السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بنت عندي 20 سنة، من زمان جدا باحلم إني ألبس الفستان الأبيض والدبلة؛ وده لأني شايفة إن الزواج من شخص أحبّه استقرار، وهيعوّضني عن حاجات كتير فاتتني، وعن والدي اللي بعيد أوي عني. من سنتين ونص حبيت شخص وارتبطت بيه، وعرفت معاه بجد يعني إيه الحب والاستقرار، والأهم من كل ده إنه مهذّب وبيحترمني جدا وما بيزعلنيش أبدا، بس مشكلته إنه مش عايز يخطب دلوقتي.. أنا حبيته أوي والله، وكل فترة أكلّمه في موضوع الخطوبة يقول لي مش هينفع دلوقتي إنتي لسه صغيرة، وأنا مش عايز أتقدّم إلا لما أكون جاهز!! هو كمان بينشغل عنّي جدا، والله أنا مش باشوفه غير كل سنة مرة واحدة أو مرتين، بس بقيت حاسة إني مش في حياته وإني مركونة على جنب، بس دايما كان بيعتذر لي ويترجاني إني أسامحه. من 5 شهور في شخص شافني، وقال لي إنه عايز يخطبني؛ فقلت لحبيبي، قال لي أنا مش في إيدي حاجة، وبالفعل وافقت عليه، بس اكتشفت إنه شخص مش كويس إطلاقا، وندمت إني سيبت الإنسان الكويس اللي كان بيحبّني.. المهم حبيبي عرض عليّ نرجع تاني، ورجعنا لبعض بعد انفصال مدته شهر ونص، بس زي ما هو، ولا باشوفه ولا باكلمه ولا أي حاجة؛ حتى بقيت أخاف منه يقول لي إنتي كنتي ماشية معايا، ويعايرني بكده.. أنا ساعات باحس بتأنيب الضمير، وساعات أكتر باحس إني إنسانة أنانية أوي. من يومين فيه شخص تاني شافني بالصدفة، ومن أول مرة قال لي أنا عايز رقم بابا علشان آجي أكلّمه بكره، ومن أسلوبه وطريقته استشفيت إنه شخصية محترمة وإنسان كويس، وأصر على إنه يكلّم والدي، وييجي لنا البيت، وطلع لي شهادة الميلاد والبطاقة وحاجات تانية كتير، وكلّمني عن نفسه وإنه جاهز مع إنه لسه عنده 23 سنة. أنا بقيت مشتتة أسيب حبيبي تاني وأجرحه بسبب حلمي إني ألبس الفستان وأستقر، ولا أفضل معاه وأقف جنبه ولا أعمل إيه؟!! أنا خايفة يتغيّر بعد الزواج زي كل الرجالة ما بتتغيّر أنا والله مش باخونه، بس هو اللي بعيد أوي عني، وقلت له كتير إن الإهمال ده بيقتلني مش بيتعبني.. يا ترى أنا أنانية فعلا؛ لأني جرحته قبل كده وهو سامحني، وفتحت الباب لشخص تاني جه من الباب، ولا هو فعلا معذور ولازم أستناه.. أنا أشهد إنه على خُلق، وإنه محترم جدا، ده غير إنه حبي الوحيد. آسفة جدا على الإطالة.. لكن مافيش حد غيركم أثق فيه. attractive smile سأبدأ من آخر ما ذَكَرتِ: "أشهد أنه على خُلق ومحترم جدا"، ودعيني أخالفكِ الرأي؛ فمفهوم الخُلق والاحترام يتضمّن بالتأكيد عدم تعليق فتاة في علاقة غير علنية، فلا يعتبر من الاحترام تصميم فتاكِ على ألا يدخل البيوت من أبوابها، ويطلب يدكِ بشكل رسمي؛ فهذا ما نقول عنه إنه الحب، وهذا هو المفهوم السليم للوقوف بجانبه وعدم التخلّي عنه. أما ما يفعله فتاكِ؛ فهو المعنى الحرفي لكلمة "عبث"؛ فهو يبقيكِ بجانبه دون ارتباط رسمي بدعوى الحب، ثم يتنصّل من أي التزام وتحمل مسئولية تجاه هذا الحب. المشكلة يا عزيزتي إنكِ متعجلة، أنت تريدين الفستان الأبيض والدبلة، وفي المقابل لا تنتظرين، لذلك تقعين بين مطرقة فتاكِ وسندان الاختيار الخاطئ كما فعلتِ بذاتك في خطبتك الأولى. فبكل أسف هناك من الفتيات اللاتي يحلمن بالزواج، ويضحين بكل طموحاتهن وأفكارهن؛ من أجل الحصول على لقب زوجة أو الهروب من لقب عانس، بصرف النظر عن أخلاق العريس وتديّنه وشخصيته، فلا تقعي في هذا الفخ، ولا ترتبطي فقط من أجل أن تكوني مرتبطة. بل أساس الارتباط أمور كثيرة؛ منها الودّ والاتفاق والراحة النفسية والحب، وقبل ذلك التكافؤ في الحالة الاجتماعية والأخلاقية والدينية. ولكني -بكل أسف- أراكِ إما تتحيّزين إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار؛ فإما أن تُعلي من فكرة الحب حتى لو على حساب كرامتك واحترام الشريك الآخر لكِ بأن تتركيه يتلاعب بكِ بل ويعايركِ بعلاقتك به، وهو الشيء الذي سيظلّ يعايركِ به طوال العُمر لو حدث وتم ارتباطكما. أو أن تزيحي الحبّ والود جانبا تماما، وتقرري الزواج من أجل أن ترتدي الفستان الأبيض فقط. كلا الأمرين خاطئ؛ فبالنسبة لهذا الشاب فسواء تزوّجتِ حاليا أم لا اقطعي علاقتكِ به، فما هو إلا شاب عابث يتخذ من الشكل المهذب وسيلة لأثر الفتيات؛ فتقع الفتاة في حبه ظنا منها أنها وجدت مَن هو على خُلق وسيحافظ عليها، وكما أسلفت مَن يريد الحفاظ على فتاته فليدجل البيوت من أبوابها. أما المتقدّم الحالي فلا تتسرّعي من أجل أن تحظي فقط بالفستان الأبيض؛ فاجعلي الشاب يتقدّم لأسرتك وادرسيه جيدا، واعطي لنفسك وله الفرصة لتعرفا بعضكما البعض، وافتحي قلبك؛ كي تستطيعي أن تميلي له لو كان أهل لذلك. فإن وجدتِه يصلح بالفعل، فلا تترددي وخذي من اشْتراكِ لا مَن باعك.. وإن لم تجديه يستحق، فلا تتعجّلي وانتظري حتى يأتِ لكِ نصيبك الحق الذي تستحقينه.