أنا فتاة عندي 23 سنة، متجوزة شخص عنده 24 سنة.. باكتب لكم وعيني بتدمع، وحاسة إن قلبي مكسور.. مشكلتي إن جوزي بيحبني؛ بس مش قادر يكتفي بيّ، على طول بيخونّي، وعمل علاقات كتير؛ مع إننا متجوزين عن حب دام 6 سنين قبل الجواز، وبقالنا سنة متجوزين. استحملت ده كله وأنا قلبي بيتقطع، وأخيرا عرفت إنه على علاقة بواحدة يعرفها من شهر ونص بس، وبالصدفة عرفت إنه حكى لها عن كل أسراره وعلاقاته؛ حتى اللي بيحصل بينّا كل يوم، ومش بس كده ده راح واتقدم لها؛ بس أهلها رفضوا؛ لأنه متجوز وعنده بنت؛ بس اللي قدرت أفهمه إن هو وهي بيحاولوا كتير عشان يتجوزوا، وهي عارفة إنه بيحبني موت؛ بس مصرّة إنها تاخده مني.. أنا والله العظيم جميلة ومحترمة وعارفة ربنا؛ بس هي عكسي في كل حاجة؛ وحشة، ولبسها مش محترم، وأكبر من جوزي ب6 سنين. ولما واجهت جوزي وطلبت الطلاق رفض وقال لي إنه بحبني وبيحبها، ومش عارف يعمل إيه، وبعدها قال لي هاسيبها؛ بس المشكلة إنه ماسابهاش، وخايفة يتجوزها من ورايا ويضيّعني من إيده.. إحنا بنحب بعض من 7 سنين إزاي يتجوز واحدة عرفها من شهر ونص.. هل ممكن يكون اللي ما بينهم حب؟ ولا مجرد نزوة من نزواته؟ أعمل له إيه عشان ينساها ويحس بمسئولية البيت ويبطّل شغل المراهقين ده؟ أنا دايما باقرّب منه وباعمل له كل اللي أقدر عليه عشان أسعده، إديت له كل حاجة؛ حبي وحياتي وفلوسي، مافيش حاجة حرمته منها، ويجازيني في الآخر إنه يتجوز عليّ واحدة زي دي. حرام.. أعمل إيه؟ أرجوكم أنا مخي عجز عن التفكير، وقلبي بيعيّط، كل شيء فيّ اتكسر، كل ما أقرّب منه يبعد عني، ومش بيتكلم معايا في مشكلاته، وبيروح لها يكلمها، أعمل إيه؟ نفسي أموت عشان أرتاح، ولولا إيماني بالله أنا كنت انتحرت. Sweet tota
بعد قراءتي عدة مرات لرسالتك تمنيت لو أني أقابلك؛ في المرة الأولى لتعاطفي الكبير معك، وفي الثانية لأخبرك بأنك أغلى من أن تتركي نفسك فريسة لكل هذا النكد، وفي الثالثة لأهمس لك بكل الود والاحترام بضرورة عدم إنجاب المزيد من الأبناء قبل أن تثقي أن زوجك تغير وقرر الاكتفاء بك. فلا يكفي أن يحبك زوجك، لا بد أن يتوقف عن الخيانات المتكررة، وهذا هو الاسم الحقيقي لما أشرت إليه بالعلاقات الكثيرة، وسامحيني لأمانتي معك فلا بد من تسمية الأشياء بأسمائها. ولا يوجد ما أسميته أنه لا يستطيع الاكتفاء بك؛ فالحقيقة أنه لا يرغب في ذلك؛ فالخيانة ليست إعاقة بل اختيارا. وقد أوجعني كثيرا قولك إن قلبك مكسور، وأنه يبكي، وأطالبك بكل الودّ والاحترام بطرد الانكسار والبكاء من حياتك فورا وإلى الأبد.. وصدقيني ستربحين كثيرا؛ فالشعور بالمرارة يسرق الصحة الجسدية -متعك ربي بالصحة والعمر الطويل الجميل- كما يغتال الصحة النفسية؛ لأنه يُشعرك بقلة الحيلة والمرارة؛ وهو ما يقضي على فرصك التي تستحقينها للفوز بحياة أفضل أنت وابنتك.. ولا بد من تذكر ابنتك، وأنها تشكل جزءا مهما في حياتك، والاستمتاع بالأمومة لأنها نعمة غالية وقضاء أوقات لطيفة مع ابنتك، والتنزه مع صديقاتك، ومع أسرتك للحصول على قدر جيد من الترفيه وهو ضرورة قصوى وليست رفاهية؛ حتى تستطيعي التخلص من أي قدر من الضغوط النفسية التي تعانينها بسبب خيانات زوجك. ولا بد من تذكر أن زوجك يمثل جزءا فقط من حياتك، وبأنك اخترته وأنت في السادسة عشر؛ أي أن الاختيار كان عاطفيا ولم يتدخل فيه العقل بصورة جيدة، ولا بد من البدء في إعطاء العقل دورا جيدا في علاقتك بزوجك؛ فقد توقفتُ طويلا عند قولك إنك أعطيت زوجك حبك وحياتك وأموالك.. وأتمنى التوقف عن التدفق الزائد من العطاء لزوجك بالحب أو بالأموال، وألا تبكي أمامه لتطالبيه بالإخلاص، أو تقولي له: تحمّل المسئولية؛ فقد أصبحت زوجا وأبا، ولا تقولي: تصرفاتك تؤلمني، أو تجرح كرامتي، أو تسيء لصورتي أمام الناس، أو ما شابه ذلك؛ فكل هذه الجمل تأتي بنتائج عكسية.. واكتفي بإخباره أنه يخسر كثيرا بهذه السلوكيات، وأنه يسحب من رصيده العاطفي في قلبك، وأن عليه ألا يطمئن إلى أنك ستسامحيه، وأنه ليس بحاجة لإثبات أنه مرغوب من الجنس الآخر؛ فهذه العلاقات العابرة تخصم منه ولا تضيف إليه كما يتوهم. وقد توقفتُ طويلا عند قولك إنها تُصرّ على أخذ زوجك منك؛ وكأنه طفل لا يملك إرادته.. ولا بد من التوقف عن إعفائه من المسئولية في هذه الخيانات، وعدم التساهل مع نزواته؛ فقد تساءلتِ: هل يحبها أم هي مجرد نزوة من نزواته؟ وكأن من الطبيعي التسامح مع النزوات. واسمحي لي بكل الحب والاحترام أن أهمس لك أن تسامحك الزائد مع النزوات جعله يتمادى فيها. وأمامك خيارات: إما مواصلة التسامح وتحمل ذلك؛ فإذا كان يخونك بعد سنة من الزواج وأنت في بدايات الشباب الجميل؛ فكيف تتخيلين تصرفاته بعد عشرة أو عشرين عاما؟ وهل ستتحملينه طوال الوقت أم ستكرهين حبك له؟! والخيار الثاني يتلخص في اتخاذ موقف حازم معه، دون صراخ أو بكاء أو إهانات أو كلام جارح، والتوقف عن تدليله ومحاصرته بالحب والإغداق عليه بالمال وغيره، أو الإلحاح عليه ليحكي لك عن مشكلاته؛ فعن أي مشكلات تتخيلينه يتحدث مع نسائه؟ لا بد من تغيير تفكيرك بأن زوجك أهم ما في حياتك؛ فأنت الأهم، ويتضمن ذلك: الحفاظ على صحتك النفسية والجسدية، وطرد الرغبة في الموت وأي تفكير في الانتحار؛ فلا شيء في الكون يستحق التخلي عن نعمة الحياة وضرورة أن نحياها بحب واحترام لأنفسنا. لا بد أن تحبي نفسك أولا، وتحافظي على اهتمامك بنفسك وبابنتك، وتغيير جميع تصرفاتك مع زوجك؛ فقد ثبت أنها تؤدي إلى نتائج عكسية. ولا بد من الحصول على قدر جيد من الاسترخاء الجسدي والذهني يوميا، والحرص على حمام دافئ مرتين يوميا، والاستلقاء بعده على ظهرك في الفراش وترديد الجمل التالية: أنا غالية وأحب نفسي بعمق، وأحافظ على نفسي لأنني أستحق ذلك.. مع استخدام زيت اللافندر وزيت الياسمين للتهدئة، وإتقان فنون الابتعاد المحسوب عن زوجك، وإشعاره أنك قررت التوقف عن التفرغ لإسعاده وانتظار عودته من نزواته. وراجعي نفسك؛ فقد أوجعني قولك إنك ترفضين أن يتزوج زوجك إنسانة سيئة؛ وكأنك ترحبين إذا تزوج بفتاة جميلة وحسنة الأخلاق. لا بد أن تتوقفي عن التفكير بهذه الطريقة، وألا تقولي لزوجك هذا الكلام؛ فالخيانة مرفوضة في كل الأحوال، ولا يوجد ما يبررها، ولا يوجد ما يبرر أن يتزوج زوج على زوجته بعد مرور عام من الزواج، وبعد ست سنوات من الحب المتواصل. واجهي مشكلاتك مع زوجك بشجاعة، ولا تستسلمي للضعف أو للبكاء، وتذكّري دائما: أنت حيث تضعين نفسك؛ فتنفسي الاعتزاز بالنفس، دون مبالغة بالطبع، ولا تطيلي التفكير في خيانات زوجك؛ حتى لا تصابي بالإنهاك النفسي فلا تحسني التعامل معه، وتشاغلي عنه من وقت لآخر، ولا تجعلي زوجك يتعامل مع حبك على أنه مضمون مهما فعل. وتابعينا بأخبارك -إن أردت بالطبع- لنطمئن عليك، واقرئي الرد كثيرا لتهدئي ولتضاعفي من طاقاتك النفسية لمواجهة مشكلاتك، واكتبي مشاعرك على الورق، وقومي بقراءته بصوت، ثم قومي بتمزيقه لإخراج شحنات الغضب من داخلك أولا بأول؛ حتى تتمكني من التعامل بأفضل صورة ممكنة مع مشكلتك مع زوجك، وصلي ركعتَي الحاجة ليرزقك ربي التوفيق والسعادة في كل جوانب حياتك ومنها الزواج.. وفقك ربي وأسعدك.