) الفائت.
وعلقت المديرة الإدارية للجائزة جمانة حداد قائلة: "نحن فخورون بأن تساهم الجائزة العالمية للرواية العربية في زيادة الاهتمام بالأدب العربي المعاصر قراءة وترجمة. لم تحظ أي جائزة أدبية عربية بهذا القدر من الانتباه والتأثير من قبل، وقد جاءت البوكر العربية لتلبي حاجة ثقافية ملحة في حياتنا الأدبية".
يحصل كل من المرشحين الستة النهائيين على عشرة آلاف دولار، أما الرابح فيفوز بخمسين ألف دولار اضافية. وينعم كتّابها بالقدرة على الوصول إلى جمهور واسع من القراء على الصعيدين العربي والعالمي في آن واحد، وعلى توقيع عقود ترجمة لأعمالهم.
أما اسم الفائز بالجائزة النهائية؛ فيعلن خلال حفلة رسمية في أبوظبي، مساء الثلاثاء 2 (مارس) 2010، وهو اليوم الأول من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب".
وكما ذكرت البي بي سي العربية تعليقا على إعلان الجوائز أن جمال الغيطاني.. كان من أبرز الأصوات التي شككت بنزاهة وشفافية الجائزة، وكان الغيطاني كتب في افتتاحية جريدة أخبار الأدب أنه "معروف لكل من له علاقة بالواقع الثقافي أن الجائزة مقررة هذا العام للروائية اللبنانية علوية صبح"؛ بينما هاجم الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد الجائزة ولجنة التحكيم بضراوة، معتبرًا -في مقال بأخبار الأدب- أن اقتصار القائمة الطويلة على روايتين فقط من مصر (ما وراء الفردوس - منصورة عز الدين، يوم غائم في البر الغربي - محمد المنسي قنديل) هو اختيار يعبر عن نية مسبقة في حرمان الكتاب المصريين من المنافسة الجدية على جائزة البوكر في دورته الثالثة.