لا لا ما يحدث في مصر حالة نفسية مرضية من حب الثأر والانتقام..
لااااااااااااا ما يحدث في مصر انفلات أخلاقي.. وارتباك سلوكي..
لا لا لا لا إن الحقيقة هي أن ما يحدث في مصر تدبير ومؤامرة من طرف ثالث..
في ظل غياب معلوماتي واضح، وسكوت من جانب مسئولي الدولة؛ تتوراد كل يوم على صفحات الجرائد رؤى الكُتّاب والمحللين، حول أحوال المصريين، وكل يوم يطرحون رأيا جديدا، ويقترحون حلاً يرون أنه سديد.
وائل قنديل يوجّه نداء للحكومة والمجلس العسكري: "عليكم بالتصدي للهو الخفي" المفترض أن الدولة ممثلة في المجلس العسكري والحكومة يتعدى دورها التسليم بوجود تنظيم الطرف الثالث، واستخدامه في كل تصريحاتها، هكذا يرى وائل قنديل في مقالة بالشروق بعنوان "جمعة الطرف الثالث"، والذي يوجّه حديثه للسلطات المصرية بلغته الساخرة: على السلطة الحاكمة في مصر "التعامل مع هذا اللهو الخفي والتصدي له، وليس مجرد استثماره كشماعة تعلّق عليها الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين".
ويضيف قنديل بنبرة تحذير: "في ظروف مثل هذه من يضمن ألا يفكر "الطرف الثالث" في استثمار جمعة الغد لتوجيه ضربة إجرامية للمباني المهمة؛ كمجلس الشعب أو المتحف أو ماسبيرو؛ خاصة أن أحدا لا يريد أن يفكّ شفرة الطرف الثالث، ويعلن عنه بشكل قاطع وواضح".
ويطرح قنديل الحل في أن يبقى تأمين جمعة الغد مرهونا ببعض المحددات الأساسية: "أولها أن يقدم المجلس العسكري والحكومة اعتذارا عمليا للمتظاهرات والمتظاهرين بالإقلاع عن استخدام شماعة الطرف الثالث، وتوفير الحماية الكاملة للمنشآت، وتحمل المسئولية عن ذلك من الآن، سواء كان هناك طرف ثالث يتربص بالجميع أو "مواطنون شرفاء" ينقضون عليهم".
عبد الفتاح: أخشى على مصر حين يتحزب أهلها معتز بالله عبد الفتاح: "الإعلام هماز مشاء بنميم" المشكلة والأزمة الحادثة في مصر الآن يغذيها إعلام فاقد للمعلومات، "إعلام همّاز مشّاء بنميم" كما يصفه الدكتور معتز بالله عبد الفتاح في "الغو في الخصومة" الذي سطره على صحيفة الشروق اليوم؛ بالقول: " أخشى على مصر من بعض ضعاف العلم، والمهارة والدقة من الملتحقين بأجهزة الإعلام الهمّاز المشّاء بنميم الذي يفتقد الكثير من القدرة أو الرغبة في نقل الحقيقة؛ حتى إن كانت واضحة أمامه".
وفي محاولة للتهدئة وإعمال مبدأ الحكمة في معالجة الأزمات؛ قال عبد الفتاح: "أخشى على مصر حين يتحزب أهلها ويتعصبون؛ فتضيع منهم القضية، هل تتذكرون حينما خرج بعض المصريين منتصرين لسعد زغلول، ورافضين لعدلي يكن؛ حتى لو كان على حساب القضية.. رافعين شعار: الاحتلال مع سعد خير من الاستقلال مع عدلي؟".
ويحذر عبد الفتاح من أن تنتشر العصبية في مصر؛ لأنها "عصبية بغيضة إن تمكنت من قوم أفقدتهم صوابهم، وهي نفس العصبية البغيضة التي جعلت أتباع مسيلمة الكذاب يدافعون عنه؛ لأنه من قبيلة رَبيعة، ولم يؤمنوا بالرسول محمد؛ لأنه من قبيلة مُضر.. قائلين: "كذاب رَبيعة أحب إلينا من صادق مُضر"، أخشى على مصر من كثرة الجدل وحب إثبات الذات، وأن يظن أحدهم أن رأيه من كرامته، وممن يرون الشطط الخطأ الذي يخرج عنهم أفضل من الصواب المعقول الذي يخرج ممن يخالفهم".
ومع ذلك لي رهان على أن العقلاء لن يسكتوا إن رأوا الخطأ أمامهم -هكذا يطمأننا عبد الفتاح- "وأنهم سيدعون الآخرين إلى العقلانية والرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة، فثورتنا أزالت عنّا سلطة الاستبداد، وما ينهض بالمجتمع الآن هو سلطة العرف والدين والرغبة في العيش المشترك عند أغلبنا"، نريد أن ننتقل بسرعة إلى دولة حقيقية قوامها مؤسسات قادرة على أن تعيد للقانون قيمته، وكما جاء في الأثر: "إن الله يزع (أي يردع) بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
أمينة خيري: الإعلام أحد أسباب الأزمة الدائرة أمينة خيري.. سُلطة الإعلام وسلطاته وبابا غنوجه وتتوافق أمينة خيري مع الرؤية السابقة في أن الإعلام أحد أسباب الأزمة الدائرة في مصر؛ فكتبت على جريد الحياة اللندنية مقالا بعنوان: "المشاهد المصري حائر بين سُلطة الفضائيات وسَلَطتها"، تقول فيه: "لم ينزل أحد المواطنين المصريين ميدان التحرير؛ لكنه يعرف ما يحدث لحظة بلحظة من خلال التلفزيون، ثم نزل التحرير؛ لكنه لم يرَ ما تذيعه القنوات التلفزيونية، ويعتقد أنه يساهم في نشر الحقيقة، يرده مقطع من فيلم فيديو على صفحته على فيس بوك، يدعو أصدقاءه إلى مشاركته، يلتقطه معدُّ برنامج حواري، يذيعه ليلا لتشتعل الدنيا صباحا"!!
وترى خيري أن حرب الضروس الدائرة رحاها هذه الأيام ليست حكرا على مربع ميدان التحرير والشوارع المحيطة؛ بل انتقلت بكامل عدّتها إلى استوديوهات القنوات المختلفة، صحيح أنها حرب منزوعة المولوتوف الحارق والحجارة القاتلة؛ لكنها معضدة بمولوتوف حارق للأعصاب وحجارة قاتلة للفكر.
عامر: كلما حاولنا أن نودّع القبح نستيقظ على إعلان يقول "استرجل" جلال عامر: العدل بالبطيء والجريمة في الوريد وفي النهاية وبشكل أدبي وكوميدي، يلخص الكاتب الساخر جلال عامر الأزمة الحالية في مصر؛ بالقول: "العدل بالبطىء والجريمة في الوريد.. اختفت القيم في الشمال والجنوب فقرّر الناس أن يتجهوا إلى فوق وتحت، فاتجهوا إلى فوق (السماء) بغير قلب.. بالتدين المزيف، واتجهوا إلى تحت (الأرض) بغير عقل.. بالشعوذة والجن، وكلما حاولنا أن نودّع القبح ونعود إلى براءة الأطفال؛ نستيقظ على إعلان يقول "استرجل" من نافذة تليفزيون".